"تكسي الجبل" .. ابتكار السوريين للوصول إلى" الشيخ الخالد "

 

بعد معاناة طويلة مع سيارات " الهوندا " ابتكر سكان منطقة ركن الدين و سكان المهاجرين حلاً فريدا من نوعه يقدم الراحة للمواطنين بخدمات " سبع نجوم " ..!!!

فسكان هذه المناطق كان لابد لهم من أن يستأجروا " هونداية وفقا للملفوظ الشعبي " ليضعون أولادهم في الخلف عرضة للشمس الحارقة و للرياح الباردة و الأمطار بهدف الوصول إلى الجبل الذي لايمكن إلا لبطل من أبطال هذا الزمان أن يصعد مشياً إلى هناك ، أما اليوم فقد صاروا يمتلكون سيارة مغلقة و بمقاعد مريحة تكفي لستة أشخاص و صار سكان المنطقة يشعرون وكأنهم يعيشون في النعيم ..!!

" تكسي الجبل " تنافس " الهوندا "

في لقائنا مع أحد الركاب والذي يدعى ب محمد الرفاعي قال :استطاع تكسي الجبل أن يوفر المشقة على الكثير من المواطنين رغم ارتفاع أجرته قليلا، فقديما كنا نذهب" بالهونداية " وغالباً ما اضطر إلى مرافقة إخوتي الفتيات لكي لا يصعدن لوحدهن في سيارات " الهوندا " صونا لهن و لمنعهن من التعرض للمضايقات من قبل السائقين باعتبار أنه لا يوجد إلا مقعد واحد لابد أن تجلس عليه بجانب السابق أو عليك أن تستسلم و تركب في الخلف وهذا ما ينزعج منه معظم السكان ، لذا بات تكسي الجبل المنافس الوحيد لا منازع له في ساحة ركن الدين ..!!

أما فاطمة العبيد وجدت أن منظر " سيارات الهوندا " يسيء إلى المنطقة بشكل عام بسبب المنظر المشوّه والموسيقا العالية و الكلمات النابية التي يستعملها السائقون ، لذا وجدت الدولة حلا بتوظيف شرطي مخصص لتلك المنطقة لاسيما أن السائقين قد يقودون بسرعة جنونيّة في منطقة سكنيّة و قد يتعرض فيه الأطفال و النسوة إلى الخطر ، لذا وجدت السيدة فاطمة أن تكسي الجبل يعد الحل الأمثل لتلك المشكلة لاسيما أنه عبارة عن " نصف ميكرو صغير " يتسع لبعض الأشخاص الذين يجلسون براحتهم باعتبار أن الصعود إلى فوق يعرض الراكب إلى الكثير من المشقة .

و يضيف أحمد أيوبي أنه دائما يتعرض للمشاكل مع سائقي التاكسي فليس كل سائق يرضى بالتوجه إلى منطقة ركن الدين أو المهاجرين بسبب صعوبة ووعورة و ضيق المناطق هناك وغالبا ما يضطر إلى النزول على الشارع العام ليكمل طريقه مشيا إلى منزله الذي يقع في سفح جبل قاسيون

سعر الطلب من 35 وصولا إلى 200 ل.س .. و السائقون يشتكون

على الرغم من " سيارات السوزوكي " تأخذ 25 ل.س على الطلب الواحد إلا أن تكسي الجبل استطاع أن يجذب سكان تلك الأحياء مع سعره العالي، فهو يبدأ ب 35 ل. س للمناطق التي تقع في بداية الجبل و50 للمناطق الأعلى ويصل إلى 200 لمنطقة " النبعة " التي تقع في " المهاجرين " .. و حول ذلك يحدثنا " أبو شادي " سائق أحد " الابتكارات السورية " : عندما ظهر تكسي الجبل قمت باستبدال " الهوندا " لكثرة الطلب عليه ، فأنا اليوم أستأجر التكسي بمقابل 14 ألف ل.س في الشهر و أستطيع أن أحصل على مردود يصل إلى 30 أو 35 ألف ل.س ... لكن هذا المبلغ لم يعد يكفي لأن سعر" تنكة " البنزين وصلت إلى 900 ل.س

و يضيف : بالمقابل ساعدني " تكسي الجبل " في الحصول على العديد من طلبات إيصال الأطفال إلى المدارس مقابل 1000 ل.س بالشهر باعتبار أن التكسي يعد آمنا لأطفال تلك المناطق ، ومن ناحية أخرى أضاف : يتمركز عدد من سيارات " تكسي الجبل " في عدد من المناطق وفقا للمنطقة المراد الوصول إليها و بذلك نستطيع أن نشمل معظم المناطق الجبلية أو كلها .. و ينهي أبو شادي حديثه ليقول : " الحياة صعبة .. و بكل الأحوال مالها موفية معنا .. بس بدنا نعيش و نمشي حسب الطلب .."

شام نيوز- رامان آل رشي