الصفحة الأخيرة- شام إف إم

تنمر من الداخل والخارج

اقتصادية

الإثنين,٢٢ آب ٢٠٢٢

زياد غصن - شام إف إم


سلامات

حالة التنمر التي نتعرضُ لها، نحن الموجودين في الداخل، لا حصر لها.

البعض ممن هم في الخارج، وحملوا لواء المعارضة بعد عقود من الامتيازات السلطوية، يعدّون علينا أنفاسنا، ولا يفوتون فرصة للانتقامِ من قرارنا في البقاء، لا بل ويحرضون علينا طائفياً ومذهبياً.

والبعض ممن هم في الداخل، والذين ينسبون لأنفسهم، كأفراد، الفضل في بقاء الدولة ومؤسساتها وينسون مكاسبهم، لا يروق لهم توجيه كلمة انتقاد واحدة لأداء مؤسسات الدولة وأجهزتها، وإلا فنحن في نظرهم بمنزلةِ طابورٍ خامس، أو من ذيول المعارضة.

ينسى الموجودون في الخارج، أن ما يقوم به أبناء الداخل هو أهمُّ بألف مرة مما يفعلونه هم، على الأقل نحن ما زلنا نعطي هذه البلاد أنفاسَ حياتها، من الفلاح الذي لا يزال يذهب إلى حقله رغم كل المآسي التي تحيط به، إلى الصناعي الذي لم يمنعه العضُّ على أصابعه من الإمساك بالنول وتشغيله، إلى كل مهنة يجهد أصحابُها في المحافظة على استمراريتها.

بكلمتين.. نحن السبب الذي يجعلكم في حالة حنين إلى هذه البلادـ، سواء أكان ذلك الحنين كاذباً أو صادقاً.

أما بالنسبة إلى متنمري الداخل، فكما أن سنواتِ الحرب كانت امتحاناً لمحبي هذه البلاد وعملوا لأجلها واحدة موحدة، بعيداً عن لغة التخوين والطائفية والمصالح وإن اختلفوا سياسياً، فإن سنواتِ ما قبل الحرب، حيث كانت البلاد تعيش بعض مظاهر الرخاء، هي أيضاً صفحةٌ لا يمكن قلبُها كما يتمنى البعض..

تنمروا جميعاً علينا كيفما شئتم، فهذه البلاد تعرفُ من يحبها ومن يتاجر بمحبتها.


الصفحة الأخيرة
زياد غصن