توقعات بنضوب بحيرة المزيريب العام القادم

يؤدي استمرار الضخ الجائر للمياه الجوفية من الآبار الزراعية المخالفة القريبة من مصادر مياه الشرب إلى نضوب ينابيع ومصادر مياه الشرب في محافظة درعا ولا يتوفر متجدد مائي نظراً إلى سنوات الجفاف التسع الماضية التي تعرضت لها المحافظة، حيث انخفضت غزارة بحيرة المزيريب كثيراً هذه الأيام، كما تشير القياسات المائية إلى نضوب أكثر من 35 نبعاً مائياً وخروج نحو 40 بئراً لمياه الشرب من الخدمة بسبب الجفاف والتلوث.
وطالب بعض أهالي محافظة درعا بضرورة توقف الجهات المعنية عن منح تراخيص حفر الآبار الصناعية والسياحية والزراعية إلا لمؤسسة مياه الشرب لأغراض الشرب إضافة الى تفعيل لجان الضابطة المائية لإغلاق الآبار الزراعية المخالفة وتحديد ساعات وكميات الضخ من الآبار الزراعية والصناعية النظامية وإزالة التعديات الواقعة على شبكات مياه الشرب والاستخدام غير الأمثل لمياه الشرب والري وتطبيق قانون التشريع المائي بحق المخالفين للحفاظ على المخزون الجوفي للمياه والحد من الهدر وترشيد المياه المستخدمة لأغراض الشرب من أجل تخفيف معاناة الأهالي من شح مياه الشرب في معظم التجمعات السكانية ولاسيما في مناطق التوسع السكني وأبناء المناطق المرتفعة التي تصل إليها كميات قليلة جداً من مياه الشرب نظراً لسوء التصميم الفني للشبكات التي لم تنفذ على هذا الأساس.
وقال بعض أهالي مدينة درعا: إنهم يعانون شح مياه الشرب وعجزاً تصل كميته الى نحو 10 آلاف متر مكعب في اليوم حسب معلومات جهات رسمية بسبب انخفاض غزارة بحيرة المزيريب، كما تعاني التجمعات الشمالية (غباغب – دير البخت- دير العدس- عالقين – منكت الحطب – كمونة – السبيل – الصبة – السحاسل – موثبين) عجزاً مائياً يتجاوز الألف متر مكعب في اليوم بسبب عدم توفر المياه السطحية والآبار اللازمة لمياه الشرب فيها وهم يطالبون بضرورة الإسراع في تنفيذ مشروع الثورة المرحلة الخامسة عن طريق حفر آبار في منطقة اللجاة لإرواء التجمعات المذكورة بمياه الشرب… كما تعاني مدينة الصنمين شح مياه الشرب وعجزاً مائياً يتجاوز 3000 متر مكعب في اليوم بسبب جفاف آبار مياه الشرب المغذية وانخفاض غزارات بعضها الآخر وهم يطالبون بضرورة حفر آبار لمياه الشرب وإسعافهم من أجل تجاوز مشكلة العطش لديهم .
كما يعاني أهالي المنطقة الغربية (الشجرة – معربة – عين ذكر – بيت آرة – كويا) شح مياه الشرب بسبب جفاف وانخفاض غزارة المياه السطحية المغذية لهم مثل ينابيع عين ذكر والصافوقية وعين غزالة.
وفي التجمعات الشمالية الغربية من المحافظة (جاسم – انخل – الشيخ مسكين – الحارة – نمر – السحيلية – برقا – الدلي – الفقيع) فإنهم يعانون من سوء توزيع كميات المياه التي تضخ إليهم من آبار مياه الشرب ومشروع الثورة المرحلة الرابعة حيث تستفيد هذه التجمعات من كميات المياه التي تضخ إلى المشتركين بأقل من ساعتين كل ثلاثة أيام كما هو الحال في مدينة الحارة علماً بأن كميات مياه الشرب التي تضخ إلى هذه التجمعات لا تكفي لترطيب شفاه العطاش من الأهالي رغم استثمار مشروع الثورة المائي المرحلة الخامسة الذي تستفيد منه هذه التجمعات.
وتتوقع مؤسسة مياه الشرب في درعا جفاف بحيرة المزيريب خلال العام القادم بسبب استمرار الضخ الجائر للمياه الجوفية القريبة من المصادر المائية المغذية للبحيرة حيث يوجد في حرم البحيرة المائي ما يزيد على 300 بئر زراعية مخالفة تؤدي إلى جفاف البحيرة من دون أن يتم ردمها أو إغلاقها الأمر الذي يؤدي إلى نقص كميات مياه الشرب المضخوخة لإرواء التجمعات السكانية المستفيدة من مياه البحيرة التي كانت تروي محافظة السويداء بكمية من مياه الشرب مقدارها 750 م3/سا ومدينة درعا بكمية مقدارها 1200م3/سا وقرية المزيريب بكمية مقدارها 100م3/سا ومع ذلك، فإن البحيرة لا تنتج سوى 250 م3/سا من مياه الشرب الأمر الذي يسبب عطشاً شديداً للتجمعات السكانية التي تتغذى بمياه الشرب من البحيرة.
وتتغذى محافظة درعا بمياه الشرب من مصدرين رئيسين هما الآبار والينابيع وذكر المهندس ناصر الخوالدة المدير العام لمؤسسة مياه الشرب والصرف الصحي في درعا: أن عدد آبار مياه الشرب العاملة في المحافظة يبلغ 400 بئر تنتج سنوياً نحو 26 مليون متر مكعب من مياه الشرب إضافة إلى عشرة ينابيع تنتج سنوياً نحو 35 مليون متر مكعب من مياه الشرب نذكر منها ينابيع مياه الأشعري التي تروي مراحل مشروع الثورة المائي الأولى والثانية والثالثة بواقع 1600 م3/سا للأولى و750 م3/ سا للثانية و650 م3/سا للثالثة وينابيع عيون العبد التي تروي المرحلة الرابعة من المشروع المذكور بواقع 600م3/سا... والجدير ذكره أن المصادر المائية المذكورة لم تتعرض لأي انخفاض غزارة حيث يصل عدد المستفيدين من مراحل مشروع الثورة المائي الأربع إلى أكثر من 900 ألف مواطن من أبناء المحافظة، أما فيما يتعلق بمشروع الثورة المرحلة الخامسة الذي يروي التجمعات السكانية الشمالية من المحافظة فقد تم حفر ثلاث آبار وتأمين أنابيب خط الجر والمباشرة في تنفيذ خط الجر بطول إجمالي يصل إلى 40 كم وتصل الكلفة الإجمالية للمشروع إلى 300 مليون ليرة أنفق منها 45 مليون ليرة بنسبة 15% ومن المتوقع انفاق مبلغ خلال هذا العام يصل إلى 75 مليون ليرة ويتضمن المشروع إنشاء محطتين للضخ مع بناء خزانين ويستفيد من المشروع أكثر من خمسين ألف مواطن في المنطقة الشمالية من المحافظة حيث سيصل نصيب الفرد اليومي من هذا المشروع من مياه الشرب إلى نسبة لا تقل عن مئة ليتر في اليوم.
يبلغ مجموع أطوال شبكات مياه الشرب في المحافظة 3050كم وقامت المؤسسة من أجل تخفيف كميات مياه الشرب المهدورة حسب قولها باستبدال نحو 90% من مجموع شبكات مياه الشرب ويصل عدد الشبكات التي تم استبدالها إلى 78 شبكة في التجمعات السكانية وذلك بشبكات حديثة من الفونت المرن والحديد المزيبق والبولي ايتلين وبما يتناسب مع التوسعات السكانية، ويبلغ عدد خزانات مياه الشرب العالية والأرضية في المحافظة 240 خزاناً بسعات مختلفة.
وتشير تقارير مؤسسة مياه الشرب في درعا إلى أن المؤسسة تجري سنوياً تحليل 5000 عينة من مياه الشرب، وكانت المؤسسة أجرت في الأول من شهر آب من هذا العام 2484 عينة تحليل فيزيوكيماوية، وزرعاً جرثومياً، وقياس نسبة الكلور الحر المتبقي والقساوة للعينات المسحوبة من مصادر وآبار مياه الشرب وقد دلت التحاليل على أن جميع العينات التي تم تحليلها في مخبر المؤسسة من مصادر مياه الشرب نقية وعذبة وهي ضمن المواصفات القياسية السورية ويتم تعقيم مصادر مياه الشرب الرئيسة مثل مشروع الثورة المائي بمراحله الأربع ومشروع ضخ المزيريب عن طريق الغاز آلياً ويتم تعقيم آبار مياه الشرب التي يصل عددها إلى 400 بئر عاملة والمصادر المائية الأخرى بالطرق الحديثة، وتصل كمية مادة الكلور التي تستخدم لتعقيم مياه الشرب في المحافظة إلى 200 طن خلال هذا العام.
وقد انخفضت كمية مياه الشرب التي يتم هدرها حسب مؤسسة المياه من 35% في العام الماضي إلى 28% حالياً، وذلك بسبب استبدال الشبكات القديمة وتركيب عدادات مياه الشرب في منازل المشتركين حيث يصل عدد العدادات المركبة إلى نحو 11239 عداداً ويصل عدد المشتركين في مياه الشرب في المحافظة إلى 136767 مشتركاً.
كما تم ضبط العديد من المخالفات بحق المخالفين في التعديات على الشبكات واستخدامات مياه الشرب لغير الغاية المخصصة لها وقد استطاعات المؤسسة ضبط 240 مخالفة هذا العام بقيمة وصلت إلى أكثر من مليون ليرة سورية، وتصل نسبة المستفيدين من مياه الشرب في درعا إلى 100% من مجموع عدد السكان في المحافظة ويصل معدل نصيب الفرد اليومي من مياه الشرب إلى 100 ليتر في اليوم.
وتم خلال العام الحالي تخصيص اعتماد مالي لمشروعات مياه الشرب في المحافظة تصل قيمته إلى 710 ملايين ليرة سورية وذلك لاستبدال 24 شبكة مياه للشرب بطول 99.250كم وبناء 13 خزاناً بسعات مختلفة وحفر 35 بئراً وتنفيذ مشروع الثورة المرحلة الخامسة لإرواء التجمعات السكانية الشمالية في المحافظة وتطوير أعمال المؤسسة وتدريب وتأهيل العاملين في المؤسسة وتنفيذ مشروع إرواء مدينة درعا من آبار غزالة والذي يهدف إلى دعم المصادر المائية المغذية لمدينة درعا وتعويض النقص الحاصل في غزارة نبع بحيرة المزيريب وذلك عن طريق مجموعة من آبار مياه الشرب وبناء خزانات وتنفيذ خط جر بطول 20 كم، ومن المتوقع إنفاق كامل المبالغ المخصصة لتنفيذ الخطة الاستثمارية المعتمدة لمشروعات مياه الشرب في درعا قبل نهاية العام الحالي وفق البرامج الزمنية والمادية المخططة لذلك.
شام نيوز - تشرين