ثلاثة ملفات في رسائل أمريكية لسوريا

 

التفّ الرئيس باراك أوباما على الجمهوريين في الكونغرس، واصدر مرسوماً رئاسيا عيّن بموجبه الديبلوماسي ستيفن فورد سفيراً لدى سورية، في خطوة تعكس تمسك ادارته بنهج الانخراط مع دمشق، رغم استمرار نقاط الخلاف بين البلدين في ملفات اقليمية. واعترض رموز اليمين في الكونغرس بشدة على تعيين فورد ومنح أوباما «تنازلات غير مستحقة لدمشق».

وكان البيت الأبيض اعلن ليل الأربعاء - الخميس تعيين فورد، بمرسوم رئاسي سفيراً في دمشق بعدما عرقل الكونغرس مدة عشرة شهور هذا التعيين بسبب تحفظاته عن تصرف سورية واتهامها بتسليح «حزب الله» في لبنان. وتستبق هذه الخطوة استلام الكونغرس الجديد مهامه في السنة الجديدة. وتأتي في العطلة الأخيرة للكونغرس الحالي، وفي ظل مخاوف الادارة من عرقلة مطوّلة للجمهوريين للكثير من التعيينات. ويستمر تقليديا العمل بهذا المرسوم مدة عام الى حين حلول العطلة السنوية المقبلة.

واكد مسؤول أميركي لـ «الحياة» أن الادارة ملتزمة «نهج الانخراط» مع دمشق، وأنها تتطلع الى حوار «جدي وبناء على مستوى القيادة العليا مع سورية» يجريه فورد المتوقع ان يباشر مهامه الجديدة قريباً. وأضاف: «لدينا مصالح محورية في دمشق وعبر الشرق الأوسط، وعدم وجود سفير لا يساعد في شيء سوى أن يلعب ضد مصلحة الولايات المتحدة». وتابع ان «ارسال سفير لدمشق يجب ألا ينظر اليه من باب المكافأة للحكومة السورية... انه يعزز قدرتنا على ايصال رسائل حازمة للحكومة السورية والتعبير بشكل واضح عن المسائل التي تقلقنا وأولوياتنا لسورية». في الوقت نفسه، لم يقلل المسؤول من عمق المسائل الخلافية والتعقيدات في ثلاثة ملفات هي عملية السلام، والعراق، والعلاقة اللبنانية - السورية.

ولاقت خطوة أوباما استياء من الجمهوريين في الكونغرس ومن رئيسة لجنة العلاقات الخارجية الجديدة في مجلس النواب ايليانا روس ليتينن التي عبرت في بيان عن «خيبة أمل كبيرة بتقديم الرئيس تنازلاً بهذا الحجم للنظام السوري». وأضافت: «في السنتين الماضيتين، استمرت سورية في دعم التطرف العنيف والسعي نحو برامج أسلحة خطيرة، كما زودت حزب الله صواريخ بعيدة المدى وعززت نفوذها المزعزع للاستقرار في لبنان على حساب سيادته». وأشارت الى أن «منح تنازلات غير مستحقة لسورية تقول للنظام في دمشق أن بإمكانه الاستمرار بأجندته الخطيرة ومن دون مواجهة عواقب من الولايات المتحدة». وقالت: «هذه ليست الرسالة التي نريد ارسالها لنظام يستمر في الحاق الأذى وتهديد مصالح الولايات المتحدة وحلفاء محوريين لها مثل اسرائيل».

وجاء اختيار فورد لرصيده الديبلوماسي الطويل، ولكونه يتقن العربية، الى الفرنسية والألمانية والتركية. ويعتبر من فريق «الأرابيست» في وزارة الخارجية الأميركية، أي المتعاطفين بعض الشيء مع المجتمع والحضارة العربية. وكان فورد سفيرا في الجزائر لفترة قصيرة بين صيف عام 2006 وبداية 2008، وجرى نقله الى العراق بناء على طلب السفير السابق هناك ريان كروكر. ويتميز فورد بمعرفته للشأن العراقي اذ كان له دور منذ الغزو عام 2003 في تحريك العملية السياسية والدفع باتجاه اشراك السنّة فيها. ونوه البيت الأبيض بخبرة فورد الديبلوماسية الطويلة منذ مطلع ثمانينات القرن الماضي.

وفي باريس قالت مساعدة الناطق باسم الخارجية الفرنسية كريستين فاج ان «تعيين سفير اميركي في سورية اشارة قوية تبعث على الارتياح من الولايات المتحدة الى دمشق».

واضافت ان هذا القرار «يؤكد ارادة الولايات المتحدة اجراء حوار بناء مع سورية. وحوار كهذا لا يمكن الا ان يساهم في تعزيز الاستقرار في المنطقة وجهود السلام».

 

 

 

الحياة