"جحش العيد".. عن اليوم المضاف للعيد في بلادنا

"جحش العيد".. عن اليوم المضاف للعيد في بلادنا

عروب حمود- شام إف إم


إذا سألت أهل الشام عن مدة أيام العيد.. لن يجيبوك بعددٍ محدد، لأن الناس هنا يحتفلون بأطول مدة يتمكنون من اقتناصها لدرجة التململ من العودة إلى الدوام بعد العيد، فتراهم يضيفون لكل عيد يوماً زائداً، ويطلقون عليه "جحش العيد".

حيث أعلن المجلس العلمي الفقهي أنّ يوم الجمعة هو أول أيام عيد الفطر المبارك، وعلى ذلك ينبغي أن يكون انتهى العيد اليوم الإثنين، إلّا أن الاحتفالات هنا وفي كل مكان بسورية مستمرة.


تتعدد الروايات و"الجحش" واحد

وتتعدد الروايات في بلاد الشام عن أصل التسمية، فيذكر البعض أن أساسها يعود إلى "الجحش الصغير" الذي يتبع مجموعة الجمال المحملة بالسلع والبضائع المختلفة، حيث كانت هي وسيلة النقل المعتبرة قديماً، ويقوم عمل الـ "الجحش" على تجليس فارس القافلة موجهاً إياها يميناً ويساراً.

بينما جاء في كتاب "نهر الذهب" (ج1 ص 213-214) أن المصطلح يعود إلى رجل يخرج قبل العيد بيومين بصورة مضحكة، يرتدي قلنسوة طويلة في أعلاها ذنب، وفي يده دف يدق عليه وأمامه حمار مزين بالخرز الملون ومعصب الرأس بالمناديل الملونة، ومما ورد في الكتاب: "يقف الرجل على كل ذي دكان ويمدحه ويرقص له فيعطيه شيئاً من النقود وينصرف، ويقال لهذا الرجل جحش العيد".

يروي الحاج أيمن لـ"شام إف إم" وهو يرتشف الشاي ويستذكر: "نحن شعب بحب البسط، منحب العيد وفرحته، لهيك ما بكفونا 3 أيام لازم نضيف يوم ويومين وحتى يمكن أسبوع إذا بدك"، ويضيف ضحكة خفيفة إلى حديثه ويكمل: "وأحياناً كان يلي ما يضل عم يحتفل يقولو عنه "جحش العيد" لأنه ما بيعرف ينبسط.

في حين تذكر "سناء" لـ"شام إف إم" أنها حولت القصة لتقول لأبنائها أن من يتغيب عن الدوام بعد العيد يكون كـ"جحش العيد" وبذلك لا يجوز أن تمتد العطلة أكثر من أيام العيد المحددة.


وتبقى "العيدية" فرحة العيد

وتقول "لين" 22 عاماً، لـ"شام إف إم" إنها تنتظر العيد كما ينتظره الأطفال، فرغم ارتفاع تكاليف الحياة وسوء الحالة المادية إلّا أن العيدية تعتبر أساساً لا يمكن الاستغناء عنه.

و"العيدية" هي مبلغ من المال يقدم غالباً لأطفال العائلة صباحية العيد كي يشتروا الحلوى ويركبوا الأراجيح، وتكون كمكافأة لهم بعد صومهم لشهر رمضان، فيما من يتأخر عن الاحتفال بالعيد فتكون عيديته كـ "عيدية جحش العيد"، كما يمكن أن يعيّد الأخوة بعضهم أو الأبناء آباءهم.


لا أستغرب هذه المبالغة بالأفراح عند أهل هذه البلاد، وبذلك لا حاجة أن تجد مناسبة لصنع المتعة، فهنا ندعو للفرح حتى وإن لم يكن عيداً وإن كان عيداً فنزيده فرحاً بيومٍ إضافي.