جديد ويكيليكس: سوريا ليست في جيب أحد

سرب موقع /ويكيليكس/ الالكتروني برقية دبلوماسية ذكرت أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم، أكد ان دمشق حافظت على العلاقة مع طهران لانها وضعت المصالح السورية في مقاومة الاحتلال الاسرائيلي من بين اهدافها.

«واضاف ان سورية قررت المشاركة في مؤتمر انابوليس والدخول في مفاوضات سلام غير مباشرة مع اسرائيل لخدمة مصالح سورية الخاصة، رغم الاعتراض الايراني على ذلك. وشرح المعلم ان موقف دمشق إلى جانب طهران اساسه الاحتلال الاسرائيلي للاراضي العربية، مشيرا إلى المصالح السياسية والاقتصادية والثقافية بين البلدين. وقال ان «سورية ليست في جيب احد، بما في ذلك اميركا».

وقالت الوثيقة الصادرة عن السفارة الاميركية في دمشق بتاريخ 15 آذار 2009 ، ان المعلم نصح مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا بالتخلي عن مطالب مجموعة الخمسة زائد واحد حول ايران والمتعلقة بأنشطة تخصيب اليورانيوم، فيما لفت الى ضرورة اعتراف الغرب بحقوق إيران النووية بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي وحقها في القيام بأنشطة مدنية. وذكر ملخص الوثيقة ان «جيفري فيلتمان (مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الأوسط) ودان شابيرو (مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجلس الأمن القومي الاميركي) اعتبرا ان هناك شكوكا في النوايا الايرانية».

وفي تفاصيل البرقية، اجتمع فيلتمان وشابيرو مع المعلم في السابع من آذار لمدة ثلاث ساعات ونصف الساعة بحضور نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد والمستشارة الرئاسية للشؤون السياسية والاعلامية بثينة شعبان. وكانت الرسالة المركزية التي اراد كل من فيلتمان وشابيرو ايصالها ان الادارة الاميركية تسعى للانخراط المبدئي والاساسي مع سورية وبلدان أخرى كجزء من اهدافها السياسية، وذلك خلال نقاش شمل العلاقة السورية-الايرانية وارتباطها بالملف اللبناني والعراقي والفلسطيني وقضية السلام العربي-الاسرائيلي.

وعن الانخراط مع ايران، ذكرت الوثيقة على لسان المعلم، انه بناء على طلب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، ناقشت سورية برنامج ايران النووي مع طهران. واضاف المعلم ان دمشق تعارض امتلاك اي دولة في المنطقة للاسلحة النووية كما تجلى ذلك في العام 2003 يوم تقدمت سورية إلى مجلس الامن باقتراح إنشاء منطقة خالية من السلاح النووي.

كذلك، جاء في الوثيقة ان الرئيس السوري بشار الاسد والمعلم قالا لسولانا خلال زيارته دمشق في 25 شباط ان سورية ترى ان مقاربة مجموعة الخمسة زائد واحد للملف النووي الايراني معيبة. «ايران شككت في نوايا الدول الغربية ورأت ان المطالب الدولية مسيسة وموجهة ضدها». واضافت البرقية ان نصيحة سورية كانت ان على الغرب الاعتراف بحق ايران في مواصلة نشاطها النووي المدني، وان دعوة ايران الى تعليق انشطة التخصيب كشرط مسبق للتفاوض يشكل انتهاكا لهذا الحق». وذكرت الوثيقة انه في حال اسقطت الدول الغربية هذا الشرط المسبق واعترفت بحق ايران المدني، فقد تقتنع طهران بتلبية الطلب السوري لجهة التعاطي بشفافية اكبر. وقال المعلم ان هذا النقاش يجب ان يتم تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وليس في مجلس الامن الدولي تحت التهديد بفرض عقوبات.

في المقابل، اعتبر فيلتمان انه ليس هناك ثقة بنوايا ايران التي امامها طريق طويل لتجتازه قبل أن تتمكن من إعادة بناء الثقة التي فقدتها. وقال فيلتمان انه «فيما تسعى الولايات المتحدة الى تطبيق سياسة الانخراط مع ايران عبر دعوتها الى مؤتمر للامن في أفغانستان على سبيل المثال، يبقى غير واضح للاميركيين كيف ستكون ردة الفعل الايرانية تجاه جهود الانخراط الأميركية»، مضيفا انه على ايران أن تقوم بخطوات ايجابية في هذا المجال.

شام نيوز- السفير