جرعة زائدة من المسبّات تجتاح الدراما السوريّة هذا العام

جرعة زائدة من المسبّات تجتاح الدراما السوريةهذا العام
ساهرة صالح.شام نيوز
كما هو الحال في كلّ موسمٍ درامي يجتاح الشهر الكريم , تُفرد الصحف و تُنصب الأقلام و تستنفر الوسائل الإعلامية لرصد كلّ غمزةٍ ولمزةٍ درامية للتفحيص والتمحيص واستنباط العناوين وإطلاق الأحكام , يالها من أرض خصبة للدفع و الجذب, خصوصاً عندما تزداد جرعةُ الجرأة في تخطي ما يُسمى بالخطوط الحمراء....
ففي زمن ليس بالبعيد كان من المستحيل مثلا رؤية أحد الممثلين في أحد المسلسلات يمسك في يده سيجارة, حتّى ولو تطلب المشهد الدرامي ذلك ..
لنرى في يومنا هذا أحد أهمّ نجوم الكوميدية في الدراما السورية وفي مسلسل رمضاني كوميديّ يمسك السيجارة بيد وقطعة الحشيش باليد الثانية وهو يتغنى بهما قبل أن يتعاطاهما بشغف واضح...
وهنا لا بدّ لنا من أن نتخطى بدورنا الخطوط الحمراء و نسأل عن ضرورة هذا المشهد الذي من المفترض أن يكون مضحكاً كما تمنى له كلّ من المخرج و الكاتب!!
ولكي لا نُؤخذ على حين غرّة وجب أن نوضح أننا لا نشجب ولا ننتقد ولا نستهجن,
إنما هو إستفسار مشروع عن ماهية نقل فعل خاطئ بهذا الحجم عبر شخصية دهان كوميدية بسيطة و محببة , ليتحول بدوره ( أي فعل التحشيش) إلى كوميديا بسيطة و محببة....
وفيما يلي , لننتقل معاً كعائلة واحدة إلى مسلسل أخر و نحن نجلس بعد الإفطار أمام التلفاز ونتابع مجريات الأحداث الكوميدية أيضاً والممزوجة بالمسبّات . فعلى سبيل المثال لا (الحصر), في مسلسل كوميدي يسلّط الضوء على هموم المواطن وأشجانه , يقول الممثل الذي يأخذ دور الزوج مخاطباً زوجته (( عم تسمعي يا حيوانة )) لتجيب ضاحكة : (( على راسي يا تاج راسي )) فيضحك بدوره فرحاً بزوجته المطيعة ويكمل : (( بسرعة يا كلبة )) لتجيب (( حاضر تشكل أسي )) .....
وفي مسلسل كوميدي أخر , تضيعُ الكلمات في وصف قدرته على إضحاكنا , كان لا بد من تمرير هذا النوع من الكلام , كأن يقول الممثل مخاطباً المختار: (( له يا سيدي أنت الفهم عم ينقط من .... تنقيط )) مع تغطية أخر حرفين من الكلمة بذلك الصوت الشهير ( توووووووووووت )
ليقول أيضاً في مشهد أخر : (( شو جاب ال.... للمرحبا )) ...
وهكذا نستمع بينما نحن نشاهد كوميديا هذه السنة إلى ما كان من الكلام ( المضحك) أثقل أو أخف مما ذكرنا سابقاً .
ومن طبيعة حوار و مسبّات لم نعتد عليها في الدراما السورية سابقاً على الرغم من واقعيتها,
ولكن . هل لنا أن نعتبرهذه الواقعية مبرراً لاستخدامها كوميدياً في مسلسلاتنا ؟؟
أم أنّه يكفينا كونها وقعت فهي إذا أمر واقع لإنها واقعيّة كما قال زياد الرحباني يوماً ما !!!