جريمة ثانية خلال اسبوع :متطرفون يهود يدنسون مقبرتين اسلامية ومسيحية في يافا

ارتكبت مجموعة يهودية متطرفة جريمتها الثانية خلال اقل من اسبوع وذلك بالاقدام في الساعات المتأخرة من ليلة الجمعة الماضي على انتهاك حرمة وتدنيس مقبرة اسلامية واخرى مسيحية في مدينة يافا، وكتابة شعارات عنصرية مسيئة.
ويذكر ان هذه المجموعة كانت قد ارتكبت ليلة الاحد الماضي جريمة احراق مسجد «النور» في قرية طوبا الزنغرية في الجليل، كما كتبت شعارات على جدران المسجد منها «الانتقام».
وقد اثارت الجريمة الجديدة مشاعر المواطنين العرب في يافا ونظموا مظاهرة حاشدة وصاخبة تنديدا بالاعتداء وردد المتظاهرون هتافات توكد وحدة اهالي يافا العرب واستعدادهم للدفاع عن مقدساتهم.
وكانت المجموعة المتطرفة قد حطمت قبورا في المقبرتين الاسلامية والمسيحية وكتبت شعارات عنصرية مسيئة، مثل: 'الموت للعرب'، و'جباية الثمن'، وهي شعارات يكتبها المستوطنون بالضفة.
وأفاد أهالي يافا، الذين سارعوا إلى المقبرة الإسلامية، بأنهم اكتشفوا بالإضافة إلى كتابة شعارات مسيئة، أن اليهود حطموا قبورا في المقبرة الإسلامية، ودنسوا المقبرة الأرثوذكسية المحاذية لمقبرة الكازخانة، وخربوا بعض القبور فيها.
واستنكر الشيخ إبراهيم صرصور رئيس حزب الوحدة العربية/الحركة الإسلامية ورئيس القائمة الموحدة والعربية للتغيير، 'استمرار الاعتداءات ضد المقدسات الإسلامية، والتي أصبحت – كما يبدو– نهجا متبعا في أوساط الغوغاء اليهود، مستغلين عجز أو تواطؤ الشرطة التي لم تنجح حتى الآن في الكشف عن الجناة في عشرات القضايا ذات الصلة بجرائم ارتكبها يهود ضد العرب والمسلمين إنسانا وأرضا ومقدسات'.
وقال، في رسائل وجهها لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو وللرئيس شمعون بيرس، ولوزير الأمن الداخلي أهرونوفيتس، 'لم يخرج العرب والمسلمون في هذه البلاد من تحت تأثير الصدمة جراء الجريمة النكراء التي ارتكبها متطرفون يهود باعتدائهم على مسجد (النور) في قرية (طوبا الزنغرية) وحرقه بالكامل، تحركت خفافيش المتطرفين اليهود مدعومة بقطاعات واسعة من الرأي العام الإسرائيلي، وتحت غطاء مباشر أو غير مباشر من أوساط رسمية وإعلامية وشعبية واسعة، لتضرب هذه المرة في مقبرة ( الكازخانة) التاريخية في مدينة يافا، حيث دمرت العديد من القبور، وانتهكت حرمة أخرى من خلال كتابة شعارات نابية تدل على الحقد الدفين والكراهية العمياء التي امتلأت بها قلوب هذه المجموعات الحاقدة من اليهود. لم استغرب أن جاء هذا العدوان على واحد من مقدسات المسلمين أياما قليلة بعد حرق مسجد (طوبا الزنغرية)، والذي يحمل رسالة واضحة تفيد بأن هؤلاء الغوغاء ماضون في عدوانهم وفي تنفيذ خططهم، ففي جعبتهم بلا شك قائمة طويلة من مقدسات العرب والمسلمين، خصوصا وأنهم يشعرون بأمان أمام عجز الشرطة والأجهزة الأمنية، والذي يجعلنا نشك في إمكانية وقوع تواطؤ واضح بين الأطراف، إرضاء للمتطرفين الذين أصبحوا يشكلون دولة داخل الدولة، تسعى حكومة (نتنياهو) لإرضائهم بكل طريقة ممكنة، بما فيها السكوت الفعلي عن جرائمهم إلا من بيانات استنكار ليست أكثر من ضريبة كلامية ومادة استهلاكية لامتصاص غضب العرب والمسلمين والعالم الحر'.
ومن جانبهم شارك المئات مساء أمس، في مظاهرة حاشدة وصاخبة، نظمت في مركز مدينة يافا، تنديدا بالاعتداء الذي تعرضت له المقبرتان.
وردد المتظاهرون هتافات تؤكد على وحدة أهالي يافا العرب، واستعدادهم للدفاع عن مقدساتهم، ورفعوا شعارات تندد بالجريمة وبعنف المستوطنين والتحريض العنصري على العرب.
ووصف النائب جمال زحالقة رئيس كتلة التجمع البرلمانية، الذي شارك بالمظاهرة، الاعتداء على المقبرة الإسلامية والمقبرة المسيحية في يافا ـ بانه عمل بربري وعنصري ووحشي.
وقال زحالقة إن العنصريين الصغار الذين نفذوا هذا العمل الجبان، لهم أباء روحيون في الحكومة الإسرائيلية لم يتوقفوا عن التحريض العنصري وعن التعبير عن الحقد ضد المواطنين العرب ومقدساتهم.
وأضاف زحالقة أن ما تقوم به الحكومة وبدعم من المحاكم الإسرائيلية هو أخطر بكثير من استفزازات صغار العنصريين، فالحكومة الإسرائيلية استولت وبدعم من المحاكم على مقبرة (طاسو) على أساس مستند مزور. والآن هناك مشروع لبناء فندق ضخم على أراضي مقبرة القشلة، وسبق ذلك بناء الكثير من المشاريع الاستيطانية على أراضي المقابر العربية في محيط مدينة يافا، وقبل يومين صدر أمر هدم لجزء من مسجد البحر في يافا بحجة عدم استصدار ترخيص للترميم. من هنا فإن العمل الاستفزازي للعصابات المتطرفة اليهودية ينسجم بشكل تام مع السياسات الحكومة الرسمية، وقد تختلف الوسائل لكن الهدف واحد.
وأضاف زحالقة بأن تساهل الحكومة وتسامح القضاء وتقاعس الشرطة - تشجع مثل هذه الأعمال الجبانة، فرجال الدين اليهود وفي مقدمتهم الراف عوفاديا يوسف، وحاخامات المستوطنين وحاخامات صفد، يشكلون بتصريحاتهم وسلوكهم إلهاما وتحفيزا على الفعل العنصري.
وتابع: لقد قلنا أكثر من مرة بأن المسافة بين القول والفعل قصيرة جدا، فجريمة اليوم هي نتاج تحريض الأمس، وما الاعتداء على مسجد طوبا الزنغرية مؤخرا، والاعتداء اليوم على حرمة المقابر في يافا، والاعتداءات المتكررة على المواطنين العرب من قبل رجال شرطة ومتطرفين يهود، ما هي إلا نتاج التحريض العنصري المستشري.
وأضاف: إن ردود الفعل الخافتة والخجولة في الرأي العام الإسرائيلي هي دليل على مدى خطورة الوضع، وعلى ضرورة أن يكون تصدينا قويا ومدويا.
وكان النائب زحالقة قد أرسل رسالة مستعجلة إلى وزير الأمن الداخلي وإلى مكتب رئيس الحكومة وإلى المستشار القضائي طالب فيها بالكشف عن العصابات اليهودية المتطرفة التي تقوم بالاعتداء على المقابر والمساجد. وحذر من أن تطور الأحداث يحمل مؤشرات خطيرة جدا، وباتت هذه العصابات قريبة جدا من ارتكاب جرائم أكبر، مذكرا بمجزرة شفاعمرو التي كانت هي أيضا نتاج التحريض العنصري.
وأكد زحالقة في رسالته أن الشرطة قادرة على الكشف عن هذه العصابات إذا لم تتقاعس ولم تغض الطرف عنها. وتساءل ماذا كانت ستكون ردة الفعل الإسرائيلية لو أن اعتداء من هذا النوع وقع على كنيس يهودي أو مقبرة يهودية في أي مكان في العالم؟
ومن ناحيته قال سامي أبو شحادة عضو بلدية يافا تل أبيب : "إن هذه الخطوات العنصرية التي تشجع عليها قيادة المتطرفين هي نتيجة لسياسة حكومة نتنياهو وليبرمان وعدم محاسبة هؤلاء العنصريين قانونياً هي بمثابة إعطائهم الضوء الأخضر للاستمرار بهذه الاعتداءات.
وأضاف أبو شحادة إن اختيار هؤلاء العنصريين العبث وتدنيس المقدسات هو محاولة واضحة لاستفزاز مشاعر المواطنين وجرهم إلى التصادم وأعمال عنف.
وكانت عصابات جباية الثمن قد قامت باعتداءات على الاملاك والمقدسات العربية في الضفة الغربية، وانتقلت مؤخرا إلى داخل الخط الأخضر حيث اعتدت على مسجد قرية طوبا واضرمت النار به.
شام نيوز - صحيفة القدس