جزء من الكوكب يضع رأسا على جثة..فيما الجزء الأخر يقطعه لأجل الخلافة

جزء من الكوكب يضع رأسا على جثة..فيما الجزء الأخر يقطعه لأجل الخلافة

شام إف إم - يزن كلش:

 

بين الحياة والموت؛ جانب من الكرة الأرضية نعيش به حيث جنود الموت الذين كانوا يقطعون رؤوسا ويحرقون أجسادا، وجانب آخر في هذا الكوكب توصل به الأطباء إلى كيفية زراعة رأس بشري كسبيل جديد لإنقاذ الحياة.

 

الدولة الإسلامية كما أسموها والتي كانت تسيطر على ما يقارب ثلث مساحة العراق ونحو نصف مساحة سوريا عام ٢٠١٤ باتت تقبع اليوم على مساحات ضيفة بعد خسارتها لـ87 في المئة من الأراضي التي سيطرت عليها سابقا.

 

فقدان التنظيم لعاصمتيه الموصل في العراق والرقة في سوريا، وفشله في الإبقاء على أسس الخلافة لأكثر من ثلاث سنوات، أفقد مقاتليه الثقة بما حلموا به، لاسيما القتلى الكثر لمسلحيه أثناء المعارك الماضية وفرار آخرين باتجاه مناطقهم، بالتوازي مع عدم انضمام مجندين لصفوف التنظيم على عكس ما كان عليه في بداية ظهوره.

 

الشعارات التي رفعها التنظيم على أسطح إداراته الجديدة والعائدة لعصور الإسلام الأولى لم تدم طويلا، حيث عاد علم العراق بعد تحرير مدن الرمادي وتكريت والموصل والحويجة وتلعفر والقائم، في حين استردت سوريا مبانيها بعد خسارة التنظيم مواقعه في مدن “عين العرب” و«تل أبيض» الواقعتين بالشمال السوري، تلاها “الرقة” ومن ثم «ديرالزور» «الميادين» وأجزاء كبيرة من مدينة «البوكمال» التي يستميت فيها عناصر التنظيم للإبقاء عليها رغم اشتداد المعارك والتي وصفت بأنها ثان أكبر معركة بعد الحرب العالمية الثانية.

 

وتشير مصادر عسكرية أن التنظيم لازالت لديه إمكانية التحصن والدفاع في مدن جنوبي نهر الفرات، بشكل أفضل من شماله، بسبب الكثافة العمرانية ووجود أسلحة ثقيلة داخل تلك المدن، وبإمكان التنظيم استخدامها. في المقابل، ولن تكون لديه تلك العوامل المساعدة في قرى شمالي الفرات المتباعدة، لعدم قدرته على نقل الأسلحة إليها.

 

تمسك التنظيم بجبهاته جنوبي نهر الفرات، ربما سيطيل أمد المعركة ويدخل من يحاربونه بحرب استنزاف، رغم معرفته بالخسارة على مدى المكاني، ليفرض عليه اللجوء لاستراتيجيته الأولى بتوجيه الضربات مجددا إلى عدوه دون ارتباطه بمكان معين.

 

وبعيدا عن داعش مفيد هو قطع الرأس إذا زرع على جسد إنسان أخر ليكون الموتُ في ذاك الجزء من الكوكب سبيلا للحياة في وقت أراد غيرهم في جزئنا إنهاء وجودنا بوجودهم.