جلسة لمجلس الشعب بحضور الحكومة بكامل أعضائها

أكد محمد جهاد اللحام رئيس مجلس الشعب أن سورية والمنطقة بشكل عام تمر بمرحلة صعبة تعصف بها تحولات إقليمية كبيرة تحت مسميات الديمقراطية وحقوق الانسان والربيع وغيرها من العناوين البراقة التي تخفي تحتها مشاريع استعمارية ومخططات تدميرية تستغل حاجة الدول والشعوب للتطوير لتمرير ما فشلت القوى الغربية في إيجاده على أرض الواقع من محاولة فرض إرادتها على دول المنطقة واستيلاب قرارها وسيادتها لفرض تسويات تخدم الكيان الصهيوني وتحقق له بيئة مناسبة للاستمرار في الحياة.
ولفت اللحام في كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية لمجلس الشعب للدورة العادية الثالثة بحضور الحكومة بكامل أعضائها إلى أن الإرهاب الذي تتعرض له سورية مدعوم من دول بعينها موضحا أن تخريب المؤسسات والبنى التحتية ومحاولة تدمير كل المرافق الخدمية وخطوط النفط والغاز والسدود والكهرباء والمشافي والمدارس واغتيال الكوادر العلمية والإعلامية والفكرية يفضح طبيعة وحقيقة المشاريع التي يحاولون فرضها على سورية ويعكس حقد هؤلاء القتلة على كل ما تمثله سورية من حضارة وتاريخ وتطور وعلى كل ما يتعلق بالحياة الانسانية بعد رفض المجتمع السوري لهم والرضوخ لإرهابهم وحقدهم.
وشدد اللحام على أن المجتمع السوري الحضاري بقيمه الأصيلة التي عرفتها البشرية نموذجا للتآخي والعيش المشترك في هذه الأرض الطيبة على مدى قرون من الزمن لن يسمح للقوى الظلامية وأصحاب العقول المغلقة والمتعصبة ان تعبث بتاريخ سورية المضيء مهما استقوت بالخارج وتلقت من مال وسلاح ومهما استقدموا من مرتزقة تركيا والسعودية وقطر وبعض دول الجوار ولن يسمح أبناء سورية صناع التاريخ للباحثين عن دور على هامش التاريخ ان يتسلقوا حصن سورية مهما كلفهم ذلك من تضحيات.
وأشار رئيس مجلس الشعب إلى أن سورية قيادة وجيشا وشعبا تتصدى لعدو تسلل إلى الداخل بتحالفه مع قوى الخارج مبينا أن الحرب المفتوحة على سورية دولة وشعبا ليس لها إلا هدفا واحدا هو تدميرها وتغييب دورها الفاعل في المنطقة لصالح أعداء الأمتين العربية والإسلامية وقال "هذا يضعنا جميعا لاسيما من هم في سدة المسؤولية أمام تحد كبير لبذل المزيد والمزيد واستنفار الطاقات كافة حفاظا على مستقبل سورية وعلى حياة وكرامة الانسان الذي يذبح باسم الدين ويخطف ويقتل ويشرد من وطنه بفتاوى تكفيرية الدين منها براء".
وأكد اللحام أن ما تتعرض له سورية يتطلب من الجميع أيضا العمل بسرعة لقطع الطريق أمام كل من يسعى لتفكيك المجتمع السوري وإثارة التناحر والفتن بين مكوناته تحت أي صفة أو مسمى كان كما يستدعي من الجميع بذل كل الجهود الممكنة في اطار برنامج الحل السياسي الذي تضمنته كلمة السيد الرئيس بشار الأسد في السادس من كانون الثاني الماضي من أجل سورية أقوى وأكثر تطوراً وأمناً واستقراراً.
وقال رئيس مجلس الشعب "من هنا نؤكد على مساهمة مجلس الشعب في تحضير الأرضية المناسبة للحوار الوطني الذي يشكل القاعدة الأساسية لبرنامج الحل السياسي وذلك من خلال التواصل المباشر مع المواطنين والفعاليات الأهلية والاجتماعية والدينية والسياسية ومع كل شخصية وطنية يمكن أن يكون لها دور في لم شمل السوريين في مختلف أطيافهم وانتماءاتهم السياسية والعمل على بلسمة الجراح وتقريب وجهات النظر فيما بينهم وتشجيعهم على الانخراط في الحوار الوطني والمساهمة في صناعة حوار يحفظ سورية ويخرجها من هذه الأزمة بأقصى سرعة".
ولفت اللحام إلى أن الدعوة موجهة لأبناء سورية جميعا بأطيافهم وانتماءاتهم السياسية كافة للعمل معا من أجل الحفاظ على الرسالة السامية التي تمثلها سورية في تاريخ البشرية ولنمد أيدينا إلى أيدي بعض والسير كتفا بكتف في مواجهة الإرهاب الذي يستهدف سورية كلها والعمل على تفعيل الحوار بيننا مؤكدا أنه لا سبيل للخروج من الأزمة الا بالحوار والتعالي عن الجراح.
وقال "تعالوا نصنع بالحوار طريق الخلاص إذ ليس من سبيل لنا إلى ذلك سوى الجلوس معا فنتحاور بالعقل والسياسة والحقوق والواجبات ونعترف معا بالاخطاء لنصلحها ونتشارك الأفكار وصولا إلى أفضلها فتعمر سورية بعقول أبنائها جميعا ويعيش في كنفها الأبناء والاحفاد في جو من الأمن والأمان".
وأوضح رئيس مجلس الشعب أن جزءاً كبيراً من الحل يتعلق بصلب العمل التشريعي في مجلس الشعب والمتعلق بالجانب الاجتماعي الذي يهتم بحياة الناس وكيفية تلبية متطلباتهم اليومية مبينا ان هذا الجانب هو في سلم أولويات السلطة التشريعية المنوط بها أيضا مسؤولة رقابة أداء الحكومة بكل مفاصلها والعمل على محاربة ومواجهة الفاسدين وكشف ملفاتهم للجهة المعنية لاتخاذ الإجراءات المناسبة والمعالجات القانونية بحقهم لأنهم يشكلون أزمة أخرى تضاف إلى الأزمة التي تنعكس نتائجها السلبية على حياة المواطنين بشكل مباشر وغير مباشر.
وختم اللحام كلمته قائلا "علينا ايضا ان نتابع كل بحسب حيز تواصله المباشر مع الناس نقاط الخلل والتقصير في تقديم خدمات الناس والمظالم التي تقع بحقهم ولنكن صوت الشعب فنقترح ونطرح الأفكار التي تساعد على الحلول والبدائل الكفيلة بتحقيق العدالة الاجتماعية واعادة بناء العلاقة الصحيحة والصحية بين المواطن والدولة".
الحلقي: الحكومة تمضي نحو الأمام في تنفيذ برنامجها
من جهته أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور وائل الحلقي أن الحكومة تمضي نحو الأمام في تنفيذ برنامجها وخصوصية المرحلة تتطلب تحمل شرف المسؤولية الوطنية في أي موقع وتتطلب أداء استثنائيا.
وقال الحلقي أمام مجلس الشعب إنه رغم الصعوبات تعمل الحكومة على تحمل مسؤولياتها وتأمين متطلبات المواطن كما تسعى إلى إعادة الاستقرار والطمأنينة إلى ربوع الوطن فالحفاظ على أمن الوطن والمواطن من أولويات الحكومة وقواتنا المسلحة تبذل في سبيل ذلك كل جهد.
وأضاف أن قطاع الكهرباء كان مستهدفا من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة باستهدافات نوعية ما تسبب بانخفاض نسبة تلبية احتياجات الطاقة ما بين خمسين و ستين بالمئة.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن الحصار الاقتصادي الذي فرضه الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية وبعض العرب على سورية أثر سلبا على أداء قطاع الخدمات الصحية بالتوازي مع اعتداءات المجموعات الإرهابية على المشافي والمستوصفات والنقاط الصحية ومع ذلك مازال هذا القطاع يقدم خدمات مهمة للمواطنين.
وقال إن المجموعات الإرهابية المسلحة تمارس الاستهداف الممنهج للقطاعات الخدمية والتنموية بهدف خلق أزمة بين الحكومة والمواطنين وإظهار الدولة على أنها دولة فاشلة مؤكدا أنه بفضل الجهود الكبيرة التي تبذلها القوات المسلحة والتعاون المستمر بينها وبين الحكومة عاد العمل بشكل طبيعي إلى مطار دمشق الدولي والعمل جار من أجل إعادة الحركة الطبيعية إلى مطار حلب كما يجري العمل على استجرار طائرتين ضمن إجراءات تحديث أسطول النقل الجوي وهذه الإجراءات وصلت إلى مراحلها النهائية.
وأضاف الحلقي أن المجموعات الإرهابية المسلحة استهدفت قطاع التربية وأخرجت 2500 مدرسة خارج إطار الخدمة ولكن الوزارة تعمل على ترميمها ونجحت في إعادة بعضها إلى الخدمة وتغلبت على مراهنة الإرهابيين بإيقاف العملية التربوية والتعليمية مشيرا إلى أن العمل جار على إصلاح قضائي حقيقي من خلال رفد المؤسسة القضائية بقضاة اكفياء وتخليصها من القضاة الفاسدين.
وأكد أن الحكومة تعمل على تأمين مادتي البذار والسماد للفلاحين رغم الظروف الصعبة والعمل جار لإيصال السماد من المرافئ السورية إلى المزارعين وخاصة في المنطقة الشرقية مضيفا أن سبب أزمة الخبز والطحين خلال الشهرين الماضيين هو أزمة الإمداد بسبب اعتداء المجموعات الإرهابية على الطرق العامة وقوافل النقل.
وقال رئيس الوزراء إن مصافي النفط تعمل بالنفط الوطني ومصفاة حمص تعمل بنسبة 70 بالمئة من الطاقة الإنتاجية ومصفاة بانياس تعمل بنسبة 5ر79 بالمئة من الطاقة الإنتاجية بما يؤمن نحو 40 بالمئة من الاحتياجات الوطنية فيما تؤمن الحكومة الباقي من الدول الصديقة.
وأشار الحلقي إلى أن هناك استقرار نسبي في سعر صرف الليرة السورية مقارنة مع الأشهر الماضية والحكومة مستمرة بتمويل ودعم كل المستوردات والاقتصاد السوري اقتصاد متوازن ومتعدد ولا خوف عليه من المؤامرات والشائعات مؤكدا أن الحكومة تسعى بكل ما تستطيع من إمكانيات لتأمين كل المتطلبات بالصورة المثلى ولكن المعوقات والعقوبات والاعتداءات الإرهابية التي نتعرض لها تفوق طاقة وقدرة أي بلد.
وشدد على أن الحكومة مستمرة في اللقاءات مع القوى السياسية والمجتمعية في إطار تنفيذ البرنامج السياسي لحل الأزمة وصولا إلى عقد مؤتمر الحوار الوطني ونطلب من الجميع الاندماج في العملية السياسية ونحن لن نقصي أحدا ولن نستبعد أحدا.