جليلي: إسرائيل ستندم على عدوانها على سورية

أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني الدكتور سعيد جليلي أن الكيان الصهيونى سيندم على عدوانه الاخير ضد سورية كما ندم فى كل "حروبه" السابقة مشددا على أن إيران ستستفيد من طاقاتها في المجتمع الدولي لدعم سورية ضد العدوان الصهيوني.

ولفت جليلى في مؤتمر صحفي عقده فى دمشق اليوم إلى الدور الرئيسى لسورية فى كل انتصارات المقاومة على الكيان الصهيوني خلال العقد الماضى وقال "كي يغطي الكيان الصهيوني على هزائمه السابقة قام بالتخطيط والمؤامرة كى يشغل العالم الإسلامي ببعضه ويبث الخلافات الداخلية بين دوله.. وأن العدو الصهيوني والمتحدين معه يحاولون ضرب قوة العالم الإسلامي الداعمة للمقاومة" موضحا أن الهدف من تفعيل المؤامرة على سورية هو ان يغض العالم الإسلامي طرفه عن الكيان الصهيونى وجرائمه في المنطقة.

ولفت جليلي إلى أن إيران كانت تتوقع أن يخطط هذا العدو لعمل ما للتعويض عن ضعفه مؤكدا أن الكيان الصهيوني ومن خلال تدخله المباشر في سورية فشل في إثارة الخلافات الداخلية بين السوريين وبين للجميع من هي اليد التي تحاول العبث بامن سورية وقال "ولكن مثلما ندم على حروبه السابقة سيندم اليوم على عدوانه على سورية".

وأكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومى الإيرانى أنه لا يمكن انكار الدور الذى لعبته سورية فى العقود الماضية فى دعم المقاومة قائلا "الكل يعترف أنه عندما كانت بعض الدول تنتهج خط التسوية مع الكيان الصهيونى وأخرى تتخذ موقفا صامتا من هذا النهج كانت سورية القلعة الصامدة مقابل السياسة العدوانية الصهيونية".

وبين جليلي "أن النظام الذي ينتهج النهج المقاوم لا يستطيع أن يستمر فيه إلا بدعم من شعبه والنظام الذي يصمد كل هذه الفترة أمام السياسة العدوانية الصهيونية هو نظام يتمتع بدعم شعبه وعلى شعوب المنطقة والعالم ألا ينكروا هذه الحقيقة وأن يشكروا الشعب والنظام في سورية الذي دعم المقاومة".

20130204-143823.jpgولفت جليلي إلى أن الشعب السوري اختار طريق "العزة والافتخار" عندما قرر أن ينهج نهج المقاومة ويدعمها واستنادا لهذا التاريخ المملوء بالافتخار يستطيع هذا الشعب أن يقرر مصيره بنفسه.

وأضاف جليلي "أنه من الطبيعى أن يتعرض الشعب والنظام السياسي الذي دافع عن قضاياه بكل هذه العزة والمقاومة لمخططات العدو للانتقام منه والأعداء فى السنتين الماضيتين مارسوا أبشع الضغوط على الشعب السورى من خلال فرض المقاطعة عليه وضرب البنية التحتية لبلده" موضحا "أن لا منطق فيما يدعيه البعض من أن المقاطعة وتخريب و تدمير البنى التحتية في المجال الصناعي والاقتصادي دفاع عن حقوق الشعب".

وأكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني أن دعم الشعب السورى ومساعدته لتخطي الأزمة الحالية لا يكون من خلال تدمير البنى التحتية للدولة السورية بل من خلال الحوار الوطني الذي هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمة وقال "أكدنا منذ البداية على أن الأعمال الإرهابية وعمليات العنف لا تساعد على الاستقرار فى سورية ولن تساعد الشعب السورى وأوضحنا أن الحل يجب أن يكون سوريا وعلى الجميع أن يساعد على بدء الحوار الوطني كي يقرر الشعب ما يريد لبلده في المستقبل".

وبين جليلي أن دعم الحوار الوطني في سورية سينتهى إلى تخفيف معاناة الشعب السورى وسيجعل سورية قوية وقلعة صامدة للمقاومة.

وفي معرض رده على أسئلة الصحفيين اعتبر جليلي أن ما يحصل في المنطقة اليوم هو امتحان كبير للعالم الإسلامي حتى يثبت مرة أخرى دوره في الدفاع عن المقاومة والدعم الجاد لها مؤكدا أن سورية جزء مهم من العالم الإسلامي وتقع في الجبهة المتقدمة منه بمواجهة الكيان الصهيوني و"أن هذا العالم لن يسمح بأي عدوان أو هجوم عليها بل إن الكيان الصهيوني سيندم على عدوانه ضد سورية كما ندم على حروبه السابقة".

وقال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني "إن إيران وكونها في الرئاسة الدورية لحركة عدم الانحياز ستستغل وتستفيد من كل علاقاتها وطاقاتها ومن الفرص في المحافل الدولية والقانونية لتدعم سورية في مواجهة العدوان الإسرائيلي ويجب على الدول الإسلامية أن تكون لها ردود فعل مناسبة إزاء هذا العدوان وعليها أن تتحد بشكل كبير في الدفاع عن وجودها وعن المقاومة".

وردا على سؤال حول الموقف الإيراني من حل الأزمة في سورية أكد جليلي أن إيران دعت منذ البداية الى الحوار لحل الأزمة ودعت للمشاركة في "مؤتمر طهران للحوار" مرحبا بأي مبادرة تساعد على الحوار وقال "إننا نعرب عن سعادتنا كما أعلنا في الحوارات التي أجريناها في مؤتمر طهران بأن يكون الحل سوريا عبر الحوار يشترك فيه كل مكونات المجتمع السوري".

كما أعلن جليلي في هذا الإطار عن ترحيب إيران بـ "أي تيار وأي مجموعة تلتحق بهذا الحوار" معربا عن أمله بأن يوفق جميع الأطراف في سورية بالانخراط في الحوار والاتفاق على دعم سورية ومصالحها بما يحقق إنهاء معاناة الشعب السوري موضحا أن البرنامج السياسي الذي طرحته القيادة السورية لحل الأزمة "يستطيع أن يكون الأساس لهذا الحوار".

وأكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني أن لا حل عسكريا للأزمة في سورية لأنه سيسبب الأذى والصدمات الكثيرة للشعب السوري، موصيا جميع الأطراف بدعم فكرة الحوار الوطني وقال "إن إيران وتحت عنوان أن الحل في سورية يجب أن يكون على أساس الحوار الوطني وعلى أساس أن الحل سوري شاركت في اللجنة الرباعية التي تم تشكيلها بمبادرة مصرية" مبينا "أن إيران كانت جادة أكثر من الآخرين في هذا المجال وأكدت على إدانة الحل العسكري والتدخل الأجنبي والممارسات الإرهابية وأن ما يجب دعمه فقط هو الحوارات السياسية الوطنية "داعيا كل من يتمتع بحسن النوايا إلى تجاوز استخدام جميع الأساليب التي ثبت أنها خاطئة مع الأيام" موضحا في هذا الإطار أن مواصلة اتباع مثل هذه الأساليب يكشف من يريد الشر لسورية.

وجدد جليلي التأكيد على أن الحلول يجب أن ترتكز على سلطة الشعب وأن تكون سياسية وديمقراطية ليس في سورية وحدها بل في كل البلدان وقال "إن الشعب وحده من يقرر مصيره .. وقد اقترحنا هذه الرؤية على البحرين فالشعب البحريني لديه مطالب ويجب أن يتم تلبيتها وسماعها .. كما نصحنا الشعب البحريني خلال العامين الماضيين أن يطرح مطالبه بالطرق السياسية .. ودعونا الحكومة البحرينية إلى عدم ممارسة العنف في تعاملها مع الناس".

وحول الموقف مما يجري في مصر والعراق بين جليلي "أن إيران كان لها ذات الرؤية السياسية حيث دعت إلى دعم الديمقراطية الوليدة في هذه الدول وأدانت أي تصرف أو أسلوب يعتمد على العنف".

وبشأن الملف النووي الإيراني السلمي أكد جليلي رفض إيران لوجود ونشر الأسلحة النووية وعلى ضرورة نزع أسلحة الدمار الشامل من كل دول العالم متسائلا في هذا السياق "من الذي يمنح الكيان الصهيوني الأسلحة النووية" مؤكدا ضرورة متابعة هذا الأمر في جميع المحافل الدولية.

وأضاف جليلي.. "إننا في الوقت الذي نعارض فيه امتلاك الأسلحة النووية ندعم حق امتلاك الدول للطاقة النووية للأغراض السلمية والاستفادة من مزاياها ونعتبر ذلك حقا لإيران ونحن جادون في الدفاع عن حقوقنا" موضحا أن "إيران عندما تدافع عن حقوقها في هذا المجال إنما تدافع عن حقوق الجميع فمواقفها منطقية وواضحة وقد تمثل ذلك في المفاوضات التي أجرتها بهذا الشأن وكان آخرها في موسكو".

وبين جليلي أن إيران طرحت رؤيتها في موسكو المتضمنة خمس مراحل وقدمت مقترحات بناءة مؤكدا ضرورة "متابعة هذه المقترحات ودراستها" وقال "إن إيران أعلنت في موسكو قبل سبعة أشهر أنها مستعدة لاستمرار المفاوضات مع مجموعة الدول /5زائد 1/ على أساس هذا المنطق لكن الدول الغربية طلبت مهلة لدراسة المقترحات ويبدو أن هذه الدول لن تكون مستعدة ولذلك قامت بتأخير موعد إجراء المفاوضات".

وتساءل جليلي في هذا الإطار "لماذا تواصل هذه الدول التهرب من الاستمرار في المفاوضات ففي آخر مرحلة تم الاتفاق على يوم 28 و29 من كانون الثاني الفائت للمفاوضات ولكن قبل ذلك بعدة أيام طلبوا التأجيل.. ونأمل إذا ما أعلنوا ندمهم مرة أخرى ألا يخطئوا في حساباتهم وأن ينخرطوا في أي مفاوضات مقبلة برؤية بناءة وإيجابية" مجددا تأكيد إيران أن هذه المماطلة لن تثنيها عن إرادتها المتمثلة بالدفاع عن حقوقها وطاقاتها الوطنية في المنطقة وكل المحافل الدولية.

الرئيس أحمدي نجاد: الشعب السوري هو الوحيد الذي يحق له اختيار قيادته ويجب تحقيق التفاهم الوطني بين أبنائه

في سياق متصل أكد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أن العدوان الإسرائيلي على أحد مراكز البحث العلمي في ريف دمشق ناتج عن ضعف الحكومة الصهيونية الحالية التي انتهت ويجب أن تعطي موقعها لآخرين.

وقال أحمدي نجاد في لقاء مع قناة الميادين اليوم: إن الإدارة الأمريكية توصلت إلى أن مجموعة الصهاينة الحاليين لا يمكنهم تحقيق المصالح الأمريكية ولذلك قامت بالإعداد لرحيلهم من أجل جلب صهاينة أكثر ليبرالية ولذلك فالصهاينة الحاليون يريدون أن يثيروا المشاكل في المنطقة كي يبقوا أكثر.

وشدد أحمدي نجاد على أن الشعب السوري هو الوحيد الذي يحق له اختيار قيادته ومن يبقى ومن يرحل داعيا إلى بذل الجهد لتحقيق التفاهم الوطني بين أبناء سورية ونبذ الفتنة وإجراء انتخابات حرة يحترمها الاخرون ويحترمون ما يختاره الشعب السوري.

ولفت أحمدي نجاد إلى أن إيران لا تتدخل في شؤون سورية الداخلية وموقفها يقوم على أن الشعب السوري هو من يختار قيادته عبر الانتخابات الحرة التي تحتاج إلى استتباب الأمن مؤكدا أن الحرب في سورية ليست الحل.

لاريجاني: سورية ستخرج من الأزمة منتصرة 

من جهته أدان رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني العدوان الإسرائيلي على أحد مراكز البحث العلمي في ريف دمشق مؤكدا أن ما يجري يأتي في إطار المؤامرات الرامية لاستهداف سورية وإتاحة الفرصة للكيان الصهيوني للقيام بذلك.

وشدد لاريجاني في اتصال هاتفي مع محمد جهاد اللحام رئيس مجلس الشعب على أن الشعب السوري سيخرج منتصرا من الأزمة بانتهاجه المواجهة والمقاومة.

من جهته أشار اللحام إلى الموقف الإيراني الداعم للشعب السوري الذي يواجه المؤامرات والاعتداءات الإسرائيلية مؤكدا أن الدول الضالعة بتأجيج الأزمة في سورية تلتزم الصمت ولا تحرك ساكنا أزاء اعتداءات الكيان الصهيوني المحتل.