جليلي يتهم الغرب بالإرهاب ويطالبه بإدانة اغتيال العالِمَيْن

تدخل المفاوضات بين ايران ومجموعة الـ«5+1» في جنيف يومها الثاني اليوم، حيث أكد الجانبان أن الجولة الاولى التي أجريت امس، كانت «بنـاءة» و«تحرز تقدما» نحو الاتفاق على إطار لـ«مفاوضات مقبلة». وعلى الرغم من أن طهران واصلت تأكيدها على أن «حقوقها» النووية ليست للنقاش، أفادت مصادر عديدة بأن المحادثات تطرقت بشكل واسع إلى البرنامج النووي الايراني، كما أثيرت قضية اغتيالات العلماء الايرانيين التي ذكرت تقارير غربية ان اسرائيل هي التي نفذتها.

 


وكانت آخر جولة من المفاوضات بين الجانبـين قد جـرت في تشرين الاول العام 2009، وادى فشلها الى توافق الدول الخمس الكبرى على اصدار قرار مجلس الامن الدولي الرقم 1929 في حزيران الماضي والذي نص على فرض عقـوبات اضافية على ايران.

  


وقال مسؤول ايراني يشارك في الوفد الايراني المفاوض مع مجموعة الـ«5+1» في جنيف، ان «المفاوضات جاءت في أجواء ايجابية، وكانت بناءة وتحرز تقدما» مضيفا انها «ستستأنف اليوم في الساعة التاسعة لتحديد اطار المفاوضات المقبلة التي يمكن ان نناقش فيها نزع السلاح النووي والتعاون في المجال النووي المدني». وتابع ان «حقوق ايران (على الصعيد النووي) ليست على جدول الاعمال... اذا اتفقنا على الاطار يمكن ان نعقد جلسات تفاوض عدة».

  


واعلن مصدر غربي من جهته، ان المفاوضات كانت «بناءة» وتمت «في مناخ جيد». وقال «تم التطرق الى العديد من الموضوعات، وخصوصا الملف النووي. اذا كانت المفاوضات قد استمرت هذا الوقت الطويل (7 ساعات ونصف ساعة) فهذا يعني ان نقاشا حصل». كما توقع أن يتم الاستعداد لجولة مفاوضات مقبلة خلال فترة لا تتجاوز الأشهر الستة، إذ تم التوافق على الأطر الأساسية للمحادثات.

 


بدوره قال رئيس الوفد الصيني المشارك خلال لقائه امين المجلس الاعلى للامن القومي سعيد جليلي، كبير المفاوضين الايرانيين، ان موقف الدول الغربية كان مختلفا عن السابق. واضاف نائب وزير الخارجية الصيني فوهاي لونغ «اعتقد بان محادثات صباح اليوم جرت في اجواء ودية». وصرح بان مجموعة الدول الست كانت تحرص في محادثات اليوم على الحوار الودي. من جانبه قال جليلي ان «استنتاجنا ايضا من اجواء المحادثات بانهم ادركوا عدم جدوى المسار واستراتيجيتهم السابقة». كما قال رئيس الوفد الروسي المشارك سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي، خلال لقائه جليلي: «كنا بحاجة لعقد هذه المحادثات».

 


وأوضح مسؤول غربي مقرّب من المفاوضات أن «حوالي 75 في المئة من الجولة الصباحية التي دامت 3 ساعات، خصصت للقضايا النووية. ويحمل هذا معنى كبيرا، لأن الجمهورية الإسلامية الايرانية، أتت إلى الطاولة مصرّة على ألا تتطرق المفاوضات لبرنامج ايران النووي إلّا هامشيا»، مؤكدا أن موفدي الدول الست، أميركا، روسيا، الصين، بريطانيا، فرنسا، والمانيا، برئاسة مفوضة الخارجية الاوروبية كاثرين اشتون، كرروا دعوة ايران إلى وقف أنشطة تخصيب اليورانيوم. وأكد المصدر أن مندوبي الـ«5+1» قالوا للوفد الايراني بقيادة كبير المفاوضين سعيد جليلي، إن شكوكا حول الطبيعة السلمية لبرنامج ايران النووي، تقع بين مصادر عدم الاستقرار في المنطقة.


في المقابل، ندد جليلي في كلمته أمام الوفود الغربية، بـ«صمت الغرب حيال جريمتي اغتيال عالمين نوويين ايرانيين»، معتبرا أن «القيام باعمال ارهابية لعرقلة تطور ايران العلمي مزيج من النزعة الفاشية وممارسات القرون الوسطى». وأضاف «ان العالمين الايرانيين اللذين تم اغتيالهما كانا متخصصين مرموقين على الصعيد العلمي العالمي، وان مشكلة العالم المعاصر هي ان الذين يصلون الى طريق مسدود من حيث الاستدلال والبحث المنطقي، يقومون باعمال ارهابية».


واوضح جليلي ان «الشعب الايراني يعد اليوم من اكبر ضحايا الارهاب»، وخاطب اشتون قائلا «مع ذلك فان اغتيال العالمين النووين الايرانيين هو نموذج مختلف لان احد هذين الشخصين كان مدرجا على قائمة قرار الحظر الذي اصدره مجلس الامن، والآخر هو من ضمن العلماء النوويين المعروفين في ايران»، وتابع جليلي قائلا «ان جون ساورز رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني ادلى قبل اسابيع من عمليتي الاغتيال بتصريحات خاصة حول القيام بعمليات استخباراتية في ايران، وبعد تنفيذ الاغتيال نشر الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الاسرائيلية مقالا رسميا قالت فيه ان القيام بتنفيذ الاغتيال يستهدف توجيه ضربة الى البرنامج النووي الايراني والحيلولة دون ان تصبح ايران دولة نووية»، متسائلا «لماذا صمت العالم حيال هذه الاعمال الارهابية والاعتراف الصريح لبعض الدول بتنفيذها ولماذا لم تستنكر مجموعة «5+1» هذه الجرائم؟»، واكدت آشتون بدورها إدانتها لعمليات الاغتيال

 

شام نيوز- السفير