جنبلاط: أي مراهنة لبنانية على وقوع الخلل في سوريا بضرب من الجنون

توجّه رئيس جبهة "النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط في موقفه الاسبوعي لجريدة "الأنباء" الصادرة عن "الحزب التقدمي الاشتراكي"، الى "بعض القوى اللبنانية التي قد تراهن على إختلال في سوريا"، مذكّرا هؤلاء "بالمعادلة الاستراتيجية التي أثبتت بالتجربة والبرهان أن أمن لبنان من أمن سوريا، وأن إستقرار لبنان من إستقرار سوريا، وهذا ما أكدته معادلات الجغرافيا السياسية والتجارب التاريخية وإتفاق الطائف. لذلك"، معتبرا ان "أي مراهنة لبنانية، سياسية أو إعلامية أم أمنية، على وقوع الخلل في سوريا هي بمثابة ضرب من الجنون".

جنبلاط رأى انه "يمكن القول أن المبادىء الأساسية للاصلاح في سوريا قد وضعت بعد الخطابين اللذين القاهما الرئيس بشار الأسد أمام مجلسي الشعب والوزراء، والمهم التنفيذ المنهجي والمدروس والمتتالي والسريع من دون تسرع لهذه الاصلاحات، بصرف النظر عن بعض الأصوات التي تدين التأخير، ذلك أن الاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي له أهمية كبرى في حياة الاوطان والشعوب".

واعتبر "ان رفع حالة الطوارىء والغاء القانون الخاص بها، وهي مطبقة منذ سنوات طويلة، بالتوازي مع إقرار وإصدار قانون جديد للاحزاب وإتاحة المجال أمام التنافس السياسي والديمقراطي، هي من التغييرات الكبرى في بنية الحياة السياسية السورية، وهاتان الخطوتان ستتركان آثارا بالغة الأهمية في الواقع الداخلي السوري لا سيما لناحية حرية التظاهر والتجمع والتعبير عن الرأي السياسي وغيرها من الاجراءات تحت سقف القانون والأصول المرعية الاجراء".

واعتبر "ان موقف الرئيس السوري بشار الأسد الأخير هو موقف مهم وجريء وشجاع، خصوصا ما يتعلق بشهداء درعا والمناطق الأخرى، فكل الدماء التي سقطت هي دماء سورية، وهناك ضرورة للتلاحم بدل التباعد والتنافر في هذا الظرف السياسي الدقيق، وكل الذين إستشهدوا هم شهداء سوريا"، مشيرا الى ان "كلام الرئيس الأسد عن الحوار مع مختلف القوى السياسية مهم جدا لأن الحوار هو السبيل الوحيد لتفادي الانزلاق الى المعالجة الأمنية للملفات السياسية والوطنية"، مشددا على اهمية "إطلاق هذا الحوار مع أوسع الشرائح الثقافية والفكرية والقوى السياسية في الداخل وحتى في الخارج مع الحريصين الذين يريدون الاستقرار بالتوازي مع الاصلاح وهم من غير المنظرين والمتآمرين ضد مصلحة سوريا وشعبها وقيادتها الذين يسيرون في خطى مشاريع الفوضى الخلاقة لضرب أمن واستقرار سوريا".

جنبلاط رأى "من موقع الحرص على سوريا وشعبها وإستقرارها وأمنها ودون أي تفكير بالتدخل في الشأن الداخلي السوري، أنه من الضروري إعادة النظر بالهيكيلية والتركيبة الامنية الداخلية. فالعديد من الدول أعادت النظر بكل الهيكلية الأمنية والاستخبارية ووحدت الاجهزة الامنية والعسكرية لمواجهة المخاطر المتعددة، من جهة، ولتفادي التضارب في الصلاحيات، من جهة أخرى".

 واعتبر انه "من المعيب مقارنة النظام اليوم بالانتداب الفرنسي، واذا كانت المطالبة بالاصلاح هي حق مشروع، إلا أن التاريخ لا يشطب ويلغى بشحطة قلم أو بدعوة تظاهر على "الفايسبوك".

 وتوجّه "للذين يتناسون في لبنان" بالاشارة الى "ان القوى الوطنية والتقدمية والمقاومة، مع القيادة والشعب والجيش العربي السوري، واجهت مشاريع التقسيم والتفتيت، وأسقطت إتفاق 17 أيار، مما فتح الطريق الى إتفاق الطائف، وحررت الجنوب اللبناني دون قيد أو شرط ودون السقوط في إتفاقات منفردة مع العدو الاسرائيلي أثبتت أنها كانت خيارات إستراتيجية فاشلة".

 واعرب عن تطلعه ان "تتخطى سوريا هذه الازمة التي تمر بها من خلال حكمة القيادة السورية وإدراكها بأهمية التغيير الجدي الذي بدأت فيه بالفعل وعبر وعي الشعب السوري وتحسسه بالمسؤولية الوطنية والقومية التي يستطيع من خلالها تطوير أوضاعه الداخلية، وفي الوقت ذاته، تحصين إستقرار وطنه الذي يؤدي دورا عربيا وإقليميا مهما في المنطقة بأكملها".

شام نيوز- وكالات