جنبلاط: المراهنة على اختلال في سوريا جنون

جدد الرئيس اللبناني ميشال سليمان في اتصال هاتفي مع الرئيس بشار الأسد وقوف بلاده إلى جانب استقرار سورية وأمنها، وذلك في حين أكد رئيس جبهة «النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط أن مراهنة بعض القوى اللبنانية على اختلال في سورية هو ضرب من الجنون، كذلك أكدت أحزاب لبنانية تضامنها مع القيادة السورية مؤكدة أن «أمن سورية وأمن لبنان مترابطان».
وتلقى الرئيس الأسد أمس اتصالاً هاتفياً من الرئيس سليمان بحثا خلاله التطورات الراهنة والعلاقات الثنائية، كما بحث الرئيسان حسبما ذكر موقع «النشرة» اللبناني الأوضاع في سورية، حيث أكد سليمان «وقوف لبنان إلى جانب استقرار سورية وأمنها وتطورها وازدهارها».
في سياق متصل، توجّه رئيس جبهة «النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط أمس إلى «بعض القوى اللبنانية التي قد تراهن على اختلال في سورية»، مذكراً هؤلاء «بالمعادلة الإستراتيجية التي أثبتت بالتجربة والبرهان أن أمن لبنان من أمن سورية، وأن استقرار لبنان من استقرار سورية، وهذا ما أكدته معادلات الجغرافيا السياسية والتجارب التاريخية واتفاق الطائف لذلك»، معتبراً أن «أي مراهنة لبنانية، سياسية أو إعلامية أم أمنية، على وقوع الخلل في سورية هي ضرب من الجنون».
ورأى جنبلاط في موقفه الأسبوعي لجريدة «الأنباء» الصادرة عن «الحزب التقدمي الاشتراكي» أنه «يمكن القول إن المبادئ الأساسية للإصلاح في سورية قد وضعت بعد الكلمتين اللتين ألقاهما الرئيس الأسد أمام مجلسي الشعب والوزراء، والمهم التنفيذ المنهجي والمدروس والمتتالي والسريع من دون تسرع لهذه الإصلاحات، بصرف النظر عن بعض الأصوات التي تدين التأخير، ذلك أن الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي له أهمية كبرى في حياة الأوطان والشعوب».
واعتبر «أن رفع حالة الطوارئ وإلغاء القانون الخاص بها، وهي مطبقة منذ سنوات طويلة، بالتوازي مع إقرار وإصدار قانون جديد للأحزاب وإتاحة المجال أمام التنافس السياسي والديمقراطي، هي من التغييرات الكبرى في بنية الحياة السياسية السورية، وهاتان الخطوتان ستتركان آثاراً بالغة الأهمية في الواقع الداخلي السوري ولاسيما بشأن حرية التظاهر والتجمع والتعبير عن الرأي السياسي وغيرها من الإجراءات تحت سقف القانون والأصول المرعية الإجراء».
وأضاف جنبلاط: «إن موقف الرئيس الأسد الأخير هو موقف مهم وجريء وشجاع، خصوصاً ما يتعلق بشهداء درعا والمناطق الأخرى، فكل الدماء التي سقطت هي دماء سورية، وهناك ضرورة للتلاحم بدل التباعد والتنافر في هذا الظرف السياسي الدقيق، وكل الذين استشهدوا هم شهداء سورية»، مشيراً إلى أن «كلام الرئيس الأسد عن الحوار مع مختلف القوى السياسية مهم جداً لأن الحوار هو السبيل الوحيد لتفادي الانزلاق إلى المعالجة الأمنية للملفات السياسية والوطنية»، مشدداً على أهمية «إطلاق هذا الحوار مع أوسع الشرائح الثقافية والفكرية والقوى السياسية في الداخل حتى في الخارج مع الحريصين الذين يريدون الاستقرار بالتوازي مع الإصلاح وهم من غير المنظرين والمتآمرين ضد مصلحة سورية وشعبها وقيادتها الذين يسيرون في خطا مشاريع الفوضى الخلاقة لضرب أمن واستقرار سورية».
ورأى جنبلاط «من موقع الحرص على سورية وشعبها واستقرارها وأمنها ودون أي تفكير بالتدخل في الشأن الداخلي السوري، أنه من الضروري إعادة النظر بالهيكلية والتركيبة الأمنية الداخلية. فالعديد من الدول أعادت النظر بكل الهيكلية الأمنية والاستخباراتية ووحدت الأجهزة الأمنية والعسكرية لمواجهة المخاطر المتعددة، من جهة، ولتفادي التضارب في الصلاحيات، من جهة أخرى».
واعتبر أنه من المعيب مقارنة النظام اليوم بالانتداب الفرنسي، وإذا كانت المطالبة بالإصلاح هي حق مشروع، إلا أن التاريخ لا يشطب ويلغى بشحطة قلم أو بدعوة تظاهر على «فيسبوك».
وتوجّه «للذين يتناسون في لبنان» بالإشارة إلى «أن القوى الوطنية والتقدمية والمقاومة، مع القيادة والشعب والجيش العربي السوري، واجهت مشاريع التقسيم والتفتيت، وأسقطت اتفاق 17 أيار، مما فتح الطريق إلى اتفاق الطائف، وحررت الجنوب اللبناني دون قيد أو شرط ودون السقوط في اتفاقات منفردة مع العدو الإسرائيلي أثبتت أنها كانت خيارات إستراتيجية فاشلة».
وأعرب عن تطلعه أن «تتخطى سورية هذه الأزمة التي تمر بها من خلال حكمة القيادة السورية وإدراكها بأهمية التغيير الجدي الذي بدأت فيه بالفعل وعبر وعي الشعب السوري وتحسسه بالمسؤولية الوطنية والقومية التي يستطيع من خلالها تطوير أوضاعه الداخلية، وفي الوقت ذاته، تحصين استقرار وطنه الذي يؤدي دوراً عربياً وإقليمياً مهماً في المنطقة بأكملها».
في سياق متصل، أكدت أحزاب لبنانية عدة في مؤتمر عقد أمس في بيروت تضامنها مع القيادة السورية في ظل موجة الاحتجاجات وأعمال العنف التي تشهدها سورية، مؤكدة أن «أمن سورية وأمن لبنان مترابطان».
ودعا إلى المؤتمر الذي انعقد في فندق الكومودور في الحمرا في غرب بيروت «لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية وتحالف القوى الفلسطينية من أجل التضامن مع الشقيقة سورية في مواجهة المخطط الأميركي الصهيوني الغربي للنيل من دورها الوطني والقومي المقاوم».