جنبلاط عاد من موسكو وباريس بانطباع سلبي

نقلت صحيفة "السفير" عن مصدر دبلوماسي قوله إن رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط حاول القيام بجولة لاستشراف آفاق الوضع في سوريا، وبالطبع بدت روسيا بالنسبة إليه بمثابة "بيضة القبان" فذهب إليها، ليجد أن الخلفية التي تتحكم بالموقف هناك ما زالت على حالها، أي أن الروس يتمسكون بالنظام من دون أن يظهروا أي إشارة لإمكانية المساعدة في الوصول إلى حل".
وأشار المصدر إلى أن "جنبلاط حاول في خلال اللقاءات التي عقدها مع المسؤولين الروس إقناعهم بالدخول في حلّ ما لأن البقاء في حالة انتظار بينما الأحداث تتطور لن يؤدي إلى مكان، لا بل على العكس نحن أمام مشروع استنزاف يأكل يومياً من رصيد النظام وعمره وأسسه، وبالتالي إذا أردتم ان تساعدوا الرئيس الأسد، ادعموه بما يجب أن تكون عليه صورة الإصلاح التي يريدها الشعب السوري وليس كما حال النظام الآن"، لافتًا إلى أن "جنبلاط ترك روسيا على أساس أن يستكمل الحوار الذي بدأه هناك بينه وبينه السفير الروسي الجديد في بيروت الكسندر زاسيبكين حول طبيعة الاقتراحات الروسية لتطوير أطر الحوار بين الأسد والمعارضة".
وإذ أكد المصدر أن "جنبلاط ذهب إلى فرنسا على هذا الأساس ليجد الموقف الفرنسي على يمين الموقف الأميركي والغربي، لذلك بدت المعطيات متناقضة وعاد من جولته بانطباع سلبي للغاية"، قال: "لا أعتقد أن الرئيس السوري سيقبل بحل وسط من منطلق رفضه السماح لأي دولة بالتدخل في شؤون سوريا الداخلية، كما أنه ليس مسموحاً في سياق المصالح الكبرى لزعيم لبناني أن يتصرف وكأنه يستطيع حل مشاكل العالم".
وختم المصدر قائلاً: "المشكلة التي يواجهها البعض مع سوريا أنهم لا يعرفون ما هي الاتجاهات التي يسلكها النظام، أي انه لم يحدد مساراً معيناً وثابتاً، لا بل ثمة ارتجال، وقد شعر جنبلاط أيضاً بأن هناك اتجاهاً لدى بعض الدول الخليجية، وتحديداً قطر من أجل ممارسة ضغوط على دول مجلس التعاون الخليجي لقطع العلاقات مع النظام السوري، مقدمة لعزله، وقد أدرك جنبلاط خطورة تطور الموقف الخليجي من سوريا، وهناك مؤشرات في أكثر من عاصمة في هذا الاتجاه، وعندما تتأزم الأمور بين دول الخليج وسوريا يزداد القلق الجنبلاطي، لاسيما من موقع الأقلية الطائفية التي يمثلها في هذه المنطقة".