جنبلاط: لقائي بالأسد ممتاز وموقفي الرسمي من الإستشارات أعلنه الإثنين

وصف رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط لقاءه بالرئيس السوري بشار الأسد أمس بـ"الممتاز"، مشيراً في حديث إلى أنَّ "الموقف الرسمي من الإستشارات النيابية لتسمية رئيس حكومة جديد سيعلن عند الرابعة إلا ربعاً بعد ظهر الإثنين المقبل، إثر اللقاء برئيس الجمهورية ميشال سليمان ضمن الإستشارات لكتلة اللقاء الديموقراطي".
وكانت صحيفة الحياة قد ذكت أن رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط "عاد من دمشق بأجواء مريحة، وأنَّ لديه هامش تحرك يفترض أن يرجح تسمية كتلته كاملة (11 نائباً)، الرئيس سعد الحريري لرئاسة الحكومة بعد أن كانت المعارضة تراهن على أن ينضم عبر نوابه الحزبيين الأربعة إلى دعم مرشح المعارضة، وفق اصطفافه الجديد بعد التحول السياسي الذي قام به وخروجه من تحالف قوى 14 آذار".
المصادر نفسها، ذكرت وفق "الحياة" أنَّ "لقاء جنبلاط مع الحريري أول من أمس كان مريحاً للأول لأنَّه سمع منه استمرار التزامه بمضمون التسوية السعودية – السورية وأنَّ جنبلاط اعتبر أنَّه طالما أنَّ الحريري متمسك باتفاق "س – س"، فإنَّ لا مصلحة في استبعاد زعيم "المستقبل" وأنَّه يمكن البحث عن صيغة من أجل إيجاد مخرج لطريقة تنفيذ الإلتزامات".
وكانت مصادر قد اعتبرت أنَّ "تشديد البيان السوري الذي صدر بعد لقاء الرئيس السوري بشار الأسد مع رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط على "أهمية وعي مخاطر التدخل الخارجي وأن تكون القرارات والحلول بأيدي أبناء المنطقة"، يحمل في طياته تحفظاً على الإقتراح الفرنسي بإنشاء مجموعة الإتصال الدولية – الإقليمية على أن تضم فرنسا والولايات المتحدة الأميركية"، مشيرةً إلى أنَّ "هذا الموقف مؤشر إلى عدم الحماسة لضم هاتين الدولتين إلى المساعي في شأن الأزمة اللبنانية".
من جانب آخر ذكرت مصادر مطلعة أنَّ "المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب نبيه بري، النائب علي حسن خليل، ومعاون الأمين العام لـ"حزب الله" حسين الخليل تواصلا مع القيادة السورية"، مشيرةً إلى أن "مسؤول العلاقات السياسية في "التيار الوطني الحر" وزير الطاقة جبران باسيل التقى في العاصمة السورية مسؤولين سوريين للتداول في التطورات اللبنانية والخارجية".
وفي السياق ذاته نقلت صحيفة "الراي" عن مصادر قوى "8 آذار" أنَّها حسمت خيارها، بـ"تسمية رئيس الحكومة السابق عمر كرامي، كمرشح وحيد لها لترؤس الحكومة المقبلة، فهو رئيس سابق للحكومة ومن طرابلس وشخصية ذات وزن"، وقال في هذا السياق: "إنَّ الخيار وقع على كرامي".
فيما أوضح مصدر قريب من الرئيس السابق للحكومة اللبنانية عمر كرامي انه لم يتم اي اتصال به للطلب منه تشكيل الحكومة المقبلة، وذلك عشية بدء الاستشارات النيابية لتكليف رئيس جديد لتشكيل الحكومة العتيدة بعد استقالة حكومة الوحدة الوطنية الاربعاء الماضي.
وقال المصدر: «هناك تداول حالياً باسم الرئيس كرامي ولكن حتى الان لم يعلن موقفاً حاسماً من هذا الامر، لم يتم الاتصال به او طلب ذلك منه حتى يعلن موقفاً، وهو لم يتصل بأحد ولم يطلب من احد دعمه لترؤس الحكومة».
وأضـــاف المصدر القريــــب من كرامي للوكالة انه «في حال طــــرح اسم الرئيس كرامي، فموقفه سيكون مرتبطاً بعوامل عدة خصوصاً ان من يتولــــى رئاسة الحكومة في هـــذه الحالة سيكون كمـــن يمسك جمرة نار في يده لأن مؤسسات الدولة مهترئة وعندما تكون الظروف مواتية، فلكل حادث حديث».
من جهته أكّد رئيس مجلس النواب نبيه بري أنه مستمر على قناعته بأنَّ "حلّ الأزمة اللبنانية لن يتم إلا على يد الـ"س. س"، على الرغم من كل ما يشاع حول مصير الجهود السعودية - السورية في هذا المجال"، مشيراً إلى أنَّ "لبنان دخل في مرحلة تصريف أعمال، قد لا تنتهي في المدى المنظور، سواء أعيدت تسمية الحريري لتشكيل الحكومة الجديدة، أو نجحت المعارضة في تسمية شخصية أخرى"، وأضاف: "لقد دخلنا في نفق نعلم بدايته، لكننا لا نرى نهايته، ولا يمكن أن نتوقعها".
بري، وفي حديث إلى صحيفة "الشرق الأوسط"، شدّد على "أهمية قيام حكومة وحدة وطنية"، لافتاً إلى تفضيه من الأساس "ألا يكون على رأسها إلا الحريري، لكن بعد الذي حصل نحتاج منه إلى ما يثبت التزامه بالجهود السعودية - السورية لنعود إلى هذا الموقف، وإلا فنحن أمام خيارات مختلفة".
وإذ أكّد أنَّ "العلاقات السعودية - السورية جيدة، وأنَّ النوايا المشتركة طيبة، وأنَّ الخوف كان من التدخلات التي أحبطت العمل المشترك"، لم يستبعد بري في أي لحظة "عودة هذا المسار وانطلاق مساعي التسوية من جديد، وإلا فإننا أمام سيناريوهات غير مريحة للبنان".
ونفى بري "وجود اسم معيّن لدى المعارضة لتسميته"، قائلاً: " إنَّ هذا الموضوع سيبحث في اجتماعات تعقد اليوم، ونحن من جهتنا سنتّخذ موقفنا بناء على ما سيقدمه الطرف الآخر من رؤية ومن إشارات"، وأشار إلى أنَّ "من يقول إنَّ المعارضة اتفقت على اسم شخصية من بينها مخطئ على الأقل".
بري الذي شدد على أن "الأمن خط أحمر"، أكد أنَّ "لا خوف على الوضع الأمني، على الأقل من جهتنا"، وقال: "أنا مطمئن لذلك شديد الإطمئنان، فنحن أم الصبي، ولن نسمح لأي كان بأن يسهم في انزلاق البلاد نحو الفتنة التي ستأكل الجميع"، محذراً من أنه سيتصدى شخصياً "لأي كان قد يفكر في إثارة الاضطراب".
إلى ذلك، أبدى بري عتبه على بعض رجال الدين "الذين كانوا في خطب الجمعة يرفعون درجة التوتر، في ما كنا نحن نعمل جاهدين على لملمة التداعيات السلبية للأزمة في الشارع"، محذراً من "إمكانية الإنزلاق نحو نوع من التوترات المتفرقة في ظلّ الاستمرار في هذا الخطاب الذي لا ينفع أصحابه".
شام نيوز