جنبلاط: ليحاسب شهود الزور

وفي حين يشكل ملف شهود الزور مادة ملتهبة قادرة على إشعال حريق كبير في أي وقت، قال النائب وليد جنبلاط لـ"السفير" إنه من المهم الالتزام بالتهدئة الإعلامية كمدخل للخوض في نقاش سياسي ضمن جو هادئ حول كيفية تنظيم المواجهة المشتركة لملفي شهود الزور والقرار الظني.
وإذ أبدى الاستعداد للاستمرار في المساعدة من أجل تثبيت التهدئة لأن التوتر الذي شهدناه غير معقول وغير مسؤول، لفت الانتباه الى ان ضبط الوضع هو بالدرجة الاولى من مسؤولية السيد حسن نصر الله والرئيس سعد الحريري، متمنيا أن يعقد لقاء قريب بينهما بغية التوافق على آلية للتعامل مع قضية شهود الزور ومحاسبتهم، خصوصا أن الرئيس الحريري قام بخطوة جبارة عندما أقر بوجودهم، ولا بد من ترجمتها عمليا.
وأضاف: لقد اتفقنا على مبدأ أن هناك شهود زور، وبالتالي فقد أصبح من مسؤولية القضاء اللبناني محاسبتهم والذهاب في هذا الملف حتى النهاية، لأنه لا يجوز أن نبقى في هذه الدوامة، مشيرا الى أن قضية شهود الزور هي محلية وبالتالي فإننا نملك القدرة على معالجتها ذاتيا، في حين أن مسألة القرار الظني هي دولية.
في هذه الاثناء، أعلن نائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم، عن أن الحزب مؤمن بضرورة استمرار حكومة الوحدة الوطنية. وكشف في حديث إلى صحيفة «الرأي» الكويتية يُنشر اليوم، أن «حزب الله» لم يقل حتى الآن كلمة نهائية في مسألة المحكمة «ونحن في انتظار نتائج المساعي العربية ولا سيما السعودية في ضوء التزام القمة الثلاثية السعودية - السورية - اللبنانية بالبحث عن حلول تُبعد المحكمة عن التسييس والاتهام الظالم، وهل سينجح المسعى السعودي في بلوغ حل ما».
وأضاف: قلنا إننا نرفض تمويل محكمة كهذه، ولم نشنّ حملة على المحكمة ولم نُبد الرأي النهائي الذي سيُعلن في حينه على لسان الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله بعد انتهاء الفترة المقررة للحصول على نتائج المساعي العربية ولا سيما السعودية. وسنرى هل ستعدّل المحكمة مسارها بناء على ما طرحناه وهل ستأخذ بالقرائن التي قدمها السيد نصر الله وتدين إسرائيل وهل ستتجه للاعتماد على أدلة حسية؟
وفي سياق متصل، أكدت أوساط واسعة الاطلاع في المعارضة أن رقعة انتظار نتائج المسعى السعودي تضيق شيئا فشيئا، مشيرة الى ان المهلة المعطاة له ستنتهي مع نهاية شهر أيلول، وبعدها سيبدأ العد العكسي للاحتمالات الصعبة وسيدخل لبنان في حقبة شديدة الخطورة والحساسية.
وأشارت الأوساط الى ان المظلة السورية ـ السعودية للوضع اللبناني بدأت تترنح وإن تكن ما تزال قائمة حتى الآن، متوقعة ان ينتقل حزب الله بعد أيلول من مرحلة التصدي للقرار الظني الى مرحلة مواجهة المحكمة الدولية باعتبارها تصب في خدمة المشروع الاميركي ـ الاسرائيلي.
على خط آخر، ترأس الحريري أمس اجتماعا لكتلة «المستقبل» النيابية في بيت الوسط، جرى خلاله التداول في الأوضاع العامة والتطورات السياسية الراهنة.
وقال النائب عمار حوري لـ«السفير» إن الرئيس الحريري أعاد تأكيد الثوابت التي أعلن عنها خلال اجتماع الكتلة برئاسته قبل يومين وخلال الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء، والتي وضعنا الرئيس الحريري في أجواء نقاشاتها، كما تناول البحث موضوع الموازنة.
وأكد حوري أن تيار المستقبل ملتزم بالتهدئة «ولكن مع احتفاظه بحق الرد كلما تعرضنا لهجوم سياسي من الفريق الآخر»، معتبرا ان التهدئة لا تعني الشلل في النقاش السياسي، «لا سيما أن ما حصل في المطار هو كبير وخطير ولا يمكن التعاطي معه على قاعدة عفا الله عما مضى».
ونفى حوري أن يكون الحريري قد طلب منه تخفيض النبرة، بعد اتهامه باستخدام لغة مذهبية في الخطاب السياسي، مؤكدا ان رئيس الحكومة لم يوجه اليه وإلى النائب محمد كبارة أي ملاحظة حول كلامهما في الايام الاخيرة، ولافتا الانتباه الى انه وزميله كبارة لم يعتمدا التحريض المذهبي، بل نبها حزب الله الى أن من شأن تصرفاته ان تنتج احتقانا مذهبيا.
الى ذلك، زار وفد من «حزب الله»، الــسفارة السعودية أمس حيث التقى السفير علي عواض عسيري لمدة نصف ساعة.
وأبلغ عسيري الوفد أن أبواب السفارة مفتوحة أمام جميع الإخوة اللبنانيين، مؤكدا «أن المحكمة الدولية شأن لبناني داخلي»، معتبرا ان على جميع الأفرقاء اللبنانيين «أن يدرسوا هذا الوضع المهم في حوار بنّاء من شأنه أن يوفر أهمية التعاون لمواجهة إفرازات أي قرار ظني قد يصدر عن المحكمة. وهناك ضرورة إلى أن تنتج من الحوار والتفاهم بين الإخوة اللبنانيين خطة لبنانية للتعامل مع إفرازات القرار الظني، بما يحفظ الاستقرار في لبنان».
وقالت أوساط قيادية في الحزب لـ«السفير» إن الوفد لم يزر السفــارة السعودية موفدا من السيد نصر الله، خلافا لما تردد، ولم يحمل أي رسالة سياسية محددة من قيادة حزب الله، مشيرة إلى أن زيارة الوفد تندرج في إطار لقاءات رتيبة تعقد بين الحزب والسفير السعودي، ولكن تزامن هذه الزيارة مع التطورات المتسارعة على الساحة اللبنانية هو الذي منحها أبعادا سياسية تتجاوز محتواها الحقيقي.
شام نيوز - السفير