جهود دولية حثيثة لاستئناف المفاوضات وتجاوز التوجه الفلسطيني الى الامم المتحدة

في مسعى اخير لتجنب التوجه الفلسطيني الى الامم المتحدة في نيويورك بعد اسبوعين تنخرط الولايات المتحدة الامريكية واللجنة الرباعية الدولية والاتحاد الاوروبي في جهود حثيثة لاستكشاف فرص استئناف المفاوضات.
فقد تلقى الرئيس محمود عباس، مساء اليوم الاثنين، اتصالا هاتفيا من وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، جرى خلاله بحث آخر التطورات في المنطقة.
وقالت مصادر في اللجنة الرباعية ان مبعوث اللجنة توني بلير سيجري محادثات غدا الثلاثاء ويوم الاربعاء مع القيادة الفلسطينية والحكومة الاسرائيلية لبحث امكانية التوصل الى بيان تصدره اللجنة الرباعية لاستئناف المفاوضات بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي.
وكان رئيس الوزراء البلجيكي اجرى محادثات اليوم الاثنين مع مسؤولين اسرائيليين وفلسطينيين بحثت فرص استئناف المفاوضات دون ان تظهر في الافق اي اشارات على تقارب يتيح اعادة اطلاق المفاوضات.
واعلنت مصادر اسرائيلية ان مسؤول الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي الأمريكي دنيس روس برفقة المبعوث ديفيد هيل سيصلان الى المنطقة يوم الثلاثاء وقالت الاذاعة الاسرائيلية"سيجري المبعوثان الأمريكيان محادثات مع كبار المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين لعرض صيغة تتيح استئناف المفاوضات المباشرة بدلاً من التوجه إلى الأمم المتحدة"واضافت"من المتوقع أن يستند المبعوثان الأمريكيان إلى المباديء التي طرحها الرئيس الأمريكي باراك أوباما خلال خطابه وفي مقدمتها التوصل إلى تسوية على أساس خطوط 67 مع بعض التعديلات الميدانية والاعتراف بكون إسرائيل دولة يهودية".
واستبعدت مصادر فلسطينية مطلعة نجاح المبعوثين الدوليين في التوصل الى اتفاق يسمح باستئناف المفاوضات وقالت" على مدى شهور عديدة اخفقت جميع المساعي الدولية في اقناع الحكومة الاسرائيلية بوقف الاستيطان وقبول حدود 1967 كحدود لتطبيق حل الدولتين ولا نرى على الاطلاق ما يجعل التوصل الى هكذا صيغة ممكنا الان".
وفي لقاء مع مثقفين اسرائيلين اكد الرئيس محمود عباس على أن "المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض الحكومة الإسرائيلية وقف الاستيطان والالتزام بمرجعية واضحة ومحددة لعملية السلام تستند إلى قرارات الشرعية الدولية كما أن الجانب الإسرائيلي لم يقدم أي شيء من خلال المفاوضات"واضاف" القيادة الفلسطينية مستعدة للعودة إلى المفاوضات على أساس حدود عام 1967 ووقف الاستيطان مهما كانت النتيجة التي سيحصل عليها الجانب الفلسطيني في الأمم المتحدة".
وشدد الرئيس على ان "الجانب الفلسطيني لا يريد نزع الشرعية عن أحد، وإنما يريد إضفاء الشرعية على الوجود الفلسطيني من خلال الحصول على الاستقلال، وأن يكون لنا دولة كباقي دول العالم"وقال"'سنذهب للأمم المتحدة لأننا نريد حق تقرير المصير لشعبنا كباقي شعوب العالم، التي تنعم بالحرية والاستقلال فلم يبق غير شعبنا تحت الاحتلال".
وبدوره فقد سعى رئيس الوزراء الاسرائيلي لتوجيه اللوم الى الجانب الفلسطيني بتجديده دعوة الرئيس محمود عباس الى مفاوضات مباشرة في القدس او رام الله.
وقال نتنياهو، وفقا لبيان اصدر مكتبه بعد اجتماعه مع رئيس الوزراء البلجيكي ايف ليتيرم ووصلت نسخة منه ل" ادعو الرئيس الفلسطيني، السيد محمود عباس، الى البدء فوراً بمفاوضات مباشرة "وأضاف "يستطيع الرئيس الفلسطيني أن يأتي الى القدس وأنا أستطيع أن أسافر الى رام الله أو سنسافر معاً الى بروكسل".
واشار الى ان نتنياهو" يعلق أهمية عليا منذ توليه منصبه على إجراء مفاوضات مباشرة مع الفلسطينيين ولأسفه الشديد اختارت القيادة الفلسطينية الامتناع عن الحوار المباشر وفضّلت عليه التوجه الى الأمم المتحدة – وهذا الحراك يؤدي الى طريق مسدود".
شام نيوز - صحف