جوليان أسانج .. من هو هذا الرجل؟
مع المزيد من الوثائق المسربة التي تنشرها الصحف نقلا عن موقع "ويكيليكس،" تتناقل وسائل الإعلام بشغف وحماسة أخبارا حول جوليان أسانج مؤسس الموقع الذي أثار حنق الملوك والرؤساء حول العالم بوثائقه السرية، وأحرج الدبلوماسية الدولية، لكن من هو هذا الرجل؟
ولد أسانج ابن التسعة والثلاثين عاما في بلدة تاونسفيل، في كوينزلاند شمال أستراليا، لأبوين عملا في صناعة الترفيه، وبسبب أسلوب حياة والدته المضطربة، تقول تقارير إنه غادر منزله نحو خمس وثلاثين مرة قبل أن يبلغ عمره اربعة عشر عاما.
ولأسانج ابن انفصل عنه من منذ عام 2007، وهو مولع بالعلوم والرياضيات والكمبيوتر، وأدين بتهمة قرصنة الكمبيوتر في عام 1995، ويقال إنه كان يسمي نفسه "مينداكس،" عندما ارتكب تلك المخالفات، وفقا لموقع "رادارأونلاين."
واستمر ولع الرجل بأجهزة الكمبيوتر حتى أواخر عقد التسعينيات، حيث عمل على تطوير نظم التشفير، وفي عام 1999 سجل أسانغ موقعه الأول "ليكس دوت كوم،" وبقيت صفحاته غير مفعلة.
وفي عام 2006، أسس أسانج موقع "ويكيليكس،" والذي يزعم أنه "يهدف إلى نشر الأخبار والمعلومات المهمة إلى الجمهور" من خلال نشر وثائق سرية، لا سيما حول الحرب الأمريكية في أفغانستان والعراق.
ويقبل الموقع غير الهادف للربح "إخباريات من مصادر مختلفة،" وهناك لجنة مراجعة تستعرض ما يرد من وثائق وتقرر النشر من عدمه، ووفقا لما قاله أسانج لصحيفة "سيدني مورنينغ هيرالد،" فإن الموقع أصدر أكثر من مليون وثيقة سرية، وهو رقم أكثر بكثير مما نشرته الصحافة حول العالم.
ووفقا للرجل فإن ذلك شيء مخز، وهو أن يتمكن فريق من خمسة أشخاص من أن يكشف للعالم كل تلك المعلومات التي عجزت الصحافة العالمية عن كشف ربعها على مدار عشرات السنين.
وإذا ما رغب أي شخص في تسريب أي نوع من المعلومات، فما عليه سوى زيارة الموقع الإلكتروني Wikileaks.org، لتحميل هذه الوثائق، ولتصبح متاحة أمام العامة في غضون دقائق.
وقد أصبح الموقع الإلكتروني، أحد أهم المواقع التي يزورها أولئك الباحثون عن طرق جديدة لعرض المعلومات السرية أمام العامة، عوضا عن الأسلوب التقليدي.
وقد حظي الموقع باهتمام كبير في نيسان الماضي، بعد نشره تقريرا مصورا يظهر طائرة هليكوبتر أمريكية وهي تهاجم مجموعة من العراقيين المدنيين وتقتلهم، وكان من بينهم صحفيان يعملان في وكالة رويترز للأنباء.
جرأة أسانج هذه جلبت له المتاعب، إذ أدرجته الشرطة الدولية "الإنتربول" على لائحة أكثر المطلوبين لدى منظمة الشرطة الدولية، بناء على طلب من محكمة سويدية تنظر في جرائم جنسية مزعومة.
وكانت محكمة ستوكهولم الجنائية قد أصدرت قبيل أسبوعين مذكرة اعتقال دولية بـ"سبب محتمل" بدعوى أنه مشتبه به في جرائم اغتصاب، وتحرش جنسي والاستخدام غير المشروع للقوة في وقائع حدثت في آب الماضي.
الا ان مارك ستيفنز احد محامي أسانج قال ان مذكرة التوقيف هذه قد ترتبط بالمعلومات التي كشفها موقع ويكيليكس وبرد الفعل "العدائي" من جانب الولايات المتحدة التي ازعجها للغاية نشر 250 الف وثيقة دبلوماسية بدأ موقع ويكيليكس ببثها الاحد.. وقد ورفض ستيفنز الافصاح عن مكان وجود موكله.
محاولة لملمة آثار التسريبات :
وقد تعرض موقع ويكيليكس لسلسلة مشاكل حيث اعلن موقع امازون التوقف عن استقباله، في وقت لا تزال المذكرات الدبلوماسية الاميركية التي ينشرها تدفع بواشنطن الى السعي للتهدئة بعد شعور شركاء لها بتعرضهم للخداع.
وكلف الرئيس الاميركي باراك اوباما من جانبه مسؤولا رفيعا في مكافحة الارهاب بمنع حصول تسريبات جديدة لوثائق سرية من جانب ادارته.
واشار البيت الابيض في بيان الى ان راسل ترافيرس المدير المساعد لخدمات تبادل المعلومات في المركز الوطني لمكافحة الارهاب "سيقود جهدا شاملا يرمي الى اعداد وتطبيق الاصلاحات البنوية التي برزت الحاجة البها في ضوء تسريبات ويكيليكس".
من جهة اخرى، سعت واشنطن الى طمأنة القادة الاجانب خلال قمة لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا تعقد حاليا في كازاخستان.
وابلغت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون محاوريها ان البرقيات المعنية "مصدرها مسؤولون صغار ولا تمثل بالضرورة وجهة نظر الولايات المتحدة".
وابدت خصوصا دعمها لرئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني الذي وصفته برقيات دبلوماسية بأنه "غير مسؤول ومعتد بنفسه وغير فاعل". وقالت "ليس لدينا صديق افضل منه".
واحدى المذكرات الدبلوماسية التي تم نشرها الاربعاء تخص باكستان.
وفي برقية مؤرحة العام 2009، تبدي السفيرة الاميركية لدى اسلام اباد قلقها من امكان وضع اسلاميين يدهم على الاسلحة النووية في باكستان، القوة النووية الوحيدة في العالم الاسلامي.
وكتبت السفيرة الاميركية في ذلك الوقت آن باترسون "ان مصدر قلقنا الرئيسي ليس قيام مسلح اسلامي بسرقة سلاح نووي باكمله، بل امكان ان يقوم شخص يعمل في المرافق الباكستانية الحكومية بتهريب مواد نووية تدريجا تكفي لصنع سلاح نووي".
وردت اسلام اباد معتبرة ان هذه المخاوف "غير مبررة".
وصرح ناطق باسم الخارجية الباكستانية ان "مخاوفهم غير مبررة على الاطلاق... لم يسجل حادث واحد يتعلق بمواد انشطارية ما يدل بشكل واضح على مدى قوة سيطرتنا".
كما صدر موقف من رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين الذي انتقد في مقابلة مع شبكة سي.ان.ان النظام الانتخابي الاميركي ردا على برقية كشفها موقع ويكيليس اوردت ان وزير الدفاع روبرت غيتس اعتبر ان الديموقراطية الروسية "قد زالت".
وقال الرئيس الروسي السابق ان الفائز في انتخابات رئاسية اجريت مرتين في الولايات المتحدة، لم يكن المرشح الذي حصل على اكبر عدد من الاصوات، بل الذي حصل على اكبر عدد من اصوات الهيئة الناخبة، مشيرا بذلك الى انتخابات 2000 التي قررت نتيجتها في النهاية المحكمة العليا وفاز بها جورج بوش.
وقال اوليفيه تيسكيه الصحافي في موقع "اوني" القريب من ويكيليكس ان الوثائق الدبلوماسية التي سيتم كشفها في الايام المقبلة ستشمل روسيا اضافة الى المصارف "وخصوصا بنك اوف اميركا".