حبل الكذب الطويل!!

 شام نيوز- خاص

 

ركزت اهتمامي في الأيام الأخيرة لمتابعة سيل الأكاذيب الذي يملأ الفضاء التلفزيوني العربي، والغريب أن الأكاذيب التي تطلقها هذه المحطة الفضائية أو تلك تتحول إلى حقيقة بقدرة قادر تتداولها القنوات الأخرى دون تمحيص أو تحر للدقة.

* قالت محطة العربية في نشرة الساعة الواحدة فجر الأربعاء الماضي إن القوات الأمنية السورية اقتحمت المسجد العمري في درعا، ولكن الاشتباكات وإطلاق النار تأخر نحو ربع ساعة أو نصف ساعة عن خبر "العربية" وبذلك تكون العربية أول محطة في العالم تسبق الحدث قبل وقوعه بنصف ساعة!!

 

*قالت محطة "الحرة" إن المتظاهرين في حمص كانوا يهتفون بسقوط النظام.. بينما عرضت لقطة قالت إنها التقطت عبر هاتف جوال يهتف فيها المشاركون بسقوط المحافظ؟؟!!

 

*عرَّفت محطة "الحوار" شخصاً يتكلم اللهجة الخليجية على أنه مختار درعا محمد المحاميد، وتبنى هذا المختار المزعوم خطاباً طائفياً غريباً عن شعبنا ولغة إقصائية لا تفهمها آذاننا. فماهذا المختار العجيب الذي لايتقن اللهجة الحورانية.

 

*تلقت قناة فرانس 24 اتصالاً من شخص يدعي أنه شاهد عيان من درعا وبدأ بتوجيه استغاثات بسبب وقوع مذبحة فعندما سألته المذيعة عن اسم المحافظ والمسؤول الأمني اللذين ذكرهما تلعثم وقال إن الأسماء كثيرة ولا أحفظها.. والسؤال هل هناك مواطن مثقف في درعا يجيد استعمال الهاتف الخليوي لا يعرف اسم المحافظ أو المسؤول الأمني؟!!!

 

*تحدث شخص وصف نفسه بشاهد العيان في محطة الجزيرة عن وجود أشخاص يتكلمون الايرانية بين القوات التي تقمع المتظاهرين، ولم يعترض لا المذيع ولا الضيف على هذه الكذبة الكبيرة التي لا يمكن لعاقل أن يصدقها.

 

*وتحدث أشخاص آخرون إلى جميع المحطات التي ذكرناها سابقاً بأن عناصر من حزب الله تشارك في ما أسموها "عمليات القتل"، متناسين أن الذين يشاهدون هذه القنوات هم أشخاص واعون ويستطيعون أن يميزوا الماء من اللبن.

 

*ذكرت محطة الأورينت في شريطها الاخباري صباح امس أن محافظة إدلب خرجت عن بكرة أبيها في مظاهرات عارمة.. ولم نر في المحطات الأخرى أو من شهود العيان أي خبر يتعلق بإدلب.

 

*ذكر شاهد عيان يتحدث لهجة غريبة لمحطة الحرة أن مظاهرات عارمة انطلقت في القامشلي وان هناك عدد غير محدد من القتلى.. وقد كررت المحطة المذكورة الخبر دون تبصر إلى أن مضى الوقت ولم يرد أي خبر من مصدر آخر بأن القامشلي كانت تعيش يومها بشكل اعتيادي.

 

*بثت بعض المحطات صور مسيرات تأييد للسيد الرئيس بشار الأسد على أنها مسيرات معارضة؟!

 

*تناقلت عدة محطات كذبة كبيرة أطلقها نائب سابق بأن سيارات من حزب الله عبرت الحدود باتجاه دمشق، وكأن الأمر حقيقة لا يأتيها الباطل من أمامها أو خلفها، وبدأ بعدها سيل الأكاذيب التي استندت على هذه الكذبة الكبرى.

 

*قال شخص وصف نفسه بشاهد عيان أن مذبحة ترتكب في مدينة اللاذقية وانه يطالب بتدخل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز؟!!

كنت أظن ان حبل الكذب قصير ولكنه هذه الأيام يبدو طويلاً طويلاً طويل.