حبيب بيه.. أنا خايف

 

لا أوجه كلامي لأحد، غير وزير الداخلية حبيب العادلي.. لأن مجزرة كنيسة القديسين فوق الاحتمال.. فالوزير قد وجّه بياناً نارياً لمشجعي الأهلي والزمالك، يحذرهم بعدم الخروج على الشرعية.. ولم يصدر بياناً مماثلاً يحذر فيه من وقوع أحداث بمناسبة أعياد الميلاد.. فعلى ما يبدو أننا سنكون على موعد مع ليالى الكريسماس.. وعلى ما يبدو أننا سنكون على موعد مع الدماء في ليالى عيد الميلاد!

- حبيب بيه: مش المفترض أننا كنا في حالة استنفار أمني.. والمفترض أننا كنا نتحسب لأي احتمالات.. ثم بعد ذلك نتحجج بتنظيم القاعدة.. أو الجن الأزرق؟!

- احنا فعلاً في حالة استنفار أمني.. لكن هذه الحوادث بتحصل في كل مكان بالعالم.. شرقاً وغرباً.. ونحن الآن بصدد تنفيذ تكليفات الرئيس لضبط الجناة!

- معالي الوزير: أنا خايف بجد.. لحظة التهنئة أصبحت هي لحظة العزاء.. هل الأصل أن يحبط الأمن محاولة تفجير، أم أن يطارد ويلاحق الجناة بعد الحادث؟.. أين كان الأمن؟!

- الحقيقة دور الأمن «سابق ولاحق».. والإرهاب دولي.. وسبق أن دعونا لمؤتمر دولي لمواجهة الإرهاب.. ولم يستمع إلينا أحد!

- يا فندم سبق وقلت: إحنا ما عندناش تنظيم قاعدة فى مصر.. ما تفسيرك لهذا الحادث؟!

- اللي حصل ده عمل جبان.. لا يقوم به مصري.. لا تخطيطاً ولا تنفيذاً.. للأسف شكله عمل قاعدة!

- علشان كده معالي الوزير.. أنا خايف.. ومرعوب.. على مصر طبعاً!

- مصر آمنة.. ده عمل خسيس ودنيء.. ونتصدى له بكل حزم.. وسنضربه بيد من حديد!

- الدنيا كلها كانت تتحدث عن أجواء إرهابية.. وكانت هناك تحذيرات من احتمالات وقوع أحداث.. فأين كنتم بصراحة من هذه التهديدات؟!

- شوف.. ما أقدرش أحط على كل واحد عسكري.. وبعدين طاقم الحراسة في الكنيسة كان موجودا بكامله.. وبعضهم أصيب.. كما تعلم!

- يا فندم باتكلم عن المعلومات.. عن التحريات.. عن أمن الدولة.. عن إحباط العملية قبل وقوعها!

- التحقيقات جارية على أعلى مستوى.. والسيد الرئيس يتابع أولاً بأول!

- إيه الفرق بين حادث كنيسة القديسين، وحادث الأقصر عام ١٩٩٧؟!

- تقصد إيه يعني؟!

- أقصد يا فندم.. ده عمل أجنبى مثلاً.. وده عمل أجنبي أيضاً.. الأول سيادتك توليت فيه الوزارة!

- تقصد تتكلم عن المسؤولية السياسية.. الوزير مش مغسل وضامن جنة.. إحنا بنشتغل ٢٤ساعة!

- دخول القاعدة ثم التخطيط ثم التنفيذ.. ثم وقوع مجزرة برضه في عيد الميلاد.. مسؤولية مين؟!

- فيه تحقيقات.. وأعتقد أن النائب العام انتقل بنفسه لموقع الحادث.. وسنحاكم المتسبب والمقصر على السواء.. لا فرق!

- هل فوجئت بالحادث سيادة الوزير؟!

- طبعاً فوجئت.. وصُدمت.. ولم أنم ليلة الحادث.. حاجة تعكنن!

- هل كنت تنوى قضاء راس السنة.. هنا أو هناك؟!

- لا هنا ولا هناك.. وزير الداخلية لا يعرف الأعياد.. ولا يعرف أن يعيش كمواطن!

- أين كنت ساعة الحادث.. أقصد ساعة الصفر؟!

- كنت في مكتبي.. بعدها كانت لي اتصالات لا تنتهى مع مدير الأمن!

- لماذا لم تنتقل إلى مكان الحادث المأساوي؟!

- الإجراءات الأمنية تمنع.. تحركات وزير الداخلية لها حسابات أخرى!

- سؤال أخير: عفواً، رب ضارة نافعة.. هل الحادث مفيد في تمديد الطوارئ.. في دولة الطوارئ؟!

- طوارئ إيه، وبتاع إيه.. سؤال غريب ما جاوبش علييييييه!

 

محمد أمين - المصري اليوم