حتى لا يخيب أمل الناخبين البحرينيين في (المستقلين)!

هل (المستقلون) في مجلس النواب الجديد يشكلون حالياٌّ (كتلة)، أم أنهم مجرد (نواب مستقلين) منفردين؟!..
إذا كانوا (كتلة) نرجو ألا تصيبهم (إنفلونزا الطيور) التي أصابت النواب في البرلمان العراقي، حيث أمضوا حتى الآن ثمانية شهور لم يستطيعوا خلالها تشكيل حكومة جديدة في العراق..
وكذلك بالنسبة إلى كتلة المستقلين في مجلس النواب البحريني، فهم حتى الآن يتنافسون على (رئاسة) الكتلة ومنصب نائب الرئيس!
وعلى الرغم من أنهم يشكلون ثاني أكبر كتلة في المجلس(بعد كتلة الوفاق)، فإن حداثة معظمهم في العمل النيابي جعلت كتلة صغيرة جداٌّ مثل (الأصالة) تنتزع منهم منصب النائب الثاني لرئيس مجلس النواب، فيما أخذت (الوفاق) منصب النائب الأول!
طبعاً لم تتشكل هذه المناصب بشكل رسمي بعد، ولكن هذا ما تتداوله الصحافة حالياٌّ كل يوم، ويبدو أن جميع الكتل النيابية لديها برنامجها السياسي الخاص بها، فالوفاق تعرف ماذا تريد، وكذلك (الأصالة) و(المنبر الإسلامي)، بينما (كتلة) المستقلين لا تعرف حتى الآن ماذا تريد!.. فهي مشغولة بمنافساتها الداخلية حول (المناصب)! وبعضهم مشغول بانتزاع نفوذ سياسي شخصي تغلب عليه (المظهرية) والمبالغة في عروض (الشو) بين الناخبين!
إذا أراد (المستقلون) أن يشكلوا (كتلة) حقيقية، فعليهم أن يترفعوا عن الجانب الشخصي وأن يكون لهم الحق في الفوز بمنصب (النائب الثاني) لرئيس مجلس النواب تماماً مثل حق (الوفاق) في منصب النائب الأول.. أما إذا لم يعرفوا كيف يتعاملون فيما بينهم ككتلة متجانسة فعليهم الاكتفاء بدورهم كأعضاء (أفراد) مستقلين في المجلس الجديد.
(المستقلون) هم إرادة الشعب في التغيير هذه المرة.. على الأقل في مدينة المحرق وضواحيها وقراها.. وإذا لم يجسدوا هذه الإرادة في عملهم أثناء الدورة التشريعية القادمة، وفي الحفاظ على (الحريات المدنية والحقوق الشخصية) للمواطنين، والتعاون مع (الحكومة) في البرامج الاقتصادية والاستثمارية والتنموية.. اذا لم يجسدوا هذه الإرادة في التغيير فسوف يخيب أمل الناس حتى في المستقلين.. وحينها علينا أن نزور العراق لانتزاع (مصل) ضد الإحباط!
عبد المنعم ابراهيم - أخبار الخليج "البحرينية"