حتى يمكن لاسرائيل انهاء عزلتها !!

الدعوة التي وجهها وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا، في تصريحات نادرة لاتخاذ خطوات لانهاء عزلتها وتحسين علاقاتها مع كل من مصر والاردن وتركيا والتوقف عن محاولاتها اضعاف السلطة الوطنية الفلسطينية ودفع جهود السلام قدما، هذه التصريحات على اهميتها ودلالاتها المتعددة تثير عددا من التساؤلات سواء حول كيفية انهاء هذه العزلة التي تعود الى ممارسات ومواقف اسرائيل المتشددة او حول الرؤية الاميركية للخطوات التي يتوجب على اسرائيل اتخاذها حتى يمكن دفع عملية السلام قدما وحتـى يمكن وقف الحملات الاسرائيلية التي تستهدف السلطة الوطنية الفلسطينية.
ومن الواضح ان عزلة اسرائيل التي باتت تقلق على ما يبدو الادارة الاميركية، وتردي علاقاتها مع كل من مصر وتركيا والاردن والسلطة الوطنية وغيرها من الدول العربية انما تكمن في النهج السياسي الذي تقوده الحكومة اليمينية الاسرائيلية المتشددة وفي ممارساتها على الارض التي اقل ما يقال فيها أنها مرفوضة من الدول العربية والاسلامية وكل المؤمنين بالحرية والعدالة والسلام.
ان ما تمارسه اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني وانتهاكاتها المتواصلة بشأن الاماكن المقدسة وتدخلها السافر في الشأن الداخلي لاكثر من دولة عربية وسدها الطريق امام جهود السلام تشكل العامل المشترك للاستياء العربي-الاسلامي والدولي المتزايد ازاء اسرائيل ولعل الهزيمة الدبلوماسية التي منيت بها في اليونسكو بقبول عضوية دولة فلسطين وكذلك الاستقبال الحافل والتصفيق الحاد والمتكرر الذي قوبل به الخطاب التاريخي للرئيس محمود عباس امام الجمعية العامة للامم المتحدة يشكلان مؤشرين هامين على عزلة اسرائيل ليس فقط فيما يتعلق بعلاقاتها مع دول الجوار بل في علاقاتها مع الكثير من دول العالم.
واضافة لكل هذه العوامل فان العدوان السافر الذي تعرض له أسطول الحرية بما في ذلك السفينة التركية مرمرة وسقوط شهداء أتراك من نشطاء السلام العزل الذين كان همهم الرئيسي ايصال مساعدات رمزية لقطاع غزة المحاصر، سقوطهم بنيران اسرائيلية ورفض اسرائيل الاعتذار عن ذلك واصرارها على مواصلة فرض الحصار الجائر على قطاع غزة يشكل سببا رئيسيا لتدهور علاقاتها مع تركيا فيما شكلت ممارساتها ضد الشعب الفلسطيني وانتهاكاتها الفظة فيما يتعلق بالاماكن المقدسة سببا رئيسيا لتدهور علاقاتها مع الاردن والقاهرة عدا عن تدخلها السافر في الشأن المصري منذ بدايات الثورة وحتى اليوم.
ويدرك العالم أجمع أسباب توقف المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية وتدهور العلاقات وفي مقدمة هذه الاسباب اصرار اسرائيل على مواصلة الاستيطان وتوسيعه واستمرار تبنيها مواقف سياسية متشددة تحول دون احراز اي تقدم في عملية السلام عدا عن تحريضها السافر ضد الشعب الفلسطيني وقيادته وسلطته الوطنية.
ولذلك نقول ان انهاء عزلة اسرائيل عربيا ودوليا يتطلب قيامها بسلسلة من الخطوات واعادة النظر في مواقفها المتشددة وفي مقدمة ذلك وقف الاستيطان واحترام الشرعية الدولية ووقف انتهاكاتها الخاصة بالاماكن المقدسة ومحاولاتها تهويد القدس ووقف ممارساتها ضد الشعب الفلسطيني ورفع حصارها الجائر عن قطاع غزة وكف يدها عن الشأن العربي والفلسطيني الداخلي وغير ذلك من الخطوات ، اضافة الى الاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني والاستعداد لانهاء احتلالها غير المشروع والتقدم نحو السلام على هذا الاساس.
بذلك فقط يمكن لاسرائيل ان تنهي عزلتها وتثبت للعالم اجمع رغبتها في تقدم عملية السلام. ومما لا شك فيه ان المجتمع الدولي وخاصة الولايات المتحدة الاميركية التي تطالب اسرائيل بالتحرك لانهاء هذه العزلة، مطلوب منهما تحديد الخطوات اللازمة فعلا من اسرائيل سواء على صعيد مواقفها أو ممارساتها حتى يمكن ان تنهي عزلتها وحتى يمكن فعلا التقدم نحو السلام.