حدائق باردة... زهورها سكاكين.. وتربتها أرز... في دمشق

صور اصطفت على الحائط... لا تحمل معنىً يشير على أي شيء... يخرج رابي من بين الجمهور حاملا معه مقصه.. يزغرد بصوت نسائي... ويرقص كالنساء.. يتناول شعرا نسائي من الأرض.. ويبدأ بقصه فوق سكاكين الحديقة...
حدائق باردة معرض لرابي جرجس خلط فيه بين التصوير الفوتوغرافي والعرض البصري والتشكيل الفراغي... ليوصل عبر عرضه ومستعيناً بلوحاته.. فكرة عن المجتمع السوري ووضع المرأة في عالم تسيطر عليه الذكورة...
يقول رابي جرجس لـ"شام نيوز" أردت في المعرض إظهار تناقضات متنوعة لذا اعتمدت على اللونين الأبيض والأسود لأعبر بهما عن المرأة والرجل وطريقة التعامل معها.. لتدل السكاكين على الرجال في الحديقة التي رمزت للمجتمع الذي فرش بالأرز رمزاً لدفء الأنثى الأم والزوجة والحبيبة.
استعاض رابي الألماني من اصل سوري عن زهور الحديقة بالسكاكين... التي زرعت في أرض من الأرز.. ليعبر عن المرأة في المجتمع .. لينتقل بعدها إلى رقصةٍ غلب عليها اللون الأسود الذي تساقط عليه وهو يدور في حركة تشبه حركة المجتمع فمحى كلام الحب الذي كتب على التنورة التي يرتديها.. مشيراً إلى طريقةٍ تعامل الرجل مع المرأة بطريقة تمحي كل الحب الذي يحمله بداخله لها محى كلام الحب...
وعبر بياض وسواد.. ومجموعة من التناقضات تواجدت بشكل مقتضب... استطاعت أعمال رابي إيصال فكرة أعمق مما قد تعبر عنه كتب ومجلدات.. ليثبت قدرته على الدخول إلى ثنايا المجتمع السوري الذي لم يعشه لكنه كان مراقبا له بشكل دقيق...
يعبر رابي عن فرحته بالجمهور السوري الذي بدا متفاعلاً مع العرض والفكرة وهو ما فاجأه كثيراً.. حيث أنه كان يتوقع ردة فعل سلبية اتجاه العمل.. لكنه لمس العكس..
حدائق رابي الباردة.. ستتحول إلى ساخنة.. مع انتقال معرضه إلى حلب.. حيث سيعكس الفكرة ليوضح دور المرأة في مجتمع أبطاله رجال... ويؤكد على أهمية التمازج بين الدورين ليصبح المجتمع اقدر على الاستمرار والتطور....
راما الجرمقاني- شام نيوز