حريق هائل في حلب

غطت سحب كثيفة من الدخان الأسود سماء حلب إثر اندلاع حريق كبير عصر السبت 17-7-2010 في معمل ضخم لصناعة الخيوط القطنية والبوليتسر على طريق حلب – دمشق بالقرب من معمل أوبري للأدوية . وشارك في إخماد الحريق 30 سيارة إطفاء من فوجي إطفاء حلب وإدلب، كما ساهم أهالي المنطقة وعناصر الدفاع المدني وصهاريج المياه الخاصة بالإطفاء، إضافة إلى مشاركة رجال إطفاء متقاعدين من فوج إطفاء حلب للاستفادة من خبرتهم بالتعامل مع هكذا نوع من الحرائق الكبيرة.
وقال المقدم "عبد الرحمن الشيخ " قائد فوج إطفاء حلب "قرابة الساعة الثالثة والنصف أعلمنا بنشوب الحريق في معمل النحاس لصناعة الخيوط واتجهنا مباشرة نحو المكان، حيث تبين أن حجمه كبير جداً فاستنفرنا كافة عناصرنا وأرسلنا بطلب النجدة من قادة الأفواج المباشرة نظراً لاتساع مساحة الحريق وخشيتنا من امتداده الى المنشآت المجاورة".
ورغم التدخل الفوري لعناصر فوج إطفاء حلب إلا أن الحريق امتد على مساحات واسعة بفعل الحرارة الشديدة والهواء وكادت النيران تلتهم أحد المعامل المجاورة بعد وصول النيران إليها، لكن تدخل عناصر فوج إطفاء حلب بتطويق مكان الحريق بالمياه بالتعاون مع فوج إطفاء إدلب حال دون ذلك.
وقال أحد شهود العيان المتواجدين في المنطقة "رأيت سحب الدخان تتصاعد من فوق المعمل عند الثالثة ظهراً، وبعد عشر دقائق فقط غطت النيران كل منطقة المعمل ..لقد كان مشهداً مروعاً ..لأول مرة في حياتي أشاهد حريقاً بهذا الحجم الكبير".
وبين قائد الفوج بأن: "حلب لم تشهد بضخامة هذا الحريق منذ مايزيد عن عشر سنوات"، منوهاً إلى أن "الدول المتقدمة في مكافحة الحرائق تقف عاجزة أمام هذا الحريق الهائل !".
وكان في مكان الحريق صاحب المعمل "النحاس" الذي خرج بفانيلته البيضاء ووقف مدهوشاً أمام الحريق الذي يلتهم بضاعته.
وأسفر الحريق الذي استمر على مدى ثلاث ساعات متواصلة عن خسائر مادية كبيرة قدرت بمئات الملايين من الليرات نتيجة احتراق مستودعات القطن "المكشوفة" في المعمل والتي قدرت مساحتها بمئة ألف متر مربع وتحوي مئات الأطنان من مختلف أنواع الخيوط وأكداس القطن، بينما لم تسجل خسائر بشرية باستثناء حروق طفيفة في الأيدي والأرجل لعدد من عناصر الإطفاء.