حسابات "المستقبل" قائمة على سقوط النظام السوري.. فماذا لو صمد؟

 

في جلسة خاصة جمعت جمعت قيادياً في تيار "المستقبل" ونخبة من نواب تياره الازرق وعدداً محدوداً من الاصدقاء، جزم القيادي أمام محدّثيه أنّ ميزان القوى الداخلي آيل إلى التغيير القريب لمصلحة فريق الرابع عشر من آذار، مستندا إلى جملة مؤشرات داخلية وإلى وعود إقليمية ودولية وخليجية.

فالحكومة الميقاتية، بحسب وجهة نظر القيادي المستقبلي، تتخبط في ملفات داخلية واقتصادية غير قادرة على الخروج منها بسلام، كما أنّ الصراع على الحصص والمكاسب لم يعد خافياً على أحد، اضافة الى الوضع الاقتصادي والمعيشي المتردي الذي ينذر بانفجار وشيك لن ينتهي الا بدنو أجل الحكومة، ناهيك عن أنّ الوضع الامني قد يتطور سلبا في اكثر من منطقة، خصوصا أنّ الساعين لاشعال فتنة سنية – شيعية لن يتوقفوا عن مساعيهم إلا بعد إضعاف حزب الله وإعادته إلى حجمه الطبيعي من خلال إسقاط سلاحه سياسيا ومعنويا وتعريته أمام الرأي العام العربي الذي يسعى بدوره إلى مواجهة المد الفارسي (بحسب التعبير) من خلال ضرب أذرعته الممتدة من سوريا الى لبنان.

وردا على سؤال من احد النواب المشاركين في اللقاء حول مدى صحة هذه النظرية، أكد القيادي أنّه يستند إلى معلومات من خارج الحدود تفيد بأنّ الربيع العربي مستمر حتى تحقيق آخر اهدافه المرسومة، وأنّ سقوط النظام السوري بات محسوما بشكل نهائي، والمسألة لا تتعدى الوقت والتوقيت، لاسيما بعد أن غرق هذا النظام في دوامة العنف .

أكثر من ذلك، يرى القيادي المستقبلي نفسه أنّ الدور القطري المحوري يستند الى دعم وتوجيهات دولية واميركية، وهو لا يستهان به ولا يجب القفز فوقه، لاسيما أنّ العمليات تدار من قاعدة "السيلية" في إشارة إلى إصرار الغرب عموما وواشنطن خصوصا على حماية الربيع العربي ونتائجه المفترضة.

ويكشف في هذا السياق أنّ هناك توافقا مستجدا بين اميركا وقيادة الاخوان المسلمين انطلاقا من تركيا مرورا بمصر وتونس يقضي باعتراف الادارة الاميركية بنتائج الانتخابات في مصر مقابل تعهد واضح لا يقبل الشك من قبل الاسلاميين بضمان الامن الاسرائيلي من خلال الاستمرار في العمل باتفاقية "كامب دايفيد" شكلا ومضمونا، والسعي إلى تطويرها لتتماشى مع المستجدات والتحولات التي طرأت على العالمين العربي والاسلامي، وهي تحولات جذرية فرضت سقوط أنظمة وقيام كيانات مذهبية وطائفية مكانها.

غير أنّ هذا الكلام او التحليل إذا ما صحّ التعبير لم يقنع النائب الموصوف بأحد صقور التيار الازرق الذي استفاض بطرح الاسئلة الافتراضية على غرار: ماذا لو كانت المعلومات والوعود مضللة؟ وماذا لو لم يسقط النظام السوري الذي استعاد المبادرة بعد وصول السفن الحربية الروسية الى سوريا، فانتقل من مرحلة الدفاع المستميت والاهتراء القاتل (بحسب تعبير النائب) إلى لملمة الصفوف وتبديل استراتيجيته ؟

أما الجواب فجاءه الرد من القيادي "ولا يهمك ساعتها لكل حادث حديث ".