حسون: سورية مستهدفة للنيل من مواقفها

أكد الشيخ أحمد بدر الدين حسون مفتي الجمهورية أن التحريض ضد سورية مستمر بهدف النيل من مواقفها ونصرتها للمقاومة مستغربا تحريض البعض عليها في الوقت الذي يصمت فيه عن الإساءة للمقدسات والمعتقدات واعتداءات الاحتلال المستمرة على الشعب الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة.
وقال حسون في حديث متلفز أمس إن خطوات الإصلاح التي اتخذتها القيادة في سورية هي مفتاح خير للشعب والسيد الرئيس بشار الأسد وضع يده في يد شعبه لينطلق في بناء جديد لسورية بحيث تكون أقوى صمودا وعطاء وموقفا مشيرا إلى أن الشعب السوري يسير خلف قيادة الرئيس الأسد لأن الشعب الذي يحترم قائده عقيدته ويحترم وطنيته هو شعب لا يذل وقائده لا يبتعد عن الحقيقة.
وأكد حسون أن العديد من القنوات الفضائية لا تريد لسورية أن تتطور أو تتقدم أو أن يتلاقى الشعب مع القائد في انطلاقة جديدة وتصحيح جديد وهي بدل أن تكون قنوات تدعو للخير وبناء الأمة تحرض على القتل والفتنة.
وقال حسون إن منبر الجمعة الذي أراده النبي محمد/ ص/ منبر إيمان وأمان ووحدة للأمة استغله البعض ليناجي الناس ويناديهم محرضا على القتل بين الأخ وأخيه ومحرضا الناس على الفتنة باسم الإسلام متهكما بمواقف علماء المسلمين ومشككا في دور هذه الأمة وهذا البلد الذي احتضن المقاومة والذي ما زال شعبه يدفع الضريبة الكبرى حتى اليوم مقاطعة في طيرانه وأجهزته الطبية.
وذكّر حسون هؤلاء المحرضين والمشككين أن علماء الشام علموا الآخرين وخرجوا أجيالا تنادي بالوحدة ورفعة البلاد والإسلام ولذا كان حرياً بهم أن يعلموا الناس أدب الحوار والكلمة على منابرهم بدلا من أن يتهموا علماء الشام.
وقال حسون إن بعض من تسلموا منابر الأمة وضعوا دماء المسلمين في أعناقهم وبدلاً من أن يكونوا وسطاء الرحمة والحكمة والخير ذهبوا لتدمير البلاد ولتسهيل احتلال أرضها وشعبها متسائلاً أين أنتم حينما تجتمعون في مؤتمراتكم لتخطبوا خطبا رنانة ثم ترون دماء المسلمين تزهق وأنتم على منابركم تحرضون ومن سمح لكم أن تقولوا للناس اقتلوا بعضكم وأنتم شهداء ومن وضعكم بوابين على أبواب الجنة تدخلوا ذلك في النار وهذا في الجنة مؤكدا أن كل دم يراق في سورية ومصر وتونس وليبيا واليمن هو في رقاب من يحرض ويشجع على القتل.
وقال حسون إن رسول الله/ ص/ قال وهو يطوف بالكعبة /ما أعظم حرمتك وما أعظمك عند الله ولكن المؤمن أعظم حرمة منك بدمه وماله وألا يظن به إلا الخير/ فكيف تظنون بنا السوء وكيف تظنون أننا لا نقيم إسلامنا في سورية والبعض منكم زار سورية وتكلم فيها ومع علمائها وبعض أبنائكم درسوا وتخرجوا منها فهل تريدون أن تحرقوا سورية وتستمعوا إلى الأكاذيب والقنوات التي تبث الفتنة وتتركوا الحقائق. وسأل حسون بعض العلماء هل تريدون أن تكونوا أبواق شر وسوء على المسلمين وهل يعجبكم أن يكون هناك قتلى في شوارعنا.
وقال حسون كم تمنيت اليوم من هؤلاء العلماء أن أسمع ردهم على شهداء غزة الذين قصفوا بالأمس في الطائرات وأن يقفوا موقفا موحدا يطلب من الدول التي ما زالت تقيم علاقات مع إسرائيل قطعها وكم تمنيت أن تثوروا على حرق القرآن الكريم الذي رأيتموه بعيونكم وصمتت قنواتكم عنه في أمريكا داعيا إياهم ليسألوا أبناء غزة المحاصرة عن دور سورية وما قدمته وفعلته لهم وكيف كانت حضنهم الدافئ لينطلقوا منها إلى فلسطين.
وقال حسون إن سورية أرض حمتها رعاية الله وحرستها ملائكة الرحمن وكم أربأ بكم يا أصحاب الفضيلة أن تكونوا عونا لدعاة الشر على بلد قال عنه رسول الله /ص /اللهم بارك لنا في شامنا.
بدوره قال المطران إيلاريون كبوجي مطران القدس في المنفى إن ما تتمتع به سورية من سمعة طيبة عربياً ومكانة مرموقة دولياً جعلها مرجعاً ثميناً مرموقاً يؤمها كبار المسؤولين في العالم.
وأشار المطران كبوجي في بيان تلقت وكالة سانا نسخة منه أمس إلى أن ما تتحلى به سورية من سمعة عطرة واحترام ومكانة عالية وتقدير لدى المحافل الدولية تستحقها جاء بفضل مواقفها الحكيمة ونشاطها البناء ومساعيها الخيرة.
وأضاف إن هذه الثروة الطائلة والكنز الثمين وتلك السمعة المشرقة المشرفة العطرة علينا ضميرياً الحفاظ عليها وتنميتها بجهدنا وتضامننا وليس تبذيرها بانقسامنا وتبديدها بالمظاهرات الصاخبة التي لا تنفع ولا تجدي لا بل تضر وتشوه صورتنا المضيئة مؤكداً أن نيل المطالب المحقة لا يكون بالشغب وإنما بالحوار الأخوي العائلي الذي يبني ولا يهدم ويقارب ولا يباعد.
وعبر المطران عن اعتزازه بسورية بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد بلدا صامداً وثمن تمسكها الحريص بالثوابت القومية ودفاعها الدائم رغم كل التضحيات عن القضية العربية الفلسطينية وعن كرامة الشعب الفلسطيني بقيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
ودعا المطران كبوجي السوريين ليكونوا صفاً واحداً متراصاً لتشكيل ترس واق وحصن منيع يحبط المؤامرة المحاكة المستوردة ضد البلد الغالي سورية.
وقال إن ذلك ضمان لوحدتنا الوطنية ولحمتنا العائلية لرغد عيشنا وتأميناً لاستمرارية عزتنا وكرامتنا وفلاحنا وتألقنا مضيفاً أسأل الله أن يكلأ بعينه الساهرة ويحمي سورية من كل مكروه وينصرها على المتآمرين عليها والمتربصين بها شراً مسدداً خطوات رئيسنا الحبيب بشار الأسد اسماً ومسمى مغمراً إياه بوابل نعمه وبركاته لما فيه عزة وكرامة وفلاح بلدنا الحبيب سورية وسعادة أبنائه الكرام.
من جهته قال المحلل السياسي رفعت السيد أحمد مدير مركز يافا في القاهرة إن الهدف الأول للأحداث التي تدور في سورية هو محاولة إصابة القلب النابض الذي يحتوي قوى المقاومة العربية ويغذيها ويحميها ويحفظها في الوقت الذي تخلى عنها الجميع.
وأضاف السيد أحمد في حديث له أمس إن الهدف الثاني هو محاولة إظهار ما سموه الفوضى البناءة في سورية مؤكدا أنهم لن ينجحوا في ذلك وإن الذي يقف خلف هذا السيناريو الفوضوي هو الولايات المتحدة الأمريكية ونحن الآن أمام ترجمة لهذا السيناريو الذي تظهر ملامحه في ليبيا وبعض البلدان العربية الأخرى.
ورأى السيد أحمد أنهم لا يريدون أن تكون العروبة جزءا من هوية سورية الحقيقية لافتا إلى أنه علينا أن نفهم أنه إذا حدث أي سوء للدور السوري الذي يحمي المقاومة العربية فعلى الأمة العربية أن تدافع عنه بكل قوة.