حصاد المياه في درعا

لاقت تقنيات حصاد المياه اهتماما واسعا في محافظة درعا نظرا لدورها في زيادة الكفاءة الإنتاجية الزراعية وتأمين الأعلاف العشبية الخضراء للثروة الحيوانية خلال الأوقات الحرجة من السنة واتساع رقعة لغطاء النباتي والحفاظ على خصوبة التربة وحمايتها من التصحر فضلا عن اهميتها في ترشيد استخدام المياه والاستفادة المثلى من مياه الأمطار فى عمليات الري المباشر او التخزين للاستعمالات المختلفة.
ويوضح المهندس خالد الخالد مدير فرع مشروع التنمية الزراعية في المحافظة ان العمل بتجارب تقنية حصاد المياه بدأ بمحافظة درعا عام 2008 بهدف إعاقة جريان المياه السطحية الناتجة عن الهطولات المطرية لتأمين المياه في المناطق الجافة وشبه الجافة والاستفادة منها في تامين الاحتياج المائى للمحاصيل الحقلية والأشجار المختلفة وتنمية واعادة تاهيل المراعى والغابات الطبيعية وتامين المياه للاحتياجات المنزلية وسقاية الحيوانات ومزارع الأسماك ومختلف أنواع الطيور والتقليل من ظاهرة التصحر وحفظ التربة وضبط الانجراف المائي وغسل التربة من الأملاح وزيادة رقعة الاراضى الزراعية تحسين مستوى المياه الجوفية.
وأضاف أن الفرع نفذ على مستوى المحافظة خلال العامين السابقين 10 تجارب لتقنية حصاد المياه في مناطق داعل ونمر والحارة وكفر شمس والمال موضحا أن التجارب المذكورة نفذت لحقول مشجرة وقسم منها لحقول مزروعة بالمحاصيل.
ولفت الخالد إلى أن أهم النماذج المستخدمة لتقنيات الحصاد المائي في المحافظة تتمثل بالاقواس الترابية والحجرية والمصاطب الكونتورية والسدات التخزينية والخزانات المكشوفة والمغلقة إضافة إلى نماذج السدات الترابية مع الحواف المتعامدة والاقواس الحجرية نصف الدائرية بقطر 3 أمتار والأقواس الترابية المدعمة بالحجارة والسدات الحجرية والجبلية والخزانات الترابية والسلاسل الحجرية والحواف المثلثية والدوائر الترابية المتسلسلة والمدرجات والمصاطب اليدوية والاودية والمسيلات الترابية مشيرا إلى ان طريقة اختيار النماذج تخضع إلى الميول الطبوغرافية الكبيرة والمتوسطة ونوعية التربة والمحاصيل الزراعية وتنظيم الجريان المائي.
وأضاف مدير التنمية الزراعية أن أهم المناطق الملائمة لتنفيذ تقنيات الحصاد المائي تتمثل فى المناطق الجافة وشبه الجافة وشبه الرطبة ومناطق الاحتياج المائي للمزروعات أكبر من المتاح نتيجة قلة الهطولات المطرية وسوء توزعه خلال اشهر الموسم وارتفاع معدل التبخر نتيجة الحرارة العالية إضافة إلى المناطق التى تعاني من خطر فيضان الاودية الموسمية والمناطق التى لا تتوفر فيها المياه اللازمة لشرب الحيوانات والاستخدامات المنزلية والمناطق التى تتراوح معدلات الامطار فيها بين 100 و350مم.
وقال المهندس محمد الشحادات رئيس دائرة الارشاد الزراعي بمديرية زراعة المحافظة أن اتباع تقنية حصاد المياه وتامين المياه للمحاصيل الحقلية والشجرية في المناطق ذات الترب الجافة يضمن الوصول إلى انتاجية زراعية جدية تبدا بمرحلة الازهار وصولا إلى جني المحصول موضحا أهمية الاستفادة من مياه الامطار في نمو النباتات والاعشاب المختلفة وخاصة البرية منها ما يؤمن مراعي طبيعية هامة للثروة الحيوانية فضلا عن دورها في حماية التربة والحفاظ على خصوبتها .
وأوضح المزارع فهد الجبارة احد مزارعي الزيتون في بلدة جباب شمال مدينة درعا الفوائد المتعددة لاتباع تقنية حصاد المياه في ري مزرعته البالغة مساحتها 8 دونمات حيث قام خلال الموسم الماضي باتباع هذه التقنية وباسلوب الاقواس الحجرية نصف الدائرية باعتبار ان المنطقة قليلة الامطار مشيرا إلى أن انتاجية الدونم ارتفعت بنسبة 75 بالمئة عن المواسم السابقة نتيجة ري الاشجار ورفع نسبة الرطوبة في التربة المزروعة فيها داعيا مزارعي المحافظة إلى اتباع هذه التقنية للاستفادة منها في ري الاشجار وزيادة انتاجيتها.
وبين مرعي المطرود أحد مربي الثروة الحيوانية في بادية المحافظة انه اتبع تقنية حصاد المياه خلال الموسم الماضي من خلال اعداد وتهيئة حفر مختلفة الحجم لتجميع مياه الامطار والاستفادة منها في ري اغنامه البالغ عددها 150 راسا موضحا ان هذه الطريقة وفرت عليه التكاليف المالية نتيجة استجرار المياه بالصهاريج الزراعية.
شام نيوز - سانا