حفلات فرقة الجاز السورية في أوروبا علقت النشاط الموسيقي المحلي

شام نيوز - خاص
ما إن حزم أعضاء أوركسترا الجاز السورية أمتعتهم وتوجهوا إلى مطار دمشق الدولي ليشاركوا في عدة حفلات بأوروبا.. حتى أعلن المسؤولون عن تنسيق النشاطات الموسيقية في سوريا تعليق معظمها حتى إشعار آخر....
توقف الحركة الفنية في هذه الفترة في سوريا عموماً ودمشق خصوصاً لا يعود فقط بسبب قدوم شهر رمضان المبارك.. وموجة الحر الشديدة التي تسيطر على سوريا... بل ان لسفر اوركسترا الجاز السورية إلى اوروبا الأثر الأكبر... طبعاً إنجازات الأوركسترا وتمثيلها سوريا في عدة مهرجانات عالمية هو امر أكثر من رائع... خاصة مع وضع اسم مهرجان الجاز في سوريا كشريك لأحد أهم مهرجانات الجاز الأوروبية مهرجان مورغنلاند.... لكن مع سفر الموسيقيين السوريين توقفت جميع النشاطات داخل سوريا...
السبب في ذلك لا يعود لأن الجمهور السوري لا يهتم إلا بالجاز... او أن الحفلات التي كانت تقدم لا تعنى سوى بهذا النوع الموسيقي.. بل السبب الرئيسي يرجع إلى أن جميع أعضاء أوركسترا الجاز هم أعضاء الفرق السورية الكثيرة التي تقدم مختلف الأنواع الموسيقية...
فحتى لو لم يسافر جميع أعضاء فرقة "حوار، أو تشيلي باند، أو فتت لعبت، أو توكسيدو... وغيرها من الأسماء إلا أن غياب أحد أعضائها يجعل تقديم حفلات خلال هذه الفترة الأمر المستحيل مما يعني أن السوريين محرومين من الفرق الشبابية السورية حتى إشعار آخر.
"هذه الحالة لا تعبر عن حالة صحية في الساحة الموسيقية السورية طبعاً"، إلا أن قلة الخبرات الموسيقية وانعدام التخصص بين الموسيقيين السوريين يجعل العازف يشارك مع أكثر من فرقة، تعزف أنواعاً مختلفة، وبعيدة عن بعضها في كثير من الأحيان، كما يرى أحد الموسيقيين الشباب.
البعض الآخر رأى أن هذه الحالة طبيعية في بلد لم يعتد على الاستثمار في الثقافة حتى الآن، مما يجعل الموسيقي يشارك مع اكثر من فرقة حتى يحقق ما يضمن له الحد الأدنى من الدخل، مقارنةً مع أي موسيقي يملك خبرات الموسيقيين الشباب السوريين.
الموسيقي شربل أصفهان والمسؤول عن تظاهرة موسيقا على الطريق يرى أن سفر الموسيقيين السوريين ليس السبب الرئيسي لتوقف النشاطات الموسيقية على الرغم من أن عازفي اوركسترا الجاز السورية هم أسماء معروفة ولهم مشاركات مع عدد من الفرق، لكن عددهم لا يتجاوز 4-5 عازفين وهم الذين يقدمون الموسيقى الشبابية التجريبة، لذا يمكن القول أن هذا النوع الموسيقي قد توقف قليلاً لكن الموسيقيين الذين يقدمون الموسيقى الشرقية أو الكلاسيكية داخل سوريا حالياً، ومع ذلك النشاطات متوقفة.
ويرجع شربل سبب هذا الركود لقدوم شهر رمضان بشكل اساسي حيث أن موعد الافطار يتزامن مع مواعيد الحفلات التي تقدم بالعادة، واهتمامات الناس تتغير ويمكن أنها تتوجه باتجاه الدراما أكثر لذا فإن الحركة الثقافية تتوقف بشكل عام في سوريا، أو تتحور لتقدم ما يتناسب مع روح هذا الشهر أكثر، ويشير إلى أن حتى العازفين الذين خارج سوريا الآن لهم بديل في سوريا وهناك اسماء لم تسافر على الرغم من أن أوركسترا الجاز السورية تضم أهم الاسماء من بين الموسيقيين السوريين الذين يقدمون موسيقى الجاز والفنك والموسيقى الشبابية بشكل عام.
أما بعض الموسيقيين فيرون في هذه الفترة أنها الانسب للسفر إلى الخارج حتى لا يحرموا جمهورهم في الداخل من موسيقاهم تاركين لهم البديل في هذا الشهر الفضيل على شاشات التلفزيون!!