حقوق الانسان برعاية أمريكية

 

كان يمكن تفهم القرار الذي أصدره مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة حول سورية لو تم اتخاذه للحفاظ على هذه الحقوق في الأرض السورية المحتلة، أو كان بمنأى عن الأهداف السياسية، لكنه غير مفهوم، بل مرفوض ما دام بضغط أميركي وتحت رعاية واشنطن غير المنصفة التي تكيل بمكيالين وأكثر..

إن الحفاظ على أرواح السوريين وكرامتهم كما الدعوة للتعامل مع تعبيرات مطالبهم وتظاهراتهم بطريقة قانونية وإنسانية كما يدعو القرار لا يمكن أن تكون صادقة من دول تقوم طائراتها يومياً بقصف الشعب العربي في ليبيا، كما تقوم بقتل الشعب الفلسطيني بما تقدمه من دعم ورعاية للاستبداد الصهيوني ووحشيته.

الحفاظ على كرامة سورية وشعبها أمر لا يمكن لأحد أن يرفضه بل يشكل البوصلة التي توجه كل المعالجات الراهنة للأزمة سواء من جانب القيادة السورية أو منظمات المجتمع المدني ومعهما المعارضة التي تنأى بنفسها عن التدخل الخارجي والعمالة للغرب.

لقد دعا الرئيس بشار الأسد منذ البداية للامتناع عن استخدام العنف في مواجهة التظاهرات والاحتجاجات، وكرر هذا الأمر، وأعلن كذلك عن جملة من الإصلاحات أهمها إلغاء قانون الطوارئ لكن تداعيات الأحداث وتدخل الغرب وعملائه والتحريض الذي يجري بشكل مستمر ويؤدي لتوجه بعض المحتجين لسلوك طريق العنف وقبول آخرين بأن يكونوا مطية لعملاء أميركا والرد العنيف عليهم أدخل الأزمة في طريق الحل الأمني الذي لا يمكن أن يكون علاجاً بمفرده للمشكلة.

إن قرار لجنة حقوق الإنسان قصد منه التمهيد لتدخل غربي في شؤون سورية بعد أن فشلوا في مجلس الأمن بسبب الموقف المبدئي لروسيا والصين ولبنان وغيرها من الدول، وقد حان الوقت لإفشال كل ما يخطط له أعداء سورية عبر التوقف عن المواجهة والجلوس إلى مائدة الحوار.

 

زياد ابو شاويش - جريدة الوطن السورية