حكومة ميقاتي تنال الثقة بعد مقاطعة عدد من الكتل النيابية التصويت

نالت الحكومة اللبنانية برئاسة نجيب ميقاتي ثقة البرلمان الخميس7/7/2011 بعد ثلاثة أيام من المناقشات حول بيانها الوزاري تخللتها مشادات حامية بين النواب المؤيدين للحكومة والمعارضين لها.

 

ونالت الحكومة الثقة بأغلبية 68 صوتاً من أصل 128 نائباً في البرلمان، والنواب الذين منحوا الثقة ينتمون إلى حزب الله وحلفائه بعد انسحاب نواب قوى الرابع عشر من آذار بزعامة رئيس الوزراء السابق سعد الحريري من الجلسة.

 

وأكد ميقاتي أن حكومته ستلتزم "التعاون" مع المحكمة الدولية المكلفة محاكمة قتلة رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، وقال ميقاتي رداً على انتقادات المعارضة بإدراج عبارة "احترام القرارات الدولية" بدلاً من "الالتزام بالقرارات الدولية" إن الحكومة "إذ تؤكد متابعتها لمسار المحكمة الخاصة بلبنان، فهي تنطلق من أن الحكم استمرارية، وهي عازمة بالتالي على التعاون في هذا الخصوص".

 

 

من جهته أكّد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أنّ "جلسات الثقة كانت مهمة بكل تجلياتها"، وقال بعد خروجه من المجلس النيابي إثر نيل حكومته الثقة: "نحن أمام تحديات وصعوبات كبيرة لكنها تُحل بالتعاون بين الجميع".

وردًا على سؤال عن الخطوات المقبلة، قال ميقاتي: "إنّ الخطوات الثانية ستكون إن شاء الله بدعوة فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان "هيئة الحوار الوطني" إلى الانعقاد، وسيُتّخذ القرار المناسب في الوقت المناسب".

 

مناقشات حادة

 

وشهدت جلسات البرلمان مناقشات حادة على مدى ثلاثة أيام تمحورت حول المحكمة الدولية وسلاح حزب الله والأوضاع في سورية، حيث قال النائب المعارض جورج عدوان من حزب القوات اللبنانية حسبما ذكرت وكالة "فرانس برس": "لا يمكن أن نكون انتقائيين مع القرارات الدولية، فيعجبنا قرار دولي ولا يعجبنا قرار آخر"، وعلى غرار نواب المعارضة لم يمنح عدوان الثقة للحكومة التي يتمتع فيها حزب الله وحلفاؤه بغالبية الوزراء.

 

وتطرق عدوان إلى سلاح حزب الله قائلا "من اجل العبور إلى الدولة يجب أن يدخل السلاح خارج الدولة إلى الدولة ويدخل قراره معه إلى الدولة، وأي بحث عن حلول خارج هذا الإطار لن يكون مجديا".

 

من جهته، قال النائب المعارض سامي الجميل من حزب الكتائب اللبنانية "الحكومة السابقة أسقطت لأنها كانت متمسكة بالمحكمة الدولية، وهذا هو السبب".

 

وأضاف الجميل الذي اغتيل شقيقه الوزير والنائب بيار الجميل في العام 2006 "الحكومة اليوم لا تتحمل مسؤولياتها وقررت أن تتخطى العدالة حفاظا على السلم الأهلي، لذلك قبلت أن تتخطى مبدأ أساسياً حفاظاً على السلم الأهلي"، وتابع الجميل الذي حجب الثقة عن الحكومة "المطلوب منا اليوم أن نستسلم حفاظاً على السلم الأهلي".

 

وينقسم اللبنانيون حول الموقف من سورية التي تشهد احتجاجات منذ منتصف آذار، ومنذ اللحظات الأولى لاغتيال الحريري وجهت أصابع الاتهام إلى سورية، غير أن دمشق تنفي باستمرار ضلوعها في هذه العملية.

 

وسلمت المحكمة الدولية إلى السلطات اللبنانية قراراً إتهامياً يتضمن مذكرات توقيف بحق أربعة من عناصر حزب الله، ويطالب حزب الله بوقف التعاون مع المحكمة الدولية معتبرا أنها "مسيسة" وتخدم أهدافاً أميركية وإسرائيلية.

 

وتأخذ المعارضة على الحكومة الجديدة اعتمادها "فقرة ملتبسة" في ما يتعلق بالمحكمة الدولية، وكلامها عن "احترام" القرارات الدولية بدلا من "التزام".

 

وانتقدت المعارضة بشدة إيراد كلمة "مبدئياً" في البيان، وكانت مناقشات يوم الأربعاء اتسمت بحدة ومشادات بين نواب من الأكثرية ونواب من المعارضة على خلفية المحكمة وسلاح حزب الله والموقف من سورية.