حلب بلا طرب...الحلبيون تقشفوا في رأس السنة!

![]() |
وافتقدت العديد من الأحياء لمشاهد الاحتفال حتى مع انتصاف ليلة رأس السنة على حين اقتصر بعضها الآخر على استخدام المفرقعات النارية كوسيلة وحيدة للتعبير عن الفرح والأمل باستقبال عام جديد وطي صفحات عام مضى لا يسرّ اقتصادياً. وللدلالة على عمق الأزمة، هجر مطربو حلب المعروفين مطاعمها ومقاهيها إلى مدن أخرى وبلاد عربية واغترابية توفر لهم ريعاً أفضل وليهبوا فرصة لمطربي الصف الثاني والثالث للظهور أمام «السمّيعة» من محبي القدود والموشحات الذين شدا بعضهم بالأغنيات الدارجة والساحلية التي تستقطب دبكتها محبي السهر في أي مناسبة بغض النظر عن ماهيتها. وعلى غير العادة، فضّل بعض المحتفلين عدم الحجز مسبقاً في المقاصد السياحية التي أحيت المناسبة لتوافر كراسي الإطعام بسبب ضعف الإقبال باستثناء المنشآت السياحية التي توافق أسعارها دخول شريحة كبيرة من مرتاديها. واتكل مقدمو الحفلات على فقرات مطولة من برامجها على تسويق منتجات عن طريق المزادات العلنية وإشراك الحضور في سحوبات الهدف منها سد العجز في الإيرادات المرتجاة.
ولم تفلح فنادق النجوم الأربعة في إغراء مطربي الصف الأول لإحياء حفلاتها، واستعانت بعض المقاهي ومطاعم النجمتين بالـ«دي جي» لتوفير أجواء طربية بثمن بخس يوفر فاتورة الزبون الواحد إلى النصف مع وجبات عشاء نصف دسمة تلبي احتياجات الراغبين في الاحتفال.
وبينما ركن الكثير من رواد الحفلات إلى التلفزيون لمواكبة أحداث الاحتفال برأس السنة، خرج مراهقون إلى شوارع أحياء معينة مثل السليمانية والميدان والسريان الجديدة والموكامبو احتفاء بالمناسبة ولتتسبب ألعابهم النارية ببعض الحرائق الصغيرة التي استنفرت الإطفاء والشرطة الذين سدوا منافذ بعض الشوارع والساحات لاحتواء الحدث.
ولم تروّج الإعلانات الطرقية للاحتفال مقارنة بالسنوات السابقة، وارجع بعضهم السبب إلى خلو الأماكن الترفيهية في المدينة ومحيطها من نجوم الغناء وإلى ضعف الإقبال على الحجوزات المسبقة «ما يعني أن السنة الجديدة سنة كساد على مقصفي الذي كان يعجّ بالمحتفلين في أي مناسبة نحتفي بها»، وفق قول صاحب أحد المقاصف لـ«الوطن». وقال أبو علاء الموظف الحكومي، الذي رفض قضاء سهرة رأس السنة خارج المنزل: إن «المكتوب واضح من عنوانه، وأعتقد أن الضائقة الاقتصادية التي تعيشها حلب ستستمر عاماً آخر سنضطر على شد الأحزمة فيه ما لم تحدث معجزة وتنتشلنا من الحال الذي نحن فيه».
الوطن