حمص خالية من الأمية نهاية عام 2012

تعتبر ظاهرة الأمية داء خطيراً يفتك بالفرد والمجتمع وتلحق أضراراً كبيرة في حياة الأمة بكل جوانبها نظراً للآثار السلبية التي تخلفها هذه الظاهرة ، وهي داء ينخر في جسم المجتمعات البشرية لأنها تشكل مرتعاً خصباً للفقر والتهميش والجهل . وعلى الرغم من أن الجامعة العربية قد أنشأت في الثامن من

 

كانون الثاني عام 1966 جهازاً إقليمياً لمحو الأمية الذي انضم إلى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم عام 1970 باسم الجهاز العربي لمحو الأمية وتعليم الكبار ، فإن نسبة الأمية ماتزال مرتفعة في المجتمعات العربية وتصل إلى حوالي 100 مليون أمي . وكانت سورية من الدول العربية التي أولت هذه المشكلة اهتماماً خاصاً حيث صدر في العام 1972 القانون رقم /7/ الخاص بمحو الأمية ، وفي عام 2003 أحدثت وزارة الثقافة مديرية تعليم الكبار والتنمية الثقافية بهدف تقديم خدمات التعليم غير النظامي للكبار والذين هم خارج التعليم الأساسي وذلك من خلال إقامة دورات محو أمية لمن حرموا من التعليم وللفئات العمرية من 15-45 سنة . وتم رفع سن التعليم الإلزامي وفق القانون 23 لعام 2002 والذي دمج مرحلتي التعليم الإبتدائي والإعدادي في مرحلة واحدة سميت مرحلة التعليم الأساسي ، وأصبح سن التعليم الإلزامي حتى الصف التاسع الأساسي محققاً منعكسات إيجابية على واقع التعليم وزيادة أعداد المسجلين في المدارس وبالتالي القضاء على الأمية .‏

 

إضافة لذلك وضعت سورية استراتيجيات وخطط وحملات وطنية شاملة للخلاص من الأمية والنهوض بتعليم الكبار وتم تحديد هذه الاستراتيجية لمحو الأمية للوصول بالأمي إلى مستوى ثقافي وتعليمي يؤهله لقراءة فقرة في صحيفة وفهمه والتفاعل معه وذلك من خلال عدة مبادئ تشمل تكامل جهود محو الأمية مع جهود التنمية . وضمن الاهتمام المحلي والعربي بمشكلة الأمية وسبل التصدي لها أقيمت في دمشق خلال الفترة من 30/11 ولغاية 2/12/2008 ورشة تدريبية إقليمية نظمتها اللجنة الوطنية السورية لليونيسكو بالتعاون مع المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة شاركت فيها معظم الدول العربية بهدف تعزيز خبرات ومهارات الأطر العاملة في مجال محو الأمية وتعليم الكبار وتمكين هذه الأطر من تعزيز وتفعيل التعاون مع مؤسسات التعليم النظامي وغير النظامي والجهات المعنية لتخطيط برامج محو الأمية وتعليم الكبار وتعديل طرائق التعليم بما ينسجم مع التطورات المتلاحقة من جهة وحاجات المتعلمين من جهة أخرى . وبدعم من محافظ حمص والمؤسسات الحزبية ، وبالتنسيق والتعاون مع المنظمات الشعبية ومديرية التربية ومديرية الزراعة والهيئة العامة لتنمية البادية ،قامت دائرة تعليم الكبار بحمص بإجراء إحصاء اسمي في المناطق والنواحي لمعرفة أعداد الأميين وأماكن تواجدهم ليصار إلى افتتاح دورات محو الأمية لتعليم الكبار للأسماء التي ترد من اللجان المكلفة بهذا العمل وتقوم الدائرة بمتابعة الموضوع من خلال حضور الاجتماعات الفرعية على مستوى المناطق والنواحي لإنجاز هذا الإحصاء . يقول السيد مسلم حداد رئيس دائرة تعليم الكبار والتنمية الثقافية بحمص أن الدائرة افتتحت 1197 دورة تحرر في نهايتها 16719 مواطناً ومواطنة من الأمية منذ بداية عام 2007 بداية الحملة الوطنية وحتى نهاية النصف الأول من عام 2010 . وضمن خطة الدائرة لعام 2010 إقامة /222/ دورة يتم من خلالها تحرير 3400 مواطن ومواطنة من الأمية في 81 منطقة وناحية وقرية وتجمع . وتعمل الدائرة لوضع خطة تشمل تحرير كافة المناطق والقرى المتبقية التي لم تتحرر من الأمية خلال الأعوام 2011-2012 وبذلك تعتبر محافظة حمص محررة من الأمية نهاية عام 2012 . والملاحظ من خلال أعداد المتحررين من الأمية ما بين عامي 2007-2010 ارتفاع أعداد الإناث بالنسبة للذكور حيث شمل عدد المتحررين 16719 مواطناً ومواطنة توزعوا إلى 1469 من الذكور و 15250 من الإناث .‏

 

 

صحيفة العروبة