حملات المقاطعة.. حروب باردة في وجه العدو!

مع انطلاق عملية طوفان الأقصى، ودعم الكثير من العلامات التجارية الشهيرة حول العالم للاحتلال الإسرائيلي من خلال الطعام والمال أو حتى مواقع التواصل الاجتماعي، بدأت حملات ضخمة لمقاطعة جميع العلامات الداعمة للكيان الصهيوني.
من أبرزها هي شركة "بوما" الراعية لـ "اتحاد كرة القدم الإسرائيلي"، وماكدونالز التي تقدم 4 آلاف وجبة يوميًا لجنود الاحتلال، وستاربكس وبيتزا هت وكارفور، والعشرات غيرهم.
مقاطعة نحو الانهيار الاقتصادي!
حول أهمية المقاطعة وتأثيرها على الغرب، تحدث الخبير الاقتصادي عامر شهده لبرنامج "البلد اليوم" أن المقاطعة لأي منتج سيؤدي إلى انخفاض الإنتاج والعمل، وبالتالي التأثير على رأس المال وأرباح الشركة، وعند الوصول إلى هذه المرحلة تتخذ الشركات قرارات بتسريح العمال والموظفين، ما يؤدي إلى ارتفاع نسبة البطالة، وهذه أكبر مخاوف أمريكا والدول الأوربية.
وأضاف الخبير الاقتصادي أنه منذ بدء العملية في 7 تشرين الأول وحتى 24 الشهر، تجاوزت خسائر شركة بيبسي الـ 650 مليون دولار، وكوكا كولا الـ 600 مليون دولار، مشيرًا إلى أن الدول العربية وخصوصًا الخليج ومصر من أكبر المستهلكين لهذه العلامات التجارية وبالتالي قرار المقاطعة سيُهلك اقتصادهم ويحدث تأثيراً كبيراً على المعركة.
أما عن كيفية معرفة أن المنتج "إسرائيلي" الأصل، قال شهده إن الشركات الإسرائيلية لا تكتب أن المنتج من صناعتها خوفًا من حملات المقاطعة، وتستعين عن ذلك باستخدام باركود يميز منتجاتها يبدأ بالرقم 729 أو 871، وبالتالي أي منتج يبدأ بهذا الرقم هو للعدو ويجب مقاطعته.
مستثمرون محليون بأسماء عالمية
ومن المتعارف عليه في عالم الاقتصاد أن يشتري المستثمرون المحليون حقوق الاسم والهوية للعلامات التجارية الكبيرة، وبالتالي تكون الشركة محلية باسم عالمي، ومن الممكن أن تُحدث حملات المقاطعة أضرارًا بالشركات السورية.
تعقيبًا على هذه النقطة قال شهده إن "مقاطعة المنتجات التي تحمل نفس الاسم يؤثر على الشركة الأم، ويجب على الشركات المحلية أن تتخذ قراراً جريئاً بفك الشراكة وتغيير الاسم وعدم دفع مبالغ شهرية ضخمة من أجل حقوق الاسم"، داعياً الصناعيين السوريين إلى الابتعاد عن تقمص هوية الغرب وبدلاً من ذلك يمكن للصناعي أن يترك أثرًا باسمه وهوية بلده.
وحتى اللحظة تحاول الكثير من حملات مقاطعة المنتجات الإسرائيلية حول العالم الضغط على العلامات التجارية الكبرى كي تتوقف عن دعم الظالم، آملين أن يُحدث ذلك فرقًا ويغير من مسار المعركة على الأرض، من خلال حروب اقتصادية باردة، غير مباشرة ولكن تأثيرها أقوى بكثير.