حملة إدانات واسعة تثيرها دعوة القس الاميركي لحرق القرآن من بينها الفاتيكان

أثارت دعوة القس الأميركي لحرق نسخ من القرآن الكريم في الذكرى التاسعة للحادي عشر من أيلول حملة إدانات واسعة في الأوساط الدولية حيث وصفت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون خطط راعي الكنيسة الإنجيلية في ولاية فلوريدا لحرق القرآن الكريم بأنها غير جديرة بالاحترام ومقيتة، تصريحات كلينتون كانت خلال حفل إفطار رمضاني أقامته وزارة الخارجية الأمريكية، حضره نحو 230 ضيفا بينهم سفراء وقادة من منظمات غير حكومية و70 من قادة المسلمين الأمريكيين.
وقالت كلينتون: الليلة ونحن نحتفل معا فلنفكر في كيفية بناء صلات عريضة وعميقة من الفهم المتبادل والاحترام المتبادل والتعاون بين الشعوب من كافة المعتقدات في الأعوام المقبلة داخلياً وخارجياً.
بدوره قال المتحدث باسم البيت الابيض روبرت غيبس ان هذه الدعوة "تضع قواتنا في خطر، واي نشاط من هذا النوع يعرض قواتنا للخطر، هو مصدر قلق بالنسبة لادارتنا"، وكان قائد القوات الدولية في افغانستان الجنرال الامريكي ديفيد بترايوس قال يوم الاثنين "اشعر بقلق بالغ للانعكاسات الممكنة اذا ما احرقوا نسخة من القرآن"، واضاف ان ذلك يمكن ان يعرض للخطر في آن معا القوات والجهود الشاملة في افغانستان.
ودان الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن دعوة الكنيسة وأكد للصحافيين خلال زيارة لواشنطن ان عملا كهذا ينتهك قيم الحلف الاطلسي "كما يمكن ان يكون له تأثير سلبي على امن قواتنا.
كما صدرت صحيفة "اوبسرفاتوري رومانو" وهي تحمل العنوان "لا احد يجب ان يحرق المصحف" مضيفة ان الادانات تتصاعد في كل انحاء العالم الا ان الاصوات الاكثر قوة هي التي ترتفع من آسيا خصوصا تلك الصادرة عن الكنيسة الكاثوليكية' منددة بمبادرة هذه الكنيسة الامريكية لاحراق نسخة من القرآن.
وحذرت ايران من مغبة احراق نسخة من القرآن، مؤكدة ان عملا من هذا النوع سيثير مشاعر لا يمكن ضبطها' في الدول الاسلامية، وقال الناطق باسم الخارجية الايرانية رامين مهمنباراست 'ننصح الدول الغربية بمنع استغلال حرية التعبير لاهانة الكتب المقدسة والا فان المشاعر التي سيثيرها ذلك في الدول الاسلامية لن يمكن ضبطها.
من جهة أخرى، عززت السلطات الأمريكية إجراءات الأمن في مدينة جينسفيل بولاية فلوريدا، وهي المدينة التي تشهد الخطة المثيرة للجدل بحرق نسخ من القرآن يوم السبت، وعلى الرغم من إعلان القس أنه يأخذ على محمل الجد المخاوف التي أعرب عنها في هذا الشأن قائد القوات الدولية في افغانستان، لكنه قال انه ينوي باصرار المضي في تنفيذ ما توعد به، وقال لشبكة 'سي.ان.ان'، نأخذ تصريحات الجنرال على محمل الجد، واضاف نحن في الواقع قلقون جدا، جدا من العواقب التي تحدث عنها الجنرال بترايوس و'نستمر في الصلاة لما سيحصل في 11 ايلول.
وسئل القس عما اذا كان ذلك يعني صرف النظر عن مشروع حرق نسخة من القرآن، فأجاب "نحن عاقدون العزم على حرقها لكننا في الوقت نفسه نصلي في هذا الشأن"
وتابع القس المعمداني 'ندرك ان هذا العمل قد يسيء الى الاشخاص ويسيء الى المسلمين. وانا اكون مستاء ايضا عندما يحرقون العلم الامريكي او عندما يحرقون الكتاب المقدس'.
من جهتها أدانت الفاتيكان دعوة القس الامريكي معتبرةً أن هذا عمل هو "إهانة خطيرة" للمسلمين والمسيحيين على حد سواء.
شام نيوز- وكالات