حوار الموالاة والمعارضة في إدلب:لسورية عدوان رئيسيان

كثير من القضايا المهمة والجادة تناولها الحوار الثقافي الذي دعت إليه قيادة فرع الحزب في إطار منتدى البعث الحواري، وذلك بحضور الدكتور إحسان محسن أمين فرع الحزب وأعضاء قيادة فرع الحزب والشعب الحزبية وقيادات من أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية، فقد تجاوز الحوار فيه حدود عنوان اللقاء (المثقف في إدلب والحراك) واستطاع الحضور الذي ينتمي أغلبهم لشرائح متنوعة من بعثيين ومؤيدين ومعارضين ومستقلين أن يعبروا عن آراء مختلفة لكنها تصب بمجملها في البحث عن تجاوز للأزمة والوصول إلى بر الأمان.
رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب الدكتور فاروق أسليم الذي أدار الندوة مع الكاتب تاج الدين موسى أحد أقطاب المعارضة في إدلب، بين بأن سورية الحديثة يجب أن تكون من رحم سورية القائمة وليس بالانقلاب عليها، مضيفاً «نحن في سورية لا يرضينا إلا محاسبة الفاسدين، إن الاحتقان الشعبي سببه الفساد»، واعتبر أن التوجه الذي يراه مناسبا هو أن يقوى الناس بسورية وليس أن يقووا على حساب سورية، وانتقد أسليم بعض المسؤولين الذين قال إنهم «رفعوا أيديهم معارضين بعد أن انتهت صلاحياتهم»، كما انتقد المعارضة الخارجية واعتبر أنها «لم تفعل شيئاً لأنه لكل واحد مفتاح»، وشخص الحل بأنه يتلخص في «آلية الوصول إلى الهدف بالقانون والنظام».
من جهته، عبر تاج الدين موسى عن اعتراضه على دخول الجيش إلى جبل الزاوية لأن مجموعة صغيرة من المسلحين لا تستدعي ذلك، حسب رأيه، وأضاف: «كان بالإمكان استخدام القوى الأمنية»، كما قلل من أهمية شعار إسقاط النظام وأضاف إن هذا «لا يعني سقوط النظام فعلياً لأن الانتخابات هي من توصل إلى قيادة النظام».
ورد الدكتور أسليم بالقول إن هناك المئات من المسلحين في خربة الجوز ومعرة النعمان وجبل الزاوية وغيرها ومنهم من يقطع الطرق وينصب الحواجز على الطرق العامة، ومنهم من منع حتى رجال منظمة الهلال الأحمر من دخول المخيمات على الحدود مع تركيا وكأنه لا يوجد دولة هناك.
وأجمع المحاورون على أن مجموعة من النقاط منها أن الجميع ضد كل عمل تخريبي، وأن أكثر الذين يخرجون إلى الشارع مطالبهم محقة، ولكن الاعتراض على القلة من المشاغبين، وأنه يجب التفريق بين التظاهر السلمي والتظاهر التخريبي، وأن هناك معارضة تطويرية ومعارضة تخريبية، والجميع مع النظام من أجل حل هذه الأزمة، ولا اعتراض على شخص الرئيس بشار الأسد بل على الفاسدين في السلطة، كما اتفق الحضور على قاعدة أن كل مخرب يوجه رصاصة إلى الجيش فهو خائن.
ولم يخل الحوار من تساؤل البعض: «هل الحل بقتل الشعب وحرق مؤسسات الدولة، وهل يقبل الناس الهتافات المثارة والمسيئة للشعب والنظام بالشوارع، فالشارع ملك الجميع وليس لمجموعات معينة».
إلا أن المحور الرئيسي الذي بدا واضحا أنه هم الناس الرئيسي فهو قضايا الفساد ومحاسبة الفاسدين واسترداد الأموال المسروقة بالوسائل القانونية والدور المطلوب من السلطة والمعارضة حيال ذلك، وطالب كثير من الحضور بتشريعات لإعادة هذه الأموال واستثمارها بشكل وطني، وأن تبدأ مكافحة الفساد من الجهات العليا أولاً وصولاً إلى الأدنى، وتفعيل قانون من أين لك هذا الذي صدر في عهد الرئيس حافظ الأسد، وبينوا أن الفساد قد حال دون تطبيق خطاب القسم للرئيس بشار الأسد بالشكل المطلوب والوقت المناسب، لهذا فالمطلوب إعادة النظر بآليات مكافحة الفساد، وبينوا أن لسورية عدوين رئيسيين هما الصهيونية من الخارج والفساد من الداخل.
وتناول الحوار قضية تفعيل دور الإعلام الوطني من أجل مواجهة الإعلام الأجنبي المحرض على الفتنة، وتفعيل دور أحزاب الجبهة من خلال جيل جديد، وعدم الاقتصار على جيل الكهول الذين يقودون أحزاب الجبهة حيث يبقى الأمين العام حتى يموت.
وطالب آخرون بتسريع الحلول الإصلاحية، وختم الدكتور أسليم بأن الرئيس الأسد لا يريد قرارات سريعة بل سعى منذ توليه السلطة إلى صنع القرارات المؤسساتية، فلطالما دعا إلى العمل المؤسساتي لأنه يؤمن بالعمل المؤسساتي بعيداً عن الفردية في هذا المجال.
شام نيوز. الوطن