حين تتحول كرة القدم إلى مصارعة في الملاعب السورية

شام إف إم - طارق ميري
فرقٌ كبير ما بين كرة القدم والمصارعة، لكل لعبةٍ منها ملاعب وقوانين خاصة والخلط بينهما يدل على اختلالٍ وعدم فهم لعالم الرياضة.
في كرة القدم تنتظر الجماهير مباريات فريقها المفضل لرؤية سحر الأهداف، واللقطات واللمسات على أرضية الملعب، إلا أن عالم الساحرة المستديرة يعج بالكثير من الأحداث الغريبة التي قد تكون إيجابية أو سلبية.
قصتنا اليوم من مباراة تشرين والنواعير في الدوري المحلي على أرضية ملعب الباسل، والتي أدارها الطاقم التحكيمي زكريا علوش للساحة و فادي محمود مساعد أول وياسر برادعي مساعد ثاني ومحمد شحادة حكم رابع.
منذ البداية كانت الأجواء متوترة عند طرد لاعب النواعير مالك القاضي في الدقيقة 40، ولحقه لاعب تشرين عبد القادر دكة في الدقيقة 50، رغم ذلك بقيت المباراة في إطارها الطبيعي، إلا أن الدقيقة 77 كانت نقطة التحول، عندما طالب لاعبو تشرين بركلة جزاء معتبرين أن لاعب النواعير لمس الكرة بيده في منطقة الجزاء، لكن الحكم علوش لم يلتفت إلى ذلك، لتصل الكرة إلى لاعبي النواعير الذين تمكنوا من الوصول إلى مرمى تشرين وإحراز هدف ٍ بقدم علاء الدالي.
هنا بدأت الاحتجاجات من قبل الجماهير، مشهدٌ عادي قد يحصل في أي مباراة، لكن الاحتجاجات زادت ما اضطر الحكم علوش إلى إيقاف المباراة، وانتقلت اللعبة من كرة القدم إلى المصارعة، وخرج اللقاء عن أصول وأخلاق كرة القدم، عندما دخل رئيس نادي تشرين معاوية جعفر إلى الملعب وهجم على الحكم وبدأ بضربه إثر احتسابه هدف للنواعير.
وأكد مراسل شام إف إم في اللاذقية أن معاوية جعفر دخل إلى أرض الملعب ولكم الحكم علوش، قبل أن تشتعل الأجواء داخل الملعب، وتبدأ أحداث الشغب والاضطرابات من قبل الجماهير، كما انتقلت الأحداث إلى الشوارع المحيطة في الملعب، ما سبب أضراراً ببعض الممتلكات التجارية والعامة، قبل تدخل قوات حفظ النظام واحتواء الموقف.
ولم يصب الحكم زكريا علوش بأي أذى، حيث تلقى الاسعافات فوراً ونقل إلى غرفة تبديل الملابس في ملعب الباسل، ونشر رئيس نادي تشرين معاوية جعفر على صفحته الشخصية على "الفيس بوك" اعتذاراً مختصراً قال فيه : "بعتذر من شعب تشرين العظيم"، دون أن يقدم اعتذاراً من الحكم أو الاتحاد السوري لكرة القدم.
وهذه ليست الحادثة الأولى في الدوري السوري الممتاز، فقد كان آخرها أحداث الشغب خلال مباراة الوحدة والاتحاد، والتي شهدت اعتداءً من الجمهورعلى اللاعبين واعتداءات من لاعبي الفريقين على بعضهم البعض.
وأكد رئيس اتحاد كرة القدم صلاح رمضان لفرانس برس أن لجنة الانضاط في الاتحاد ستدرس حادثة الاعتداء وستتخذ الاجراءات بشأنها، مشيراً الى أن العقوبة بحق جعفر قد تصل إلى حد "منعه من ممارسة العمل الرياضي مدى الحياة"، والطلب من الاتحاد الرياضي العام "اتخاذ العقوبة الأقصى وهي فصله من منظمة الاتحاد الرياضي" .
مهما حدث في أرض الملعب وأياً كانت أفعال الحكم يبقى سيد المباراة، ولم يكن ليصل إلى مهنة التحكيم قبل التأكد من أهليته وإمكانياته وخضوعه للدورات والتدريبات المناسبة، ولايحق لأي شخص الاقتراب أو الاعتداء عليه، ولايوجد أي مبرر لتصرفات جعفر الذي قد يكون الغضب والتعصب لفريقه قاده إلى هذا الفعل غير اللائق بعالم كرة القدم وإن كانت أفعالنا دائماً هكذا فلا بد من الابتعاد عن الرياضة التي تنادي بصوتٍ عالٍ بالالتزام بالروح الرياضية.
إنه الدوري السوري الممتاز لكرة القدم كما يسمى، لكن مثل هذه الحوادث تسقط عنه صفة الممتاز.