خبراء: الإعلام السوري طابعه رسمي غير وطني ولا يتسع لأطياف المجتمع السوري

واكتشفنا.. ولو بعد حين.. أو حتى متأخرين أن الإعلام له دور مهم وأساسي واستراتيجي وليس تحصيل حاصل ولا مجرد بيانات معدة مسبقاً أو تصريحات شجب وإدانة، وخطب ولاء وتأييد، وكان أصعب ما مر علينا خلال هذه الأزمة ليس فقط الهجوم الإعلامي الشرس والظالم والفاقد لكل المبادئ الأخلاقية والمهنية، بل كان الأقسى أن إعلامنا وقف مصدوماً وعاجزاً أحياناً، ودافعنا عن أنفسنا بحضور خجول ومبادرات متبعثرة وغير مدروسة أحياناً أخرى، رغم ما نملكه من نقاط قوة أهمها أننا على الأرض وأقرب إلى الوقائع الحقيقية، وليس لدينا شهود عيان افتراضيون بل أشخاص من دم ولحم عايشوا الأوضاع.. ونملك المعلومات الموثقة ولكننا بدونا في أحيان كثيرة وكأننا نقاتل إعلامياً بالسيف والترس في عصر القناصات والصواريخ العابرة للقارات والفضائيات المدججة بأحدث التقنيات، وافتقدنا لأسماء إعلامية سورية لها وزنها وتأثيرها على الرأي العام في وقت أتخمتنا فيه تلك الفضائيات بأسماء صحفية وإعلامية مستوردة لتفند لنا ما يحصل على أرضنا، واستغلت فضائيات عربية أخرى هذا الغياب لتقدم لنا بدائل تشوه الحقيقة وتدس السم.. وللأسف أخفقت مؤسساتنا الإعلامية في أن تصنع نجوماً رغم توفر الكوادر البشرية المتميزة ولم تشجع مبادرات فردية ولا حتى خلقت بيئة تشجع على الإبداع وتفتح الهوامش فكانت النتيجة أن أخذ الإعلام الصادر عن هذه المؤسسات صبغة رسمية واتهم بأنه يقدم نسخاً كربونية متشابهة، وفي أحسن الأحوال بأنه بوق للسلطة.
 أقلام سورية موهوبة نعرفها ونعايشها ونعلم أنها كانت يمكن أن تصنع الكثير وأن يكون لحضورها وزن وثقل قد يفوق بعض الأسماء العربية التي صنع منها الإعلام  الخارجي نجوماً.. غير أن أقلامنا الموهوبة لم تأخذ ما تستحق من الاهتمام بل وحوربت أحياناً فأصبحت لا منبر لها.. وتحول بعضها إلى مكان آخر، ويؤلمنا أن بعض هؤلاء ضيعوا البوصلة، ووقعوا في أماكن لا تليق بتاريخهم وبتوقعاتنا منهم.
وتفاجأنا أيضاً بأن كل تلك الاعتقادات والجدل الدائر حول إعلام خاص وإعلام رسمي والتشكيك باتجاهات وأغراض، والمنفعة المادية للإعلام الخاص، كان فارغاً وبلا معنى لأن خط الدفاع الأول الذي كسر شوكة الاستشراس الفضائي علينا كانت قناة خاصة وليست رسمية رغم حداثة عهدها في العمل في المجال السياسي وقلة عدد موظفيها مقارنة بما يحشد للتلفزيون السوري لكن يبدو أن مرونة التحرك، وسرعة اتخاذ القرارات والتخلص من عبء انتظار التوجيهات الرسمية مكنها من التعامل بالسرعة والحيوية التي يتطلبها تسارع الأحداث ووجدنا فيها ومضات احترافية كان يمكن أن تؤسس لخطاب إعلامي جديد لو توفرت لها الظروف والبيئة المناسبة والتدريب اللائق.

طي الصفحة

اليوم لم نعد نقبل بأن نستمر في مواقعنا..بل ولاحتى أن نفكر فيما كنا عليه لأنه صفحة لابد من طيها وتجاوز المرحلة التي كانت فيها بعض العقليات الجامدة من أصحاب القرار تفكر فيها في جدوى إعطاء الإعلام بعض الاهتمام أو حتى تسهيل مهمته في الحصول على المعلومات أو مده ببعض الأدوات التي أصبحت نسياً منسياً في مؤسسات إعلامية أخرى وما زلنا نطالب بها في مؤسساتنا الرسمية وبيئة عمل لها تشجع على المبادرات والإبداع لذلك قد تبدو المشكلات المتراكمة وكأنها حبل حديدي يصعب إزاحته لكي يحدث التفسير الذي نأمله جميعاً ونتمناه لإعلامنا ولذلك نعتقد أن هناك مهمة صعبة تنتظر اللجنة التي شكلتها وزارة الإعلام مؤخراً لدراسة قانون جديد للإعلام وتقديم رؤية إصلاحية للتطوير الإعلامي ويصف بعض المتشائمين هذه المهمة بالمستحيلة ويشككون في أن تتمكن اللجنة من صياغة قانون إعلام جديد خلال شهرين ما لم يكن القانون جاهزاً، ومهمة اللجنة تدقيقه فقط، وأن التطوير الإعلامي لا يكون بقرار من لجنة أو توصيات ختامية على حد تعبيرهم.. وعلى أي حال لا يمكننا استباق الأمور قبل أن نعرف إلى ماذا ستتوصل اللجنة وقبل أن تتبين أمامنا البوادر التي ننتظرها لحوار مفتوح مع الإعلاميين لتطوير أدواتهم ومؤسساتهم وبانتظار هذا التطوير الذي نتمنى ألا يكون مثل غودو ويأتي قريباً، استطلعنا آراء إعلاميين وأكاديميين لتشخيص الواقع الإعلامي في مؤسساتنا واستشفاف مواضع الوجع في الجسم الإعلامي الوطني.

الضمير أكبر رقيب

الدكتور يحيى العريضي عميد كلية الإعلام عضو لجنة تطوير الإعلام التي شكلتها وزارة الإعلام مؤخراً، يوضح أن تشخيص الوضع القائم يعطينا مؤشرات بأن الإعلام السوري لم يرتقِ فعلاً إلى مقام سورية الكبير وخاصة عندما تكون سورية نقطة استهداف مستمرة ولا تمنح فسحة لالتقاط الأنفاس، أتمنى أن يورد لي أحد مثالاً متى لم تكن سورية مستهدفة؟ وأي كينونة تلك التي تستهدف أليس الكيان الكبير؟ إذاً أنا موجود في كيان كبير له قيمة كبرى كلنا نعرف هذه القيمة ومدركون لها لذلك يجب أن نبحث عن المستلزمات الأساسية لإعلام يرتقي ليكون على قدر المسؤولية سواء كانت هذه المستلزمات بشرية أو مادية أو رؤيوية، البشرية متوفرة وأنا مؤمن بقدرات الإنسان السوري العقلية والجينية المرتفعة والخلّاقة، أما المادية فقد تكون من بين أكثر الناس صرفاً على الإعلام، أما تلك المتعلقة بالجانب التخطيطي والإبداعي «الرؤيوي» فهنا يكمن الضعف فأين الإبداع بأن آتي بمقولات موجودة وجاهزة لأضعها في جريدة أو إذاعة أو صورة تلفزيونية.
ويشير الدكتور العريضي إلى رقابة داخلية يمارسها، الصحفي على المقالة أو المادة الصحفية «أكبر رقيب على الإعلامي هو ضميره»، وعندما يكون هذا الإعلامي حراً، تتفعل لديه الحالة الضميرية، والحرية هنا لا تعني الفلتان واللامسؤولية، ولا تعني الأنانية، ولا الانتقامية، الحرية مسؤولية، والمسؤولية لا تأتي إلا من الوعي، وبقدر ما تكون واعياً، إذا تزوّد وعيك بأوكسجين الحرية، فأنت ستبدع، ويتجلى إبداع هذا الإنسان السوري عندما يتواجد في مؤسسات إعلامية أخرى، إذاً المشكلة لدينا بالآليات.
ويعيد التأكيد بأن الحرية ليست أنانية ولا تمركزاً حول الذات، ولا هوى أو مزاجاً، ولا موضة، بالدرجة الأولى هي مسؤولية، وعندما يكون الإعلامي مسؤولاً ولديه هذا الحس الرفيع، يستيقظ وعيه بشكل جميل، وهذا الإعلامي المسؤول والحر والواعي، هو الأكثر فائدة والأكثر تأثيراً في خلق المصداقية التي يبنى عليها الإعلام، وهذه المصداقية هي التي تحمي المؤسسة والدولة، وعندما يعطى الإنسان هذه المستلزمات، سيكون قادراً على خدمة المؤسسة والبلد بشكل أفضل، وعندما لا تكون للإعلام مصداقية، يتحول الكلام إلى «بعبعة»، وهذه الـ «بعبعة» تخلق تجييشاً أكثر مما تنفع في إعادة الهدوء والاستقرار، ونقل الحقائق.

  ضرورة ملحة لكنها صعبة

الاعلامية هيام حموي، ترى أن مسألة تطوير الإعلام في المرحلة المقبلة شديدة الإلحاح، وفي الوقت نفسه في غاية الصعوبة لأن التطوير يجب أن يكون حتماً على مستوى أجيال الاعلاميين الشباب من خلال دورات تدريب مكثفة- لكن في الوقت ذاته، وهنا أكثر الحاحاً تدريب الإدارات الاعلامية على مواكبة احتياجات الوطن، واحتياجات جمهور المتلقين.. وتضيف ولكم سمعت أثناء الدورات التدريبية التي التقيت عبرها بالشباب الراغب في احتراف العمل الإعلامي أن كل ما نطرحه أثناء جلسات التدريب من أفكار ومقترحات معمول بها، بل تعتبر من البديهيات في المؤسسات الإعلامية المتطورة، وترى حموي أن كل أساليب تدريبنا غير مقبولة أو غير قابلة للتطبيق من مثل الإدارات التي توجه سياسة المحطات التي يعملون بها، لذا كنت أطلقت في بعض المرات فكرة دعوة الإدارات لحضور دورات تدريب الاعلاميين الشباب أو فكرة إقامة دورات خاصة بإدارة المؤسسات الاعلامية ذلك أن مهارات الإدارة الإعلامية مختلفة عن المهارات المطلوبة في إدارة المؤسسات الأخرى، فهناك مثلاً القدرة على استباق الأحداث، وإدارة الأزمات والسرعة في اتخاذ القرار، وعدم إهمال أهمية الشكل في المادة الاعلامية على حساب المضمون فآليات التلقي المعاصرة بمجمل مفرداتها من سهولة استخدام أداة الـ (ريموت كونترول) ومن اعتياد على الاختصار عبر تداول مقاطع اليوتيوب والنصوص السريعة في التويتر والفيسبوك وما شابه... كل هذا يفرض آليات عرض مختلفة في الوسائل المقروءة والمسموعة والمرئية، إضافة إلى المصداقية بالتأكيد والمصداقية لا تعني فقط تقديم المعلومات الصحيحة في جانبها الإيجابي، وإنما تقديم جوانبها السلبية أيضاً، بعبارة أخرى... عدم إخفاء مالايروق لبعض الجهات... لائحة أمراض الإعلام تطول، وكذلك لائحة العلاجات لكن الأهم إيجاد الإدارات الذكية والحرة في تحركها، والقادرة على التخطيط على المدى البعيد مع تزويدها بالامكانات المادية الملائمة للطموحات، وبعد ذلك تصبح باقي الحلول أسهل تطبيقاً، وقد علمتنا التجربة أن كل مؤسسة تشبه مديرها.

 (إعلام وطني وليس رسمياً)

أما الدكتورة نهلة عيسى الأستاذة في كلية الإعلام بجامعة دمشق فتبدأ حديثها بتشخيص الواقع الإعلامي السوري لتوضح أن هناك مجموعة من المشاكل أولها الكوادر غير المدربة والمؤهلة.. لدينا كوادر واعدة وخامات جيدة لكنها غير مدربة ومؤهلة وينقصها الكثير فيما يتعلق بحرفية العمل الإعلامي والتعامل مع الظروف المتغيرة، أما المشكلة الثانية فهي تتعلق بوجود وسائل الإعلام وإدارة هذه الوسائل ومرجعياتها وهوامشها وآليات اتخاذ القرار فيها والمشكلة الثالثة تتعلق بالبيئة التي تعمل فيها وسائل الإعلام الوطنية وهي بنية لها طابع رسمي إلى حد كبير وليس طابعاً وطنياً بمعنى احتضان جميع الأفكار لجميع الأطياف الفكرية السياسية والاجتماعية الموجودة في المجتمع السوري وتعتبر الدكتورة عيسى أن هذه المشاكل الثلاث تشكل حجر الأساس في تحديد مستوى الأداء الإعلامي والعمل على تحديث بنية هذه الوسائل بما قد يقود إلى المستوى المأمول.
وتضيف: (الدولة تمول عدداً كبيراً من وسائل الإعلام وتصرف عليها كثيراً لكن المشكلة في كيفية إدارة هذه الميزانيات ووضعها في أماكنها الصحيحة.. أيضاً نحن بحاجة إلى بنية تقنية حديثة تتعامل مع تقنيات العصر وهي مرتبطة إلى حد كبير بالمشكلة الأولى (تدريب وتأهيل الكوادر البشرية).
وحول القناعات المسبقة التي شكلها الجمهور حول هذه الوسائل تجد الدكتورة عيسى أن المشكلة لدينا هي بموضوعين: الأول أن لدى الجمهور قناعة أن الإعلام الرسمي مرتبط كلياً بالخطاب الرسمي وهو بما أنه ملك للحكومة فلا بد أن يكون منبراً لها وهذا وحد من مشاكل الأداء الإعلامي إذ كان يجب على هذه الوسائل أن تقدم إعلاماً وطنياً وليس رسمياً، وأن تكون منبراً لجميع الأطياف في ساحة الوطن وهي لم تؤد هذه الوظيفة وغالباً ما كانت تطرح رأياً واحداً وهو الرأي غالباً يرتبط بالخطاب الرسمي وعندما تحجب المعلومة، أو تغيب لا بد أن يلجأ المواطن إلى أطراف أخرى لمعرفة المزيد من المعلومة أما القضية الأخرى التي تنبهنا إليها الدكتورة عيسى أن الإنسان دائماً أسير الرغبة بسماع ما يجب أن سيمعه، فأمر طبيعي أن يتجنب الخطابات الإعلامية التي تتنافى مع معتقداته وقيمه وسلامه الداخلي.. ونرى أن الحل الوحيد أن نبدأ ببناء ما يسمى بثقافة الاختلاف.. نحن مجتمعات لديها ثقافة اختلاف إلى حد كبير لذلك نرفض سماع وجهات النظر المختلفة لوجهة نظرها وبناء هذه القناعة يحتاج لسنوات طويلة بدءاً من الأسرة مروراً بالمدرسة وانتهاءً بوسائل الإعلام يجب بناء ثقافة الاختلاف والحرص على احترام الرؤى الأخرى والاختلافات ليست خلافات ولكن مجرد تنوع في الرؤى.
 وحول مايقال عن قطيعة بين الإعلامي الذي يعمل في الإعلام والأكاديمي الذي يهتم بالجانب النظري من المسألة، تعتبر الدكتورة نهلة عيسى أن هذه صور منمطة يفترض تغييرها، لأن من يعمل في المجال الأكاديمي ومن يعمل ميدانياً يكمل بعضهم بعضاً، لأن الأول يقدم فلسفة العلم، والثاني يطبقها على أرض الواقع، وكل طرف يصب بمصلحة الطرف الآخر، ليس هناك عمل دون علم ولاعلم دون جانب تطبيقي... ولكن لأننا بلدان لها  نزعة فردية يعتقد كل واحد أن الحياة تبدأ وتنتهي عنده.. نحن نحتاج لبناء ثقافة الجماعة ونحن نحتاج جميعاً بعضنا البعض، ووجود جانب دون الآخر يعني أن هناك نقصاً ما والخالق أعطانا العبر، فقد خلق الدنيا ثنائيات، مما يؤكد أهمية التلازم وليس فقط التعاون لإنتاج حياة جديرة بأن تعاش.

يجب أن نكون مجهزين
الدكتور أحمد شعراوي الأستاذ في جامعة دمشق، والمشرف على أحد البرامج الإخبارية في التلفزيون السوري، يرى أن الإعلام السوري تفاجأ بالحدث، في أول أسبوع كان منفعلاً، وبعد فترة استطاع أن يلملم نفسه ويتحول إلى شيء فاعل ربما كان هذا الأمر غير متوقع.. ووقفت  الفضائية السورية وقناة الدنيا لوحدهما في مواجهة منظومات إعلامية لها إرث إعلامي كبير ودعم مادي كبير، حيث استخدمتا حرفيتهما  للتأثير ولم تعتمدا المصداقية.. وهنا ظهر لنا كم يحتاج الإعلام السوري أن يطور أدواته بشكل كبير على جانبين: الكادر البشري حيث بدا واضحاً ترهل هذا الكادر وأنه غير قادر على استنباط الأفكار الجديدة، والجانب الآخر هو المستوى التقني لأنه إذا أردنا أن نقف في وجه منظومات إعلامية ضخمة يجب أن نكون مجهزين ومؤهلين، ونحتاج أيضاً إلى حلول إدارية حقيقية، بحيث يتم توزيع الكادر الواحد الموجود في مؤسسة إعلامية واحدة إلى مجموعة وسائل، فما معنى وجود فضائية واحدة..
قانون الإعلام يجب أن يلحظ هذا الموضوع ونحتاج أيضاً كإعلاميين للآليات الحقيقية للوصول إلى المعلومات وليس احتكارها على أفراد معينين، ويجب على الإعلام السوري أن يغطي الحدث بأسرع ما يمكن حتى يستطيع طرحه بمصداقية ولايدع الفرصة للآخرين ليشوهوه أو يقدموه بطريقة حرفية تهويلية لاتخدم مصالح المواطن السوري، وينوه شعراوي إلى أن الأهم هو أن نكون صادقين مع أنفسنا بمواجهة المشكلات، لأن توصيف المشكلة هو الخطوة الأولى لحلها ويجب أن يكون هناك إعلاميون أصحاب  قرار، لأنه في ظل تسارع الأحداث ليس لدينا وقت للآليات البيروقراطية المتبعة حالياً.

وأخيراً

المرحلة القاسية التي مرت علينا تفرض إحساساً أعلى بمسؤولية الكلمة وبمسؤولية وطنية لفتح صفحة جديدة بكل المعاني مع الإعلام، وجعله يغترف أكثر من الفضاء المفتوح والاحترافي عله يتمكن من مقاربة صورة لائقة بسورية وبمقام سورية الكبير.

 

البعث