خبير إسرائيلي: رفض استقبال وفد إسرائيل في هولندا بداية لمقاطعة أوروبية أوسع

قال خبير إسرائيلي في شؤون الاتحاد الأوروبي إن رفض مركز المحلي في هولندا استقبال وفد من مركز الحكم المحلي في إسرائيل على خلفية مشاركة مستوطنين فيه هو مجرد البداية لمقاطعة أوروبية أوسع لإسرائيل.

وقال المحاضر في جامعة بن غوريون في مدينة بئر السبع، في جنوب إسرائيل الدكتور شارون فردو لموقع يديعوت أحرونوت الالكتروني اليوم الاثنين، أن على إسرائيل أن تقلق بعد الخطوة الهولندية "وتوجد هنا فجوة أخلاقية بين مجتمعين وطبيعة مناقضة أيضا لأداء دولة إسرائيل، ووضع إسرائيل صعب جدا في أوروبا وهي لا تعتبر شرعية طالما أنها دولة محتلة".

واضاف أن "هولندا هي دولة مؤسسة في الاتحاد الأوروبي وهذا قرار (إلغاء استقبال الوفد الإسرائيلي) يتلاءم ويعكس بشكل صادق نظرة الجمهور في أوروبا تجاه الاحتلال غير العادل بنظرهم".

وتابع بردو "أنا لا أنظر إلى السياسة وإنما إلى شعوب أوروبا، وهم يستوعبون إسرائيل كدولة عنيفة ومحتلة وليست مهتمة بعملية سلام، وفي نهاية المطاف فإن الزعماء سيكونون ملزمين بالإنصات إلى رغبات شعبهم".

من جانبه، قال نائب مدير عام مركز الحكم المحلي الهولندي أرتور فيغرس ليديعوت أحرونوت حول "تعليق" زيارة الوفد الإسرائيلي إلى هولندا إنه "تشاورنا مع وزارة الخارجية الهولندية حول الموضوع لكن القرار اتخذناه بصورة مستقلة، إذ أنه في مثل هذه المواضيع لا نعتمد على قرارات الحكومة أو وزارة الخارجية عندنا وإنما هو قرار في مجال مسؤوليتنا ونحن نحدد مع من نريد أن نلتقي ولمن سنجري جولات تعليمية".

وأوضح فيغرس أن المعارضة في استقبال الوفد نابعة من وجود ممثلين من المستوطنات فيه "ونحن لسنا مهنيين بتنظيم جولة تعليمية الآن طالما أن تركيبة الوفد ما زالت على حالها".

ورأى فردو أن إلغاء زيارة الوفد إلى هولندا يدل على وجود عملية أوسع في أوروبا وقال إنه "ينبغي النظر إلى سياق العلاقات بين أوروبا وإسرائيل، ففي العام الأخير تم اتخاذ قرار هام في محكمة العدل الأوروبية في لوكسمبورغ في موضوع يبدو اقتصاديا في الظاهر لكنه ينطوي على أهمية سياسية وقانونية بعيدة المدى".

وكان يشير الأكاديمي الإسرائيلي بذلك إلى تصدير إسرائيل لمنتجات مصنوعة في المستوطنات إلى أوروبا وقرار المحكمة الأوروبية بضرورة فرض رسوم جمركية عليها، فيما اتفاق التجارة بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي يعفي البضائع الإسرائيلية من الجمارك.

وقال فردو أنه "لهذا القرار أهمية مصيرية على مجمل أداء إسرائيل في المستقبل مقابل الاتحاد الأوروبي، وعمليا نحن نرى تصديقا لقرار سياسي من خلال مستوى قضائي".

واوضح أنه "بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي فإن قرار الحكم هذا يفرض حدود العام 1967 على إسرائيل، ولكونه قرار صادر عن محكمة فإنه سيتم تطبيقه بحرص شديد... وهذا القرار يعني أن اوروبا ترفض الاعتراف بإسرائيل خارج حدود 1967".

وأشار فردو إلى انه منذ الحرب على غزة جمدت أوروبا عملية رفع مستوى علاقاتها مع إسرائيل "ومن الواضح أنه طالما لا توجد هناك خطوات هامة لإنهاء الصراع فإنه لن يتم تحسين مستوى العلاقات مع أوروبا".

وأضاف أنه "منذ ذلك الوقت ونحن نرى تصلبا في المواقف بين دول الاتحاد الأوروبي تجاه إسرائيل وخصوصا في الفترة الأخيرة".

وكانت هولندا قد ألغت زيارة عمل لوفد اسرائيلي من رؤساء السلطات المحلية لامستردام بسبب وجود رؤساء للمستوطنات في هذا الوفد، في زيارة كانت مقررة خلال الأيام القادمة، اذ كان سيغادر اسرائيل وفد من رؤساء المجالس المحلية الاسرائيلية للقيام بجولة في هولندا، وبعد ان اتضح للخارجية الهولندية ان الوفد الاسرائيلي يضم رؤساء لبعض مجالس المستوطنات في الضفة الغربية تم الغاء الزيارة بشكل كامل.

شام نيوز - وكالات