خبير عسكري عراقي يقرا الوضع العسكري الامريكي

 

اعتبر وفيق السامرائي  رئيس المخابرات العسكرية العراقية في عهد نظام صدام حسين - والمنشق لاحقا عن النظام - في مقال له بجريدة القبس الكويتية ان التحذير الذي وجهه وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس من أن عشر سنوات من القتال في العراق وأفغانستان زادت من اتجاهات قد تحدث انسلاخا بين الجيش والمجتمع الأميركي، عكس تصورات خطرة عن الوضع الاستراتيجي الأميركي.

ورأى السامرائي - الذي عمل مستشارا عسكريا للرئيس العراقي الحالي جلال طالباني - ان ما قاله غيتس عن أن معظم الضباط والمجندين في الجيش أصبحوا يأتون بشكل متزايد من المناطق الريفية والبلدات الصغيرة في الجنوب والغرب، يطرح تساؤلات كثيرة عن مستوى الاهتمام الوطني بالقوات المسلحة وسلامة الجنود، ومدى التأثر بالخسائر البشرية. وهو ما يؤدي إلى مشاعر متضاربة على المستوى الوطني، خصوصا إذا ما ظهر أن نسبة كبيرة من المتطوعين هم من لون معين، حيث سبق أن أشار الجنرال كولن باول الرئيس الأسبق لقيادة الأركان المشتركة للقوات الأميركية إلى أن نسبة الجنود المتحدرين من أصول أفريقية بدأت تتزايد مقابل الآخرين.

 


واضاف وفيق السامرائي الذي عمل عن قرب مع الجيش الامريكي بعد احتلال العراق في محاولة لبناء القوات الامنية العراقية الجديدة: بما أن الشرائح الاجتماعية الحضرية تكون الغالبية العظمى الساحقة للمجتمع الأميركي، ولم يعط أبناؤها اهتماما للتطوع في القوات المسلحة، فسيترتب على ذلك ضرران مهمان، هما: صعوبة تأمين العدد المطلوب من المتطوعين لسد حاجة التشكيلات القتالية والإدارية، وفقا لما تتطلبه استراتيجية الاحتفاظ بعدد كبير من التشكيلات العسكرية، وعدم اهتمام الغالبية العظمى من الشعب الأميركي بالوضع العسكري للبلاد. وفي النتيجة تضعف إرادة بناء القوة الضاربة، وتقل المطالبات بتجهيز المقاتلين بما يمكنهم من أداء مهامهم بنجاح وبأقل الخسائر البشرية. وهذا يقود إلى تعزيز الشعور بالمناطقية وإضعاف التمسك بالشعور بوحدة البلاد.

 


ويرى السامرائي ان رغبة أبناء الريف في التطوع للخدمة العسكرية تنطلق في معظم دول العالم من عنصرين أساسيين هما: ظروف معيشية أقل مستوى من حالة أقرانهم الحضر والبحث عن فرص عمل ميسرة، وعدم اندماجهم في حياة مترفة تحرمهم منها الخدمة العسكرية، فضلا عن مستويات ثقافية أقل مما يتمتع بها أبناء المدن.

 


إن استمرار حالة التطوع على ما هي عليه - يتابع السامرائي - تحرم القوات الأميركية من ايجابيات الشعور الوطني الشامل تجاه المقاتلين، لا سيما أن للولايات خصوصيات خاصة تختلف عما موجود في دول أخرى. وعندما يتقلص شعور التعاطف مع القوات في ولايات أخرى تقل نسبة مشاركة أبنائها في التشكيلات القتالية، فإن وحدة المصير تصطدم بمعطيات مناطقية. بيد أن أميركا قادرة على التغلب على المعضلة بتقديم حوافز وإغراءات تدفع أبناء المدن الكبرى إلى التطوع، وهذا يزيد من الكلف المالية.

 

شام نيوز