خدام يدعو لضربات عسكرية دولية ضد بلاده: خيانة للوطن وليس معارضة للنظام

ان يطالب نائب رئيس الجمهورية السورية السابق عبدالحليم خدام بتوجيه ضربات عسكرية دولية ضد بلاده فهو امر مشين وفيه خيانة لوطنه ولبلاده.
صحيح قد يطلب معارض سياسي سوري تدخل المجتمع الدولي للضغط على النظام السوري لوقفما يتعرض له المتظاهرون من قمع على يد الجيش والاجهزة الامنية، وما يتعرض له المعتقلون من تعذيب.
ولكن لا اعتقد ان احدا من المعارضين السوريين تصل به حدة الموقف الى حد الخيانة ومطالبة العالم بتوجيه ضربات عسكرية ضد بلاده. ولم نسمع في يوم من الايام ان أي من المعارضين- حتى المتشددين منهم والذين سجنهم واعتقلهم النظام - يطالب بتدخل عسكري ضد بلاده.
ان تأتي هذه المطالبة من رجل كان واحدا من اهم رموز النظام السوري، فهذا امر يزيد من الاستنكار والادانة.
ان الشيء الذي يميز رموز المعارضة السورية - وفي الداخل بشكل خاص- انهم لم يسمحوا بالتدخلات الخارجية في خلافهم مع النظام.
الجدير بالملاحظة هو تكاثر اعداد المعارضين في الخارج الذين يحللون اوضاع سوريا واحتجاجات الشعب السوري، وهؤلاء نراهم الاكثر تشددا في معارضة الحكم في سوريا، لانهم في الخارج ويتكلمون على راحتهم.
والمثير للسخرية ان السيد عبدالحليم خدام يتحدث عن النظام الديكتاتوري في سوريا (في عهدي حافظ الاسد ثم ابنه بشار)، وكأن السيد خدام لم يكن نائبا لرئيس هذا النظام (حافظ الاسد ولابنه من بعده)! وكأن السيد خدام لم يشارك بقمع الحركات الاحتجاجية التي شهدتها سوريا في عهد الرئيس السابق حافظ الاسد الى درجة محاولة اغتياله من قبل جماعة الاخوان المسلمين بعد احداث حماة عام 1985.
الم يكن السيد عبد الحليم خدام هو عراب التعديل الدستوري الذي ضمن للرئيس بشار الاسد خلافة والده؟ الم يكن خدام مسؤول ملف الوجود السوري في لبنان قبل ان يسحبه منه الرئيس السوري الحالي الامر الذي ادى الى غضبه ومن ثم هروبه من دمشق عام 2005؟
يريد السيد خدام ان يمتطي موجة المظاهرات والغضب الشعبي، لا ليقود "الثورة" في سوريا ويعود للحكم، (لانه يعلم ان السوريين بمن فيهم معارضو النظام لا يحترمونه ويعلمون انه كان هو وابنائه من رموز الفساد في سوريا)، بل يريد الانتقام من النظام، الذي كان احد اركانه ورموزه قبل ان يهرب من دمشق.
لذلك فالسيد عبدالحليم خدام – كما تقول مصادر عربية محايدة - يعمل على ارسال اسلحة ومسلحين من شمال لبنان الى سوريا خاصة الى مدينته بانياس، ونعتقد انه بهذا اعطى المبررات للاجهزة الامنية للنظام للجوء الى السلاح واجتياح المدن وقتل المتظاهرين لاخماد احتجاجات الشعب المطالب بحريته وكرامته.
محبو سوريا العروبة، مع وقف القمع الامني الذي يتعرض له الشعب السوري، ويعارضون اللجوء الى الحلول الامنية لوقف تظاهرات واحتجاجات السوريين، ويطالبون الرئيس بشار الاسد بالتدخل لاعطاء شعبه حريته وكرامته وان ينقذه مما يتعرض له من قتل وتعذيب.
ولكن لا يمكن لاي عربي محب لسوريا ان يقبل بان تتعرض سوريا لاي تهديدات خارجية او تدخلات اجنبية.
ولا يمكن ان يقبل احد أي دعوة لتوجيه ضربات عسكرية دولية ضد سوريا.
سليمان نمر
الشرق الأوسط