خدمات أقل ربح أكثر

خدمات أقل... و"ربح" أكثر

اقتصادية

الخميس,١٢ كانون الثاني ٢٠٢٣

زياد غصن - شام إف إم

سلامات

فقط في بلدنا... يعلن مديرو المصارف الحكومية عن تحقيق مؤسساتهم أرباحاً بالمليارات، بينما آلاف الموظفين لا يتمكنون من سحب رواتبهم إلا بعد شق الأنفس.

بمعنى أكثر وضوحاً... المصارف تقدم لنا خدمات متدنية وتحقق أرباحاً كبيرة.

مثل هذه الأرباح يمكن اعتبارها مضللة وغير حقيقية، فالأرباح التي تتحقق جراء تقليص الإنفاق على تحسين جودة الخدمات وتطويرها تبقى آنية، ومهددة بالتحول إلى خسائر لسببين:

الأول هو تقادم البنى والتجهيزات الخدمية وتخلفها بفعل عمليات الإستهلاك الطويلة لها وتأجيل مشروعات استبدالها وتحديثها.

أما السبب الثاني فهو يتعلق بفقدان الزبائن لثقتهم بهذه المؤسسات وخدماتها، وتالياً فهؤلاء مع ظهور أول مؤسسة تقدم لهم خدمة أفضل سيفضلون التعامل معها.

جزء من المشكلة هنا، أن جميع المؤسسات الحكومية لاتزال تنطلق في أعمالها وخططها من الإستراتيجية التي كانت سائدة في الثمانينات، والتي يمكن اختزالها بالمقولة التالية: هادا الموجود... طبعاً والمواطن ليس أمامه من خيار سوى القبول بذلك.

والمثير للسخرية أكثر أن القطاع الخاص تعلم هو الآخر هذه الإستراتيجية العظيمة، وبدأ بتطبيقها.... يقدم خدمات أقل جودة ويربح أكثر.

وخذوا أي خدمة أو سلعة تقدم لنا وقارنوها بمثيلاتها في الدول المجاورة.... والنامية مثلنا أيضاً، وسوف تجدون أن هناك فضائح، ومن يسافر إلى خارج البلاد يعلم ذلك بوضوح.

لذلك إذا كنتم تصرون على الاستمرار بهذه العقلية، فعلى الأقل لا تقولوا لنا أرباحكم.. وأنتم تقدمون لنا أسوأ الخدمات.

دمتم بخير

الصفحة الأخيرة –شام إف إم

مصارف
رواتب
خدمات
ربح
الصفحة الأخيرة