خسارة منتخبنا الوطني القاسية أمام مرسين تدق ناقوس الخطر

في كلمة السيد حياتي يازجي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة التركي التي ألقاها بين شوطي المباراة الودية التي جرت الأحد الماضي في مرسين.

 

وجمعت منتخبنا الوطني لكرة القدم ومستضيفه مرسين أحد أندية الدرجة الثانية في تركيا وانتهت بفوز مرسين بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد قال حياتي يازجي: ما يهمنا من هذا اللقاء هو العلاقة السورية التركية التي تنمو وتزدهر على مختلف الصعد وستكون الرياضة والنشاطات الثقافية من بين اهتماماتنا المشتركة فهي جسر ولقاء محبة بين شعوب العالم. ‏

 

وأضاف: نحن نحضر اليوم مباراة مهمة لكن نهاية المباراة ليست مهمة، في إشارة منه إلى أن التواصل بين رياضيي البلدين هو المهم وليس نتيجة المباراة. ‏

 

هكذا نظر الجانب التركي إلى هذه المباراة التي تفتح الأبواب مشرعة للقاءات رياضية واسعة بين الفرق السورية والتركية بعد أن زار سورية فريق فنر بهشة التركي في افتتاح استاد حلب الدولي في لقاء مشهود بينه وبين فريق الاتحاد برعاية وحضور السيد الرئيس بشار الأسد والسيد رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي وانتهى اللقاء بالتعادل بهدفين لهدفين. ‏

 

وهكذا نظر الجانب السوري إلى اللقاء سواء الاتحاد الرياضي العام أو وزارة الإعلام وهذا ما يفسر الموافقة السريعة للواء موفق جمعة رئيس الاتحاد الرياضي العام على تلبية الدعوة التي تلقاها من السيد أحمد أونال نائب رئيس اتحاد الصحفيين في تركيا رئيس نادي مرسين لإقامة لقاء ودي في مدينة مرسين يجمع منتخبنا الوطني وفريق مرسين قبيل انطلاقة الدوري التركي.

 

 

بالطبع لم يراود اللواء جمعة أدنى شك في أن منتخبنا سيحقق فوزاً سهلاً على الفريق التركي وأن منتخبنا الذي سيصل مرسين قادماً من معسكره التدريبي في رومانيا سيخوض مباراة استعدادية مفيدة قبل مشاركته في بطولة غرب آسيا في الأردن وفي نهائيات كأس آسيا مطلع العام المقبل في الدوحة. ‏

 

لكن بعيداً عن الهدف السياسي الذي تحقق بالتأكيد في هذه المباراة وظهر ذلك جلياً من خلال حفاوة الاستقبال الرسمي والشعبي لبعثتنا وهتافات الجماهير في الملعب وكرم الضيافة والحضور الرسمي اللافت للمباراة من الجانب التركي وكذلك من الجانب السوري ممثلاً بالدكتور ماهر خياطة نائب رئيس الاتحاد الرياضي العام نائب رئيس اللجنة الأولمبية السورية والأستاذ لؤي نعسان عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام والأستاذ أحمد منصور رئيس فرع حلب للاتحاد الرياضي العام إضافة إلى الوفد الإعلامي المرافق.. فإن النتيجة كانت مخيبة بل مخجلة ونزلت كالصاعقة على رؤوس جماهير الكرة السورية وعلى كل محب لمنتخبنا وبلدنا إذ من غير اللائق ولا المنطقي أو المقبول أن يخسر منتخبنا الوطني الأول أمام أحد فرق الدرجة الثانية في تركيا في مباراة منقولة عبر شاشات التلفزيون وتعد حدثاً بارزاً ومهماً يلقى كل الاهتمام على المستويات السياسية والإعلامية والرياضية والجماهيرية ولهذا نجد أن القول بأن نتيجة المباراة غير مهمة في مثل هذا الحدث هو قول صحيح بالنسبة للفريق التركي الذي يواجه منتخباً وطنياً يفترض أن يكون أقوى منه بكثير، بينما هو غير واقعي بالنسبة لمنتخب وطني يتلهف السوريون لرؤيته يحقق النتائج الطيبة ويقدم الأداء الجميل الذي يطمئنهم على أنه لن يكون صيداً سهلاً للمنتخبات المنافسة في بطولتي غرب آسيا ونهائيات كأس آسيا. ‏

 

لماذا خسر منتخبنا؟ ‏

 

خسر منتخبنا المباراة لأسباب عديدة في مقدمتها عدم وجود الانسجام بين خطوطه الثلاثة ووجود خلل دفاعي واضح، وضعف في الهجوم وعدم تركيز في مواجهة مرمى الفريق المنافس وعدم اكتمال اللياقة البدنية للاعبين والأداء العشوائي في الكثير من مراحل المباراة وعدم وجود الحماسة والاندفاع والروح القتالية والتصميم لدى اللاعبين من أجل تحقيق الفوز إضافة إلى عدم إشراك لاعبين بارزين بسبب الإصابة مثل ماهر السيد وفراس إسماعيل وعادل عبد الله ومحمد اسطنبلي واللعب في جو حار جداً مع رطوبة مرتفعة «العامل الأخير ينطبق على الفريقين» والنظر إلى المباراة على أنها تدريبية لا تختلف عن المباريات الاستعدادية الأخرى في شيء وهذا ما فسر كثرة تبديل اللاعبين مع إعلان إدارة المنتخب أن المنتخب لم يصل إلى جاهزية تتيح له الفرصة لمواجهة فرق قوية. ‏

 

طبعاً الفريق التركي لم يكن ذاك الفريق القوي بالرغم من إقامته معسكراً تدريبياً في النمسا ورومانيا ولم يظهر بمستوى لافت بل كان فريقاً عادياً لكنه مجتهد ومصمم على الخروج بنتيجة إيجابية أمام جماهيره ومسؤوليه وقد حقق مراده ولاسيما أنه طالب بلسان إدارته بإنارة الملعب لكي تجري المباريات تحت الأضواء الكاشفة وليس في الحر الشديد وقد وُعد بتنفيذ هذا الأمر في القريب العاجل. ‏

 

ناقوس الخطر ‏

 

المباراة ونتيجتها المخيبة التي تعتبر فضيحة حقيقية لمنتخبنا وكرتنا السورية دقت ناقوس الخطر إزاء واقع المنتخب وما يمكن أن تؤول إليه مسيرته في الأشهر القادمة في حال استمر أداؤه على ما هو عليه لكن في الوقت نفسه لا يمكننا أن نصدر أي حكم بشأن المنتخب وكادره الفني في هذا الوقت بالذات بناء على نتيجة مباراة تحضيرية لم تكن في الأساس ضمن روزنامة المباريات التي سيخوضها المنتخب لأن المحاسبة تأتي بعد تقييم موضوعي للمنتخب بعد خوضه سلسلة من المباريات الودية التحضيرية والرسمية التنافسية وهذا في تصورنا يأتي عقب مشاركته في بطولة غرب آسيا في الأردن لأننا ننظر إلى غرب آسيا كبطولة رسمية مهمة وليست مجرد تحضير لنهائيات كأس آسيا في قطر، مع الإشارة إلى أن المنتخب سيضم في البطولتين المذكورتين لاعبينا المحترفين خارج سورية ومن بينهم بالطبع فراس الخطيب وجهاد الحسين وآخرين مع عودة اللاعبين المصابين وربما انضم أيضا لاعبونا المغتربون الذين يلعبون في أندية أوروبية. ‏

 

بكل الأحوال كانت المباراة تجربة مفيدة، على مرارتها، بينت أن منتخبنا بحاجة إلى اعداد مكثف ومباريات تجريبية قوية وأنه بوضعه الحالي قد يخسر أمام أندية من الدرجة الثالثة، وهذا مالا نرضى به ولا يرضاه أحد من الغيورين على منتخبنا وسمعة بلدنا ‏

 

دعم سوري لملف مرسين ‏

 

د. ماهر خياطة أكد لدى تسلمه درعاً تذكارياً من نادي مرسين أن اللجنة الأولمبية السورية ستدعم بقوة ملف استضافة مرسين لدورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط عام 2017. ‏

 

وأشار في تصريح صحفي إلى أن المباراة تعكس عمق العلاقات المميزة بين البلدين الجارين والصديقين التي أرسى دعائمها كل من الرئيسين بشار الأسد وعبد الله غل لاسيما على الصعيد الرياضي، وأشار د. خياطة إلى أن العلاقات السورية- التركية تشهد تطوراً سريعاً ومتنامياً وتأتي ترجمة لرؤية القيادة السياسية في كلا البلدين وتحظى بدعم جماهيري وتستند إلى أساس متين وراسخ وإرادة سياسية وتوافق سياسي ومساحات واسعة ومشتركة بين سورية وتركيا، مضيفاً أن هذه العلاقة تشكل نموذجاً يحتذى به لعلاقات الشعوب والدول المتجاورة وتمهد لعلاقات أوسع لأنها وصلت إلى مستوى استراتيجي في مختلف المجالات وتلبي مصالح الشعبين، ووجه د. خياطة الدعوة لفرق نادي مرسين وجميع الفرق والمنتخبات التركية لزيارة سورية وإجراء المباريات والمعسكرات.

 

تشرين