خطبة الجمعة للعلامة البوطي

أكد العلامة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي رئيس اتحاد علماء بلاد الشام أن شيوخ دين وشيوخ حكم كانوا يسمعوننا أصواتهم لضرورة مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وتحرير فلسطين ولكنهم باتوا اليوم يروجون لوداعة الاحتلال ووجود روابط تجمع العرب معهم ومع كل أسف حتى الإقرار بحقوق للصهاينة في فلسطين.
واعتبر البوطي في خطبة الجمعة أن الإسلام السياسي الذي يسيطر اليوم بالمال والتحريض يستخدم كأداة عند الإسرائيلي والأمريكي ليبتعد بالمطلق عن الإسلام الحق الذي يدعو إلى نصرة الشعب الفلسطيني وطرد الغزاة من أرض فلسطين.
وأوضح البوطي أن التاريخ القصي سجل أول الجولات التي تمارسها إسرائيل وها هو ذا يسجل اليوم الثانية منهما في علاقة واضحة بينهما مستشهدا بقول الله عز وجل في كتابه العزيز /وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين/.
وقال البوطي: //إننا نرى الجولة الثانية التي تمارسها إسرائيل منذ ما يقارب70 عاما وهي تمارس كل أنواع الطغيان والبغي وتغتصب الأرض والمال والعرض وتطرد الناس من بيوتهم وتهدم منازلهم وتستلب مساكنهم ومزارعهم على مرأى منهم دون أن يتحرك لسان بإنكار لهذا الطغيان الثاني الذي أخبر عنه بيان الله سبحانه وتعالى//.
وأشار البوطي إلى أن أمريكا جندت كل قوتها وسائر سلطانها المادي والمعنوي على المؤسسات الدولية لخدمة هذا العدو الذي أخبر البيان الإلهي عن جولته الثانية في الطغيان والبغي معتبرا أن أمريكا اليوم هي مستعمرة إسرائيلية كبيرة لا تبالي في أن تمزق سائر النظم والقوانين والمبادئ الإنسانية والدولية خدمة لهذا العدو.
وشبه البوطي علاقة أمريكا مع إسرائيل بعلاقة العبد الخادم مع السيد المطاع لافتا إلى أن الأمر الغريب في هذا المجال والذي لا يستطيع العقل أن يستبين له سببا هو أن نجد إخوة لنا من حولنا جعلوا من أنفسهم أدوات يتقاذفها السيد المخدوع والعبد الخادم كما يتقاذف الناس الكرة بين أقدامهم. ووجه البوطي سؤالا إلى شيوخ الدين وشيوخ الحكم في قطر.. لماذا رفعت عقيرتها عام 1998 وهي تدعو إلى الجهاد في سبيل الله والوقوف في وجه العدو الغاصب وتدعو جميع العرب والمسلمين ليؤدوا حق الله عز وجل في أعناقهم بالجهاد في سبيله وتطهيرا لهذه الأرض المقدسة من الغاصب وكان ذلك بمناسبة تكريم المفكر المسلم روجيه جارودي.
وتساءل البوطي: بينما خفتت الأصوات التي كنا نسمعها إلى فترة قريبة وهي تدعو إلى الجهاد ضد العدو الذي يمارس جولته الثانية طغيانا وبغيا واستلابا للأرض والأوطان والحقوق ولماذا تنطق بنقيض ما كانت تنطق به بالأمس.. مبينا أننا نصغي السمع اليوم وإذ بذلك الصوت قد خفت وإذا بالكلام في مجمله يقول إن بني إسرائيل دولة وإن الإسرائيليين إخوة وإنهم أصحاب حق وإن الأمور ينبغي أن تسير على نحو إيجابي بناء فيما بينهم.
وأضاف البوطي:// أهو وحي جديد هبط من سماء الله عز وجل إلى الأرض ينسخ شرعة ويضع في مكانها شرعة أخرى أم هل هناك رسل وأنبياء بعد خاتم الرسل والأنبياء بعثوا ليوضحوا أن فلسطين حق شرعي سائغ لهؤلاء الذين يسرحون ويمرحون كما قال الله عز وجل ماعلوا تتبيرا وهل بعث رسل وأنبياء بشرعة جديدة تقول: الإسرائيليون هم الناس المظلومون أصحاب الحق وأن الفلسطينيين هم الظالمون//.
وميز البوطي بين تعامل المسلمين اليوم مع الإسلام وبين تعامل سلفهم الصالح معه لافتا إلى أن كثيرين من المسلمين اليوم يتعاملون مع ما يسمى الإسلام السياسي أي الخاضع للرؤى السياسية المختلفة بينما المسلمون الصادقون مع الله وكتاب رسوله بالأمس كانوا يتعاملون مع ما يسمونه السياسة الإسلامية أي السياسة الخاضعة للإسلام والمتفقة مع أوامر الله عز وجل.
وأوضح البوطي أن سلفنا الصالح الذين نتشرف بأننا نسير على نهجهم ونتمسك بالقيم التي تمسكوها من كتاب الله وسنة نبيه كان مبدؤهم هو اتباع السياسة الإسلامية أما اليوم فهم يقولون للإسلام نعم ولكن يجب أن يخضع للسياسة وللرؤى المزاجية وللمحالفة ما بيننا وبين عدو الله وعدو الدين والأمة.