خطط دفاعية مختلفة يضعها السوريون لاستقبال "أيلول الأسود" اقتصادياً!!

مونة... مكدوس... مدارس... معيشة صعبة... "ميمات" كثيرة تتربع على عرش أولويات السوريين في شهر أيلول... يضاف إليها العيد الذي أتى في هذا الشهر.. ليزيد الأعباء على المواطنين....
الأصوات تعالت ... والشكاوي زادت... خاصة مع عدم وجود أي رائحة لزيادةٍ قريبة في الرواتب.. أو إشاعةٍ عن منحة محتملة...
وتكيفاً مع هذه الظروف يبدأ السوريون كما في كل عام بوضع خطط التقشف... والسير على سياسةٍ مالية لاستقبال هذا الشهر.. بأساليب وطرق مختلفة... متخذين كافة الإجراءات لمقاومة "المصائب" المادية التي تترافق مع "أيلول الأسود" كما يحلو للبعض تسميته....
الجمعيات الشهرية من أهم "الخطط الدفاعية"
"لن نستطيع مواجهة أيلول لولا الجمعيات التي نشترك بها أنا وزوجي ونصر على استلام المبلغ في شهر ايلول حتى نضمن تلبية حاجات منزلنا في هذا الشهر".. هكذا بدأت السيدة رندة، وهي أم لثلاثة اولاد في المدارس الإعدادية والثانوية، حديثها معنا لتخبرنا أن المشكلة لا تكمن في شهر أيلول بحد ذاته بل بالموسم الذي يترافق معه، من حاجات المدارس، ومستلزمات المونة والتي في الكثير من الأحيان تضطر للتخلي عن بعضها، حسب الوضع، وتضطر للاستعانة بـ"الكونسروة" طيلة فترة الشتاء...
السيد نزار 45 عام أب لفتاة في المرحلة الثانوية، يؤكد ما قالته رندة من ان "غلاء المعيشة وقدوم كل المسؤوليات مع هذا الشهر تتطلب تحركاً من نوعٍ خاص، لذا فإن الجمعيات الشهرية هي من أكثر الوسائل المتوفرة"، ويضيف السيد نزار بعد ابتسامةٍ ساخرة..." إن هذه الطريقة ليست من اختراعي، ولست صاحب ملكيتها الفكرية، لذا فإنه عادةً ما تنشأ خلافات بين المشتركين على دور شهر أيلول، مما يدفع المشتركين لإجراء قرعة، والتي ليست دائماً من نصيبي!!"...
الطالب يكلف أكثر من 5000 ليرة!!
"معاناة" رندة ونزار هي معاناة الأغلبية كما ترى أم حسام، وهي أم لطفل واحد في المرحلة الإعدادية، حيث تخبرنا أنها في هذا العام خيرت ابنها بين ملابس العيد او ملابس المدرسة، لأنها ليس بامكانها شراء الاثنين معاً، فالبدلة المدرسية مع سعر الكتب والحقيبة تكللف حوالي 5000 ليرة سورية، مما يعني أن ربع راتب الوالد قد "طار"، لذا لم يعد هناك إمكانية لا لثياب العيد او حتى للمونة التي يتم اختصارها عاماً بعد عام.
سامر شاب يعمل في محل لبيع الثياب المدرسية يقول "إن سعر البلدلة للمرحلة الاعدادية حوالي 1500 ل.س في حال تكلمنا عن نوع عادي وليس نوع ممتاز وقد تصل أحياناً إلى 3000 ل.س في بعض المحلات، لذا فإن الأب الذي لديه أكثر من ولد في المدرسة سيدفع حوالي 10000 ل.س ثمن ثياب مدرسية فقط...
ويتابع سامر "الله يعين الناس، بس كمان نحنا التكلفة علينا غالية وما في مجال ننزل بالسعر"!!!
"تنسيق" بعض المونة خطة "مالية" لدى البعض!!
أبو خليل أب لشابين في الجامعة يقول لنا إنه لن يشتري "حلو العيد" هذا العام وسيكتفي بصنف واحد، كما أنه لن يعمل مكدوس فكيلو الجوز حوالي 600-700 ل.س إضافة غلى باقي المكونات مما يعني أن أولاده حرموا من مصروفهم هذا الشهر وهذا الأمر ليس مضطراً عليه... ويقول مازحاً "بلا ما ياكلو مكدوس... وخليون يشترو محاضرات!!".
شدوا الأحزمة... فـ"أيلول" على الباب هذا النداء الذي يردده السوريون مع اقتراب نهاية كل شهر آب... مفكرين بخطط كثيرة... اعتادوا اختراعها من مبدأ "الحاجة أم الاختراع"... ومنتظرين "فرج الله" مع منحةٍ أو زيادةٍ قريبة!!!
راما الجرمقاني - شام نيوز