خططوا للأسوأ.. الصفحة الأخيرة بقلم زياد غصن

خططوا للأسوأ

اقتصادية

الخميس,١٦ حزيران ٢٠٢٢

زياد غصن - شام إف إم
 
سلامات
 
تأمل في الأفضل، ولكن خطط للأسوأ.
هذه واحدة من أهم الأقوال الإدارية المأثورة، والتي تصلح لأن تكون حالياً مبدأ حكومياً يعمل بمقتضاه المسؤولون أثناء مقاربتهم للواقع الإقتصادي والخدمي الصعب، الذي تمر به البلاد.
إذ لو كانت حكوماتنا، بما فيها تلك التي جاءت مطلع الحرب، تنطلق في سياساتها وقراراتها من السيناريو الأسوأ، لما كانت البلاد وصلت إلى هذه المرحلة الحرجة.
أما.. لماذا السيناريو الأسوأ؟
فهناك عدة أسباب منها: أن العمل انطلاقاً من احتمال حدوث السيناريو الأسوأ لا يحفز فقط المسؤولين على التعمق في البحث عن الحلول غير التقليدية والاجتهاد في الحيلولة من دون وقوع مثل هذا السيناريو، وإنما كان سيوقف مسلسل الأزمات، التي كانت ولا تزال حكوماتنا تتفاجأ بها، متسببة بهدر جهود وإمكانيات كبيرة.
وهذا يمكن إسقاطه على جميع المشاكل والصعوبات التي تواجهها البلاد حالياً، صغيرة كانت أم كبيرة.
لكن ما حدث طيلة السنوات السابقة كان العكس تماماً، فمعظم السياسات والمشروعات الحكومية كانت تبنى على مؤشرات وسيناريوهات متفائلة، وأحياناً كانت هذه السيناريوهات قائمة على قراءات وتحليلات خاطئة للأحداث والوقائع.
فمثلاً... ماذا نتوقع من سياسات مبنية على معدل بطالة قدره 20%؟ وهذا في عام شهد تفشياً لفيروس كورونا وتراجعاً في الناتج المحلي الإجمالي؟
وهل كانت الحكومة تتوقع غير الذي حدث في قطاع الكهرباء، وهي على علم بالعمر الزمني والفني المتهالك لمحطات التوليد؟
عندما نتحدث عن السيناريو الأسوأ، فهذا ليس تشاؤماً أو نظرة سوداوية للمستقبل