خلاف بين نقابة العمال ووزارة الثقافة يحرم دير الزور من دور السينما

أربع دور للسينما في دير الزور بين حكومية وخاصة لم تنهض بأعمال السينما ولا بدورها في طرح ثقافة السينما في المحافظة، حتى أصبحت دير الزور من دون سينما، وكأن بها استغنت عنها ودورها الحيوي في طرح الكثير من القيم والفنون التي تعكس حالة حراك ثقافية ومجتمعية متنوعة.

والحقيقة الثابتة أن أبناء محافظة دير الزور يعشقون دور السينما ولهم فيها ذكريات قديمة لا تنسى، ولا نبالغ إن قلنا إن هذه الدور شهدت نشاطاً كبيراً في الستينيات من القرن الماضي، حتى وصلت تلك الدور إلى السينما الصيفية وفي الهواء الطلق وبعضها دور عائلية أيضاً، وهذه دلالة قاطعة على اهتمام أبناء المحافظة بكل طبقاتها بها.

اليوم خلت المحافظة من تلك الدور رغم التطور الكبير الذي شهدته دور السينما وتركيز وزارة الثقافة عليها ومنحها الدور المأمول منها، ولهذا الخلو أسباب لا تبدو معقدة بقدر ما تبدو أنها تشير إلى عدم الجدية في خلق حالة من التفاعل عبر السينما.

يقول مدير ثقافة دير الزور عبد القادر سلامة في حديث لـ«الوطن»:

في المحافظة أربعة دور للسينما، واحدة منها فقط حكومية، وهي سينما الكندي، وهي مغلقة منذ سنين طويلة رغم ما شهدته من نجاح كبير عبر عشرات السنين الفائتة، بينما يتم افتتاح الدور الثلاث الأخرى خلال الأعياد فقط، ويعود سبب إغلاق سينما الكندي إلى وجود خلاف بين المؤسسة العامة للسينما ونقابة العمال، وسبب هذا الخلاف حول إعادة تأهيل السينما التي لم تتوصل أي من الجهتين إلى حل واضح في ذلك، أو نقاط تفاهم تسهم في إعادة العمل في هذه الدار، مؤخراً طُلب من مديرية الثقافة بدير الزور إعداد مذكرة خاصة بهذا التأهيل، وستتم موافاة وزارة الثقافة بهذه المذكرة التي لم تُعد لغاية اليوم غير أنها ستعد خلال الأسبوع القادم كحد أقصى.

ويضيف السلامة: إن بقية الدور الثلاث لا تفتح بسبب الكلفة الكبيرة حسب تصريح أصحابها التي تترتب على إعادة فتح أبوابها أمام العامة، لذا يعملون على فتحها خلال مواسيم الأعياد فقط بحكم تهافت الأطفال وعبر مشاهد قليلة تدر أرباحاً تتناسب مع كلفة افتتاحها المؤقت، والمفارقة أن أصحاب تلك الدور لا يُسمح لهم استثمار المكان في مشاريع أخرى مهما كانت، والسبب في ذلك يعود إلى ترخيصها عبر مرسوم، ومن ثم لا يمكن تغيير صفة ترخيصها إلا بمرسوم، ويؤكد السلامة أن أصحاب تلك الدور يأملون في استثمار أبنيتهم في مشاريع أخرى، وهي تتوسط مركز المدينة وتشغل أمكنة مميزة فيها، غير أنه يأمل أن تلقى الحركة السينمائية في المحافظة نشاطاً يتناسب مع أهميتها في الحراك الثقافي، ويعول على إعادة تأهيل سينما الكندي عن طريق الوزارة الكثير، مؤكداً أن الوزارة بدأت بخطا جادة لإعادة الحركة السينمائية غير أن نقابة العمال لم تتجاوب بعد لهذه الخطوة وربما كان لها مبرراتها التي لا يعرف عن تفاصيلها الكثير.

 

 

الوطن