"خليلي مسافة" أحلام وردية داخل وسائل النقل

ملفات

السبت,٢٣ تشرين الثاني ٢٠١٩

شام إف إم – هند الشيخ علي

يظن البعض -ممن هم خارج المشهد- أن صورة تجمع الناس في نقطة انتظار "السيرفيس" ومؤخراً "تاكسي السيرفيس" خاصة بجمهور يحتشد أمام قاعة تستضيف فناناً مشهوراً، أو لعبة لتشرين وحطين. ولو انتظر المتفرج قليلاً، فهم من تحول حركة الناس شبه الثابتة والمترقبة في آن، إلى ركض وتدافع تزامناً مع وصول "السيرفيس"، حقيقةَ المشهد.

في "السيرفيس" لا يهم كيف يجلس الركاب، فوق بعضهم، أو على "سم" من مقعد يتسع لثلاثة أشخاص ويتقاسمه خمسة. المهم هو الوصول إلى الوجهة. ومن الغرابة أن تجد الجميع متقبلاً لهذه الحالة داخل وسائل النقل في ظل التأقلم مع المعادلة غير المتكافئة بين عدد وسائل النقل وعدد السكان.

هل تشكل هذه الحالة بيئة مناسبة للمتحرشين؟

تقول رنا، وهي طالبة في كلية الاقتصاد، وعلى علاقة يومية مع سرافيس منطقة البرامكة، إنها تعرضت مرتين للتحرش داخل "السيرفيس" ولم تستطع التذمر أو الابتعاد عن الشخص المتحرش نظراً لضيق المساحة في السيرفيس وجلوس الركاب فوق بعضهم البعض، بحسب تعبيرها. إلا أنها في المرتين لم تجد حلاً إلا بالهبوط من السيرفيس واستئجار "تاكسي خاصة".

أما سلمى، وهي موظفة في شركة قطاع خاص، تجد أن التحرش ظاهرة من الواجب محاربتها مهما كانت الظروف، وتؤكد أنها لو تعرضت لحالة تحرش داخل سيرفيس يعج بالركاب ويشكل "أملها الوحيد" في الوصول إلى وجهتها، لـ "تصرفت مع المتحرش كما يجب وفضحت أمره".

وبالحديث عن التحرش داخل وسائل النقل، أطلقت منظمة «نيسان» مبادرة بعنوان «خليلي مسافة» للحد من حالات التحرش في الأماكن العامة، مرفقةً المبادرة بصورة لشاب وفتاة يجلسان على مقعد في باص، بحيث تظهر طريقة الجلوس الواجب اتباعها لاحترام خصوصية المرأة داخل وسائل النقل، والحد من حالات التحرش.

ولكن بالعودة إلى حقيقة المشهد التي تخص الحالة الجماهيرية بالنسبة لوسائل النقل في سورية، هل من السهل أن تجد مبادرة من هذه النوع طريقها إلى التطبيق؟

تحرش
خليلي مسافة
سيرفيس
مبادرة
وسائل النقل