خميس: 24 مليار ليرة أضرار الأعمال الإرهابية على قطــــاع الكهربـــــــــاء

اطلع ممثلو عدد من وسائل الإعلام العالمية والعربية والمحلية على الأضرار الناجمة عن الأعمال الإرهابية والتخريبية التي قامت بها المجموعات الإرهابية المسلحة والتي طالت قطاع الكهرباء في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها سورية ومنعكسات ذلك على التنمية الاجتماعية والاقتصادية ومعيشة المواطن السوري.

وقدم المهندس عماد خميس وزير الكهرباء خلال مؤتمر صحفي في الوزارة  عرضا مفصلا لواقع قطاع الكهرباء في سورية والأضرار المادية التي لحقت بمكونات المنظومة الكهربائية نتيجة اعتداءات المجموعات الإرهابية المسلحة المتكررة على شبكات التوزيع والعاملين وورشات الصيانة والطوارئ وتخريب البنية التحتية التي تنقل الوقود اللازم لتشغيل بعض محطات التوليد الأمر الذي أدى إلى خروج ما بين 1000 إلى 1700 ميغاواط من الخدمة بشكل يومي ما يشكل نحو 20 إلى 25 بالمئة من استطاعة المنظومة الكهربائية.

وأوضح الوزير أن مقدار القيمة المالية للأضرار المادية المباشرة على الشبكات يصل إلى نحو 713 مليون ليرة سورية فيما تشكل الأضرار غير المباشرة على الاقتصاد الوطني أكثر من 23 مليار ليرة سورية وذلك نتيجة الاعتداءات التخريبية والإرهابية وخروج بعض مجموعات التوليد من الخدمة وما تبعه من نقص في قدرات التوليد لمواجهة الطلب على الطاقة الكهربائية.

وأشار خميس إلى الجهود التي تبذلها الوزارة بالتنسيق مع الجهات المعنية لإدارة الطلب على الطاقة في ظل هذه الظروف إن كان عبر نظام التقنين وإعادة توزيع الطاقة والتعاون مع وزارتي النفط والنقل لتأمين إمداد المحطات بالوقود اللازم بالسرعة القصوى وإعادة بعض مجموعات التوليد إلى الخدمة.

خميس: أضرار مادية كبيرة لحقت بمكونات المنظومة الكهربائية نتيجة استهداف المجموعات الإرهابية لها

وقال وزير الكهرباء.. إن مكونات المنظومة الكهربائية السورية المنتشرة في أنحاء سورية كافة لحقتها أضرار مادية كبيرة نتيجة استهداف المجموعات الإرهابية لها وأن هذه الأضرار شملت شبكات التوزيع ومحطات التوليد على حد سواء.

وأضاف.. إن الأضرار على شبكات التوزيع طالت خطوط التوتر المنخفض والمحولات الصغيرة من خلال الاعتداء على أقسام الطوارئ وسرقة المعدات والأثاث منها وإطلاق النار على المحولات الكهربائية وقطع الشبكات الكهربائية وسرقة الكابلات والأمراس والاعتداء على أبراج التوتر العالي ومحطات التحويل 66-230 و20-66 ك ف من خلال الاعتداء على محطة تحويل درعا البلد ومحطة الجامعة في حمص والعبث بمحتوياتهما وسرقة المعدات والأثاث منهما وكذلك تفجير أبراج خطوط درعا الشيخ مسكين ودرعا السويداء وخط حماة2 زيزون 400 ك ف وكذلك خطوط 66 ك ف المغذية لأنابيب نقل النفط في محافظة دير الزور وتكرر ذلك عدة مرات.

وأوضح الوزير خميس أن هذه الاعتداءات طالت أيضا الآليات ووسائط النقل ومنها مهاجمة آليات الصيانة والإصلاح وسيارات نقل العاملين الكبيرة والصغيرة ما تسبب بعدم تمكن ورشات الإصلاح من معالجة الأعطال إضافة إلى الاعتداء على العاملين في القطاع وما تبعه من الاعتداء على العاملين في المحطات وفي الطرقات المؤدية إلى مواقع العمل وترهيبهم بمختلف الأساليب غير الإنسانية واختطاف بعضهم الأمر الذي أسفر عن وقوع عدد من الشهداء من العاملين في قطاع الكهرباء في محافظتي إدلب وحمص.

ولفت وزير الكهرباء إلى ما يقوم به البعض في عدد من المناطق من خلال التحريض على الأضرار بالممتلكات العامة.

أما فيما يتعلق بمحطات التوليد فأشار الوزير خميس إلى أن متوسط الطلب على الطاقة الكهربائية بلغ خلال شهر كانون الثاني 2011 نحو 166 مليون كيلو واط ساعي بينما كان متوسط الطلب على الطاقة الكهربائية في نفس الفترة من العام 2010 بحدود 137 مليون كيلوواط ساعي بنسبة نمو وصلت إلى 21 بالمئة.

استهداف أنابيب نقل الغاز والسكك الحديدية أدى إلى خروج قسم من محطات التوليد من العمل

وقال وزير الكهرباء إن الأعمال الإرهابية التي استهدفت أنابيب نقل الغاز والسكك الحديدية التي يعتمد عليها في نقل مادة الفيول إلى محطات التوليد أدت إلى خروج قسم منها وتشغيل قسم آخر منها بحمولة جزئية.

وأوضح أن الاعتداء الإرهابي على سكة قطار في موقع حر بنفسه بمحافظة حماة بتاريخ 6-8-2011 أدى إلى توقف مجموعات محطتي محردة والزارة واستنزاف مخزونهما من مادة الفيول.

وأشار إلى أن الاعتداء على سكة قطار في معرة مصرين بمحافظة إدلب بتاريخ 12-12-2011 أدى إلى توقف بعض مجموعات محطة توليد حلب وتفجير خط الغاز المغذي لمحطة توليد محردة بنفس اليوم ما أثر على معظم المجموعات العاملة على الغاز الطبيعي وبالتالي سبب نقصا في استطاعات التوليد وخروج مجموعتين باستطاعة 125 ميغاواط لكل من الخدمة.

وأضاف الوزير خميس أن الاعتداء على سكة القطار التي تنقل مادة الفيول إلى محطات التوليد في تشرين وحلب على محور بانياس حلب ومحور حمص دمشق في 14 الشهر الماضي أدى إلى خروج مجموعتين في محطة توليد حلب باستطاعة 426 ميغا واط ومجموعة في محطة توليد تشرين البخارية باستطاعة 200 ميغا واط وان تفجير خط الغاز قرب تلبيسة المغذي لمحطة توليد زيزون والزارة في 4 الشهر الجاري أدى إلى خروج مجموعات زيزون بالكامل عن الخدمة باستطاعة 450 ميغا واط ومجموعة في الزارة باستطاعة 200 ميغا واط حيث كانت تعمل على الغاز نتيجة لنقص مخزون الفيول في المحطة.

20120118-233611.jpg

وتابع الوزير.. أن الاعتداء على سكة القطار في منطقة بحبلين بإدلب قرب جسر الشغور في 11 الشهر الجاري أدى إلى توقف مجموعتين غازيتين في مشروع توسيع محطة توليد جندر باستطاعة 300 ميغا واط وتحويل مجموعتين بخاريتين في محطة توليد حلب من الفيول إلى العمل على الغاز على حساب مجموعتي جندر الغازيتين اضافة إلى توقف المجموعة الأولى من توسع جندر باستطاعة 150 ميغا واط جراء اختطاف خبراء يعملون في المشروع.

وأكد الوزير خميس أن هذه الأعمال الإرهابية كان لها أيضا أضرارا غير مباشرة حيث تسببت بزيادة الطلب على الطاقة بنحو 35 مليون كيلو واط ساعي يوميا بسبب استهداف ناقلات المشتقات النفطية وما تبعه من نقص في توفير المازوت والغاز المسال المستخدم لأغراض التدفئة والطهي من قبل المواطنين ولجوئهم للاعتماد على الكهرباء لأغراض التدفئة وتسخين المياه وطهي الطعام اضافة إلى ما سببه انقطاع التيار الكهربائي من مضايقات نفسية وأضرار معنوية انعكست على الأسرة والمجتمع نتيجة الحاجة له في الإنارة وتشغيل مضخات مياه الشرب والاستخدامات المنزلية وتقديم الخدمات للمواطنين.

 23 مليار ليرة قيمة الأضرار غير المباشرة على الاقتصاد الوطني

أما فيما يتعلق بالأضرار الاقتصادية غير المباشرة فبين الوزير أنه و نتيجةً للهجمات التخريبية والإرهابية التي استهدفت القطارات والسكك الحديدية وخطوط نقل الغاز وما نجم عنها من خروج بعض مجموعات التوليد ونقص قدرات التوليد لمواجهة الطلب على الطاقة الكهربائية وما تبعه من قطع في الكهرباء نتيجة عدم القدرة على توليد 470 مليون كيلو واط ساعي كما كان الحال سابقا ما تسبب بأضرار على الاقتصاد الوطني تتجاوز قيمتها الاقتصادية 23 مليار ليرة سورية.

وأشار الوزير إلى عدم التمكن من تحصيل وجباية كامل قيمة الطاقة الكهربائية المباعة من قبل شركات توزيع الكهرباء في بعض المناطق وسرقة بعض كوات الجباية ما أدى إلى نقص في تأمين السيولة المالية اللازمة لمشاريع الكهرباء ونفقات التشغيل مؤكدا أن كل مشاريع توليد الطاقة القائمة والمتعاقد عليها مستمرة رغم الظروف الاستثنائية لتنفيذها في أوقاتها المحددة.

وبين الوزير خميس أن مقدار القيمة المالية للأضرار المادية المباشرة على الشبكات يصل إلى نحو 713 مليون ليرة سورية مع الإشارة إلى أن هذه الأضرار لا تشمل السكك الحديدية وأنابيب النفط والغاز وغيرها من المنشآت والمعدات التابعة للوزارات الأخرى لافتا إلى أن المؤسسة العامة لتوزيع واستثمار الطاقة الكهربائية كانت الأكثر تضررا بنحو 8ر506 ملايين ليرة سورية والشركة العامة لأعمال الكهرباء والاتصالات بنحو 7ر20 مليون ليرة والمؤسسة العامة لتوليد ونقل الطاقة الكهربائية بنحو 7ر17 مليون ليرة والمركز الوطني لبحوث الطاقة بنحو مليون ليرة إلى جانب سرقة عدد من الأليات والسيارات مؤخرا تقدر قيمتها بنحو 13 مليون ليرة إضافة الى نفقات إدارية وفنية ناجمة عن ذلك بنحو 150 مليون ليرة.

ولفت الوزير إلى ما تتعرض له سورية من مؤامرة كبيرة تقف وراءها جهات خارجية تفاجئت بمدى صمود الشعب السوري ووعيه ووحدته الوطنية ولجأت بعد فشلها في ضرب هذه الوحدة الى استهداف الاقتصاد الوطني بكل مكوناته ولاسيما قطاع الكهرباء الذي يشكل ركيزة في العملية التنموية الاجتماعية والاقتصادية ولقمة المواطن عبر المجموعات الإرهابية المسلحة تنفيذا لأجندات خارجية. وأبدى المهندس خميس استعداد الوزارة لتقديم كل المساعدة والمعلومات التفصيلية التي يحتاجها الإعلاميون للاطلاع على حقيقة الأوضاع والضرر الناجم عن عمليات استهداف قطاع الكهرباء.

وأكد عدد من الإعلاميين أهمية المؤتمر الصحفي في عرض حجم الأضرار التي لحقت بقطاع الكهرباء ومنظومة الطاقة الكهربائية نتيجة الأعمال الإرهابية والتخريبية وما تضمنه من معلومات وتفاصيل وأرقام تعكس حقيقة هذه الأضرار.

وقالت كارين لويكفيلد من صحيفة نويس دويتش لاند الألمانية في تصريح لسانا.. نحن نسمع في ألمانيا جانبا واحدا من القصة عما يجري في سورية ولا يتكلمون هناك عن الجانب الذي تكلم عنه الوزير حيث معظم هذه الاخبار لا تصلنا ونعرف أحيانا أن هناك أضرارا لكن لا نعرف مدى حجمها وامتدادها ولكن بعد أن استمعت إلى كلام الوزير أدركت أنه يتوجب علي نقل حقيقة هذه الصورة على الأقل إلى الرأي العام في ألمانيا ومن ثم إلى بقية أوروبا.

وأضافت لقد كنت مقتنعة منذ البداية بوجود عصابات مسلحة وهذا واضح لكن اليوم من خلال المعلومات بدا الأمر أكثر دقة حيث شاهدت بأم عيني الأضرار عبر الارقام والأشكال والوقائع ولاسيما انني كنت في جسر الشغور وحماة من قبل وشاهدت مواقع التخريب على الواقع.

 

 

شام نيوز - سانا