دائرة الحكمة

عبد الفتاح عوض - الوطن
هل تذكرون مسرحية دائرة الطباشير.....؟؟ منا من قرأها في أحد صفوف المرحلة الابتدائية رغم أنها مسرحية لبريخت ولأن العودة لقراءات قديمة مفيدة الآن اسمحوا لي من باب التذكير استعادة موجزها، فهي تتحدث عن امرأتين تتنافسان على أمومة طفل، واحدة حقيقية وهي التي ربته والأخرى ولدته لكنها تركته وهربت.
وبعد صراع وسباب تصلان للقضاء ويكون حكم القاضي المتميز بأن يرسم دائرة الطباشير ويطلب من كل واحدة جذب الطفل بكل ما تملك من قوة إلى ناحيتها والتي تجذبه بقوة أكثر تصبح أمه.
وبعد سماع حكم القاضي ترفض واحدة منهما الحكم وتبرر رفضها بأن جذب الطفل بقوة سوف يؤذيه... وهنا يحكم لها القاضي بحق الأمومة لأنها كانت الحريصة على عدم إيذاء الطفل.
مشكلتنا أنه لم يبد معظمنا حتى الآن ما يكفي من حرص على سورية... حتى وصل جموحنا نحو إيذائها بأن البعض طالب بتدويل الأزمة السورية وبتدخل خارجي وكنا إلى فترة قريبة نعتبر أن مجرد التلويح بقبول تدخل خارجي تجاوز للخطوط الحمراء
المواطن السوري الآن في دائرة الطباشير والكل يجذبه ناحيته بإدراك أو دون إدراك كم حجم الأذى التي نسببه له.
المواطن السوري الآن يبحث عن حل... يعيد له سورية أجمل مما كانت وأفضل مما كانت.
الحل واضح ووحيد وليس فيه كثير من الاجتهاد... الحوار وليس غيره، والمبادئ العامة لهذا الحوار تقوم على بناء سورية على أسس التعددية والديمقراطية والمشاركة والدولة العصرية.
الذين يرفضون الحوار هم دعاة عنف والذين يعطلون الحوار أو يؤخرونه هم أيضاً دعاة دماء.
ولعلنا لا نصرخ في وادٍ عندما نتحدث عن حتمية الحوار فمنذ بداية الأزمة لم يكن لأحد أن يذهب بها بعيداً إلا وسيعود إلى الحوار وعلى جسده كل آثار التعب والإنهاك من صراع لا رابح فيه والكل خاسرون وأولنا الوطن.
والآن... نحن بحاجة إلى لجنة حكماء وليس إلى لجنة مراقبين... بحاجة إلى من يساعد على خلق أجواء حوار والبدء بطرح مبادرات لخلق مخارج أزمات صناعة حلول.